الشعاع الخامس عشر

114 21 1
                                    

أكملت كلماتي " إمبارح أول ما مي شيرت بوست جيت أعلق عليه لقيت اللي سبقني ، فتحت الصفحة لقيتك إختها و جذب إنتباهي الغلاف لإني كان صديقي في السكن أيام الجامعة كان معاه الرواية دي .. قراها حوالي ألف مرة .. كانت دايماً معاه .. فأنا مقرأتش منها غير الإستهلال بس .. الجزئية البسيطة دي .. و لما بحثت عليها علي الإنترنت عشان أقرأها ملقيتهاش "
تابعت مي الأكل بعد أن كانت قد توقفت لكن الجميع ظل منتبهاً لحواري
سلمي " أول مرة أسمع عن حد قرأ الرواية دي .. الرواية دي قصتها و قصة كتابتها موضوع لوحدها .. الرواية دي قديمة جداً زي رواية البؤساء كدا لفيكتور هوجو .. لكن الفرق بينهم إن الرواية دي منجحتش ولا اتشهرت .. فشلت و كاتبها اتعقد من الكتابة و كانت أول و آخر حاجة يكتبها ..." و حاولت أن تكمل لكن مي تنحنحت ثم أمسكت بكوب الماء و بدأت تنظر إليها
" خلاص هكملك القصة بعد الأكل "
كنت أتنفس الصعداء لأن الموقف مر بسلاسة ..
بعد الأكل
كانت سلمي متحمسة جداً لتحكي لي قصة تلك الرواية .. لأنها في نظرها رواية قيمة و جميلة .. لكنها ظُلِمت كما تظلم الكثير من الأفكار الجميلة
"مش عارفة الناس في فرنسا ساعتها كانت بتفكر إزاي .. لكن الرواية اتظلمت فعلاً .. الكاتب معرفش يبيع أكتر من نص النسخ اللي نشرها علي حسابه ففرقها علي زمايله و أصدقاءه .. و كانت خسارة كبيرة بالنسباله لأنه اتحمل تكلفة نشرها علي حسابه و محاولش يروح لمكتب أو دار نشر يعرض عليهم الفكرة .. بعد خسارته الكبيرة اتعقد و اكتئب و انتهت حيااته ... الرواية أو النسخ المتبقية دي خدت فرصة تانية و وصلت لإيدين ناس قدراتها لكن عددهم محدود .. محدش فكر يعيد نشرها من جديد و يديها فرصة حقيقية .. أنا بشتغل مترجمة فورية تبع مكتب ترجمة .. بتكلم خمس لغات بطلاقة ، قابلت في مرة سائحة فرنسية و أعطتني الرواية كذكري .. قالتلي إنها قرأتها أكتر من ألف مرة .. أنا بفكر أترجمها و أروح بيها لدار نشر تنشرها "
كأنها لم تكن تريد التوقف عن الكلام منذ أن قامت من علي مائدة الطعام و هي تتكلم ، حتي وهي تقوم بأخذ الأطباق من السفرة إلي المطبخ هي و مي
مي " خلاص يا بنتي صدعتي الراجل "
" لا متخافوش أنا جاي مصدّع جاهز .. الصداع دا بقي جزء من حياتي "
نظرت لي أم مي و تكلمت " مي حكتلنا عنك كتير جدا ً "
" بالمناسبة أنا جو الأسرة أخدني و نسيت أعرف نفسي .. أنا آسف جداً
أنا زياد المصري مهندس برمجياات في شركة في الهضبة الوسطي في المقطم .. والدي و والدتي ماتو من زمان من قبل ما أدخل الثانوي و اللي رباني أخويا الكبير رياض الله يرحمه .. فترة الثانوي و سافر أمريكا يكمل أبحاثه هناك في فترة الجامعة بتاعتي و بعد ما خلصت هو كان السبب في حصولي علي الوظيفة دي قبل ما يموت .......... " هممت بالسكوت فسكت برهة و أخذت نفس و أكملت حديثي " أنا ممكن أكون متكلمتش باتفاصيل عن شغلي لأني في فترة صعبة من حياتي .. لازم حضرتك تعرفي إني ... " فقاطعتني
- " عارفة موضوع العملية و موضوع النظر .. مي حكيتلنا كل حاجة "
فأكملت حديثي إليها " أنا بعد العملية هفقد بصري و بالتأكيد السنة اللي اشتغلتها في الشركة مش هتشفعلي .. فهأجر الشقة بتاعتي و أعيش معاكم إذا مكنش عندكم مانع .. إذا كان عندكم مانع فأنا من بكره هدور علي شغلانة تناسب شخص أعمي و أحتفظ بشقتي "
- " بص يابني .. أنا اتجوزت زي ما بيقولوا كدا جواز صالونات .. معرفتش يعني إيه حب قبل الجواز .. لكن عرفت إزاي أكون مخلصة لجوزي و أحفظه و أحافظ له علي بيته و شرفه ... و لو سألتني علي رأيي فأنا إنسانة صريحة هقولك ... " فقاطعتها مي " ماما "
نظرت إليها ثم إلتفتت إلي و أكملت " هقولك إني مش موافقة علي الجواز ده .. لإني أم ، عمري ما اقدر أوافق إن بنتي الدكتورة تتجوز واحد أعمي مع إحترامي الكامل ، لكن أنا مقدرش أحطم قلبها أو أمنعها إنها تتجوز الشخص اللي بتحبه ....... الحاجة الوحيدة اللي تخليني أوافق علي الجوازة إن أعرف إنك تكون بتحبها قد ما بتحبك و أكتر ... بص في عنيا و قولي إنت فعلاً بتحب بنتي .. بص في عنيها و قولها إن كنت فعلاً بتحبها قد ما بتحبك ولا لأ "

آخر شعاع من الضوءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن