١٣

23.9K 1.5K 140
                                    




النافذة علي يسار السرير كان يتسرب منها قليل من ضوء القمر ينعكس علي الارضيّة و يضئ نصف السرير الذي كانت راقدة عليه ريس ، و بقية الغرفة كانت غارقة في الظلام

رمشت ريس بعينيها عدة مرات قبل ان تفتحها تماماً لتقابل السقف الذي أخذت تنظر له لعدة دقائق بفراغ بدت طويلة جداً ، رمت برأسها اخيراً جانباً و هي تتنهد لتقابل النافذة المفتوحة و الستائر القصيرة التي ترفرف حولها ، و بهدوء مددت يديها علي السرير قبل ان تستند عليهم و تجلس علي السرير بتراخي يصاحب حركتها ، فركت فروة رأسها بخمول ، قبل ان تأتيها الأصوات القادمة من خارج المنزل

أخذت عدة دقائق اخري قبل ان تستعيد كامل تركيزها و تنهض عن السرير ، انحنت قليلاً لتلتقط حذائها ترتديه قبل ان تفتح باب غرفتها و تقابلها غرفة المعيشة

رأت ريس اماليا التي كانت خارجة من المطبخ بيدها عدة أكواب بلاستيكية متجهة الي باب المنزل  " اماليا "  توقفت اماليا لتنظر الي ريس التي نادتها متوقفة قرب باب غرفتها ، و بسرعة رسمت علي وجهها ابتسامة و هي تسرع اليها " ريس هل انتي بخير " كان صوت اماليا سعيداً و هي تنظر الي معالم وجهها تنظر لها بتدقيق ، و بهدوء اجابتها ريس و هي تلوح بيدها بعد ان رسمت ابتسامة صغيرة علي فمها " نعم ، بكامل صحتي "

راقبت ريس اماليا التي كانت ما تزال تتفرس بوجهها لتقول ريس باستغراب  " و لكن ماذا حدث " ، تفاجاءت اماليا قليلاً و هي تتضم الأكواب لها " لقد أغمي عليكِ في الصباح " ، و بسرعة تدفقت الأحداث الي عقل ريس متذكرة كل ما حدث

" لقد خفنا عليكِ ، و لكن بعد ان نقلناكِ الي الفراش انتظم تنفسك ، فاطمئننا قليلاً  " صمتت اماليا قليلاً و جمعت كل الأكواب فوق بعضها في يد واحدة قبل ان تتابع " يبدو انه كان مجرد تعب متراكم بسبب عدم نومك جيداً و تدريباتك الكثيرة "

أخذت ريس نفساً عميقاً " يبدو كذلك " ثم التفتت تنظر حولها قبل ان تسأل " أين الجميع "

" الجميع في الخارج و انا كنت في طريقي اليهم ، لأعطيهم هذه " و إشارة الي الأكواب " هي انتي أيضاً لتستنشقي بعض الهواء "

" لا " لوحت ريس بيدها " اذهبي انتي أولاً سأتي بعد قليل " ، عيني ريس كانت ناعسة و التعب كان واضحاً عليها لذلك خرجت اماليا بعد ان اومئت لها

ريس اتجهت الي الأريكة لتجلس عليها تريح رأسها الي الخلف هي تحتاج الي التفكير ، بل الكثير من التفكير

...



استيقظ اريور ليجد نفسه مستلقي علي قطعة كبيرة من الفرو الأبيض الناعم ، و العجوز ما زال جالساً في مكانه قرب النار ، الغرفة أصبحت اكثر ظلاماً ، حيث ان ضوء الشمس القليل و الذي كان ينفذ من شقوق الباب الخشبي اختف الان

روجزحيث تعيش القصص. اكتشف الآن