١١

25.5K 1.5K 220
                                    




البحر بزرقته المبهجة كان ممتداً أمامه بمنظر رائع يسلب الانفاس ، انفاسه الهادئة كانت تخرج بانتظام مع عينيه المغمضة باسترخاء واضح ، صمت محبب كان يلفه الي ان توقفت تلك الخطوات خلفه ، نظف الرجل في الخلف حلقه قبل ان يقول " هل طلبتني ، ألفا "

التفت له الألفا المؤسس بعد ان فتح عيناه و أشار له الي ما أمامه " هل تري امتداد هذا البحر الواسع مورغان " ،
مورغان نظر له بصمت مقدراً لهذه الحالة التي تصيبه كل فترة و تابع الألفا " خلف هذا البحر تماماً توجد حُريتنا ، أرضُنا " صمت الألفا و التفت مجددا للبحر من أعلي ذلك المنحدر الكبير الذي يقف عليه " يوجد من اضطهدونا هناك ، و سنقتلهم جميعا ، و نستولي علي كل شئ "

هدوء عاد يلف نظرات الألفا التي كانت توحي بقليل من الضياع ، أغمض عينيه و فتحها لتعود نظراته المتحدية و يقول لمورغان " متي سوف نبدأ "

" شهرين فقط و ننتهي "  ، نظر الألفا الي الأفق فوقه و في نفسه ينتظر ذلك اليوم ، هو انتظر لسنوات و الان فقط سينتظر شهرين لا غير ، شهرين و يقضي عليهم جميعاً !

.........


أسبوع قد مر و تحسنت حالة جيمس ، الذي كان طوال الوقت يظل جالساً في غرفته داخل المبني الخاص بالفينيا ، لم يتحدث مع احد من الروجز هنا و لم يقابلهم بالأصل هو ببساطة لم يتقبلهم كما يعتقد ان ريس قد فعلت

لكنه الان نهض اخيراً ليتحرك خارجاً من المكان ، يتذكر في الليلة الماضية عندما أتت الفينيا لتفقد حاله كالمعتاد ، كان لا ينظر لها كالعادة يجعلها تقوم بعملها و تخرج من غير ان ينبس بكلمة ، لكن لا يعلم كيف ارتفعت عينه و نظرت اليها ، لانه فور لمحه لوجهها ، تذكر فوراً اماليا ، لا يعلم لما هاجمت صورتها عقله الان ، نفض رأسه و عاد لتركيز مع يديه التي كانت تنزع اخر قطعة من الشاش الذي كان يلف صدره

رمت بالشاش داخل السلة ، المليئة بشاشاً مماثل ، و عادت لتحمل الصينية التي احضرتها معها من السرير بجانبه ، لما يقاوم سؤالها بسرعة و هو يقول " هل تعرفين مكان ريس "

رفعت الفينيا عينيها الخضراء اللامعة اليه لتقول ببرود " لا اعلم " و بهذا هي خرجت من عنده

لم يستطع ان يصبر اكثر ، لهذا هو خرج الان ليبحث عنها ، يحتاج الي التحدث معها ، و يحتاج الي كثير من التفسيرات منها


..........


ريس كانت تجلس علي احد الصخور داخل الغابة قريباً من البحيرة ، الف يدها الحمراء المصابة بقطعة قماش ، و تشد علي أسنانها بقوة

استمعت الي صوت الأقدام القادمة نحوها ، لكنها لم تلتفت لانها مسبقاً كانت قد اشتمت رائحته ، لم تغير من وضعيتها الي ان اقترب و وقف بجوارها و تحدث " ما زلتي تتعبين نفسك بهكذا تدريبات " ، رفعت رأسها لتقابل الخصلات الشقراء المتطايرة  " و لن اكف عنها " قالت بحزم لتنهي لف القماش و تربطه بأحكام قبل ان تبتعد قليلاً و تشير له ليجلس في الصخرة بجوارها

روجزحيث تعيش القصص. اكتشف الآن