أغلقت ذلك اللاب لأنني كنت أستقبل مكالمة علي هاتفي .. إنها مي .. يبدو أننا بدأنا فترة الخطوبة .. اتصالات و أحاديث و حوارات بعد أن كنت أنهي ليلتي علي اليوتيوب أشاهد أجدد المقاطع الكوميدية .. الآن قد بدأنا
" ألو يا مي "
- " إيه ياعم .. انت لسة مكتئب فكها بقي خلي ربنا يفكها من عندو "
" حاضر يا ستي "
- " و إيه الفيس بتاعك ده .. أنا حسيت إن في عنكبوت علي صفحتك .. آخر بوست من سنة و كمان مشيره .. إيه ياعم "
" أصلي مليش صحاب كتير .. هفتحه دلوقتي و أقبل الآد بتاعك .. مي هكلمك كمان شوية عشان في حد بيضرب الجرس ... "
لم يكن هناك من يضرب الجرس أو شيء .. لكنني بدأت أحس بأن ذلك الشغف الذي كان يتملكني قد انتهي فجأة .. لا أعرف السبب الحقيقي
أصبحت مشوشاً فجأة .. لا أعرف هل هذا بسبب المرض و العملية
أم أنه بسبب شيء آخر أخشاه .. هل الذي حدث بيني و بين مي هو حب أم هو مجرد إعجاب .. هل تسرعت في طلب الزواج منها .. فجأة بدت أمام ناظري فكرة ألا تكون هي المنشودة .. كيف انتهي كل هذا الشغف فجأة ؟!
لا يمكن أن يكون ذلك حقيقياً .. إنني أحبها و هي المنشودة ..
هذا ما كنت أخبر نفسي دائماً به
فتحت الفيس بوك .. رغم مرور عام كامل إلا أنني لم أتلقي سوي طلب صداقة وحيد .. هو من مي .. فقط كأنني كنت غير مرئي بالنسبة للعالم .. و هي الحقيقة ، حتي أخي الذي قدم حياته للعلم ، كان أيضاً مجرد نكرة مثلي و انتهي و لم يلاحظ أحد وجوده
تفقدت صفحة مي و منشوراتها .. ذلك المنشور الذي نشرته منذ دقائق عن الحب و أول كومينت كان لأختها سلمي
فتحت صفحتها فلفتت إنتباهي تلك الجملة الفرنسية علي غلاف صفحتها لم ألبث ثواني أو أجزاء من الثانية من قراءتي لتلك الجملة في صورة الغلاف حتي انتابني الذهول و التعجب الشديدين.. إنها تلك الجملة الفرنسية التي كانت في استهلال تلك الرواية الفرنسية SÛR .. تلك الرواية التي كان سام ليان شديد التعلق بها .. لقد بحثت عنها كثيراً لكنني لم أجد أثر لها أو أثر عن كاتبها ... كيف وصلت إليكي تلك الرواية .. أم هي مجرد صورة رأتها في أي موقع .. لكنني كنت أتمني أن أجد تلك الرواية معها .. كان الشغف يتملكني بشدة حول قراءة تلك الرواية
تنقلت في صفحة سلمي أشاهد صورها ، لقد كانت تضعها بالأبيض و الأسود .. جميع صورها الشخصية .. و كانت تكتب عليها ( هكذا أري العالم)
وعندما وجدت صورتها كانت تكتب عليها
( هكذا أري نفسي عندما أنظر للمرآة )
كانت صورتها تخطف القلوب .. رغم كونها بالأبيض و الأسود .. بغمازاتها الجميلة .. و كأنها جمعت جميع الأشياء النادرة و الجميلة
أغمضت عيني و تخيلتها في دماغي بالألوان بشعرها الأصفر و عينيها الرمادية الجميلة .. عندها سمعت صوت هاتفي يرن من جديد .. إنها مي ثانية
" ألو يا مي "
- " إيه يازياد مبتردش ليه علي الشات "
فتفقدت الشات .. لقد كانت هناك عشرة رسائل من مي كيف لم أنتبه لها بينما كنت ممسكاً بالموبايل .. أم أنني تعمدت تجاهلها
" معلش يا مي .. كنت بكلم واحد صاحبي والله بقالي سنين مكلمتوش .. كان بيسألني عن رياض و كدا "
- " أنا قلقت عليك بس .. انت تمام يعني "
" الحمد لله تصبحي علي خير بقي عشان عندي حاجات كتير بكرة ، في بدلة هتتأجر و ورد هيتجاب و حاجات كتير "
- " أوك .. وانت من أهل الخير "
.
عندما تبدأ بالكذب في العلاقة فأعلم أنها قد إنتهت .. لكنني لم أكن أتوقع ذلك من قلبي فلم أختبره منذ زمن بعيد .. ربما أنا شخص لا يمكنه أن يخلص في حبه ..
ذهبت للنوم .. و عقلي لا ينفك يفكر في سلمى و حكايتها .. و قلبي يلوم ذلك العقل الخائن الذي لا يحترم إعترافي بالحب لمي و إعترافها بحبها لي و استعدادها لتعيش حياتها مع شخص لا يستطيع أن يراها
لكنني بدأت أفكر لما تعلقت بي مي .. هل هي فعلاً أحبتني .. أم أنها تخشي أن تظل عانزاً إنها في الثلاثين من عمرها و لم يلتفت إليها أحد .. ربما هي تفضل أن تعيش مع شخص أعمي علي أن تعيش عزباء و تموت دون أن يلمس يديها رجل

أنت تقرأ
آخر شعاع من الضوء
Bilim Kurguقبل أن نتوقف عن رؤية الحياة فجأة ... زياد الذي تدور حوله الأحداث .. قصة من الماضي تأتي إليه في عين أخيه الصناعية يتأثر بها ولكنها لا تمنعه من أن يخطيء ..إنه جوهرنا كبشر .. الإختيارات الخاطئة تميزنا كما يميزنا الفضول فائزة بالمركز الأول في مسابقة كال...