روجز

١٩

الخوف كان يضرب بقوة داخل قلب ريس التي كانت تحاول استشعار مكان شقيقها ، الكثير من الاجساد كانت ساقطة علي الارض و مغطاة بالتراب ، ملامحهم لم تكن ظاهرة ، و قد كانو متكدسين جنباً الي جنب قرب الذئاب الشرسة التي لم يعد بعضها الي شكله البشري ، سقطت في مكانها علي الارض ، قبل ان تحاول تهدأت نفسها بان الرابطة مازالت علي الأقل موجودة ، مما يعني انه حي هي فقط تحتاج لإيجاده و مساعدته سريعاً ، نهضت مجدداً و تحركت لتعاود البحث و في كل ثانية تتفقد اريور سريعاً و هي تبحث

اريور كان يقف في وضعية مستعدة لأي هجوم مفاجئ من ويل الذي ظل متصنماً علي وضعيته المنحنية ، و من دون ان يلتفت هو قد شعر بحضور ريس ، تنهد مطمئناً نفسه ، بأنها هنا معه الان اذ لا يوجد اَي خطر عليها ، احتدت نظراته علي ويل الذي سيكون الخطر الوحيد منه ، ثواني حتي رفع ويل رأسه مع ابتسامة اقل ما يمكن وصفه بها انها شيطانية

تحرك ببطء مجدداً نحو اريور ، و مع كل خطوة كانت ابتسامته تتسع معها ، الي ان اختفي فجاءة و ظهر بلمح البصر امام اريور ، الذي يراقب حركته و كان مستعداً لتفاديها ببساطة ، و لكن في اللحظة التي كان بها امامه تم شُل كامل حركة جسده ، و لم يستطع تحريك ذراعه لتفادي الضربة القادمة ، و التي دفعت به قليلاً الي الخلف ، كان جسده ما زال متحجراً عندما سقط علي الارض ، و جيمي و روبرت حاولا أيضاً الحركة سريعاً لمساعدته ، و لكن ويل بسرعة لف راْسه باتجاههم و لمعت عيناه قبل ان يتجمد جسدهما عن الحركة ، رفع كف يده الي الاعلي امام ناظريه و شاهد بينما كانت الطاقة زرقاء اللون تتجمع عليها ، و تحرك باتجاه اريور ، الذي كان يحاول تحريك جسده و النهوض ، و لكن ذلك لم ينجح ابداً ، ويل كان مستعداً تماماً للإطلاق عندما وجه كتلة الطاقة نحو اريور و هو يقول بسخرية " الألفا كان دائماً خائفاً منك بداخله و مترقباً لكل حركة تقوم بها ، حتي انه قد زرع بعض الاعين داخل مجموعتك ، حتي يكون عارفاً لكل تحركاتك ، و لكن انظر إليك الان ، متجمد تماماً و لا تستطيع تفادي ضربتي التالية ، و التي يمكنها قتلك ببساطة " يد ويل ارتفعت للاعلي نحو السماء التي ارعدت لثواني مع ظهور برق لامع و سريع " ما يحزنني هو ان الألفا كان ينتظرك ليقضي عليك هو بنفسه ، و لكن انا سأخلصه من هذا العبء و اقضي عليه "  و مع قوله هذا هبطت يده سريعاً نحو اريور محملة بالموت الحتمي

و لكن قبل ان تصل الي اريور يد خاطفة أمسكت بسرعة ويل من ما جعل الطاقة في يده تتبدد و تختفي ، صاحب اليد رفع رأسه بابتسامة متسلية مع انياب واضحة تخبرك فوراً انه مصاص دماء ، شد مصاصي الدماء ويل من ذراعه باتجاهه قبل ان يدفعه بقوة سريعاً فيندفع بعيداً مخلفاً خلفه موجات عالية من الرياح التي حركت حتي بعض الأشجار ، و تسببت بتطاير شعر ريس التي كانت تقف تماماً خلف مصاص الدماء ، في اللحظة التي اندفعت فيها ريس لمساعدة اريور ، كان هذا الشخص قد ظهر أمامها ، و أوقف هجوم ويل ببساطة و بكف يده فقط !