الشعاع الرابع

246 29 4
                                    

مات رياض أخي في حادث سيارة وهو في طريقه إلي المطار مسافراً و عائداً إلي مصر وطنه بعد خمس سنين من الغربة في الولايات المتحدة الأمريكية حيث كان يعمل علي أحد الأبحاث التي تدرس عملية الحفظ بالتبريد التي ذاع صيتها حديثاً في القنواات الفضائية التي تتحدث لغة العلوم .. لم أكن منتبهاً لما كان يدرسه رياض فقد أفني حياته من أجل العلم و باغته الزمن فأنهي حياته و هو لم يمس يوماً يد امرأة .. مات قبل أن يتزوج و ينجب ، و تركني أقاسي ويلات الحياة بمفردي .. هل هذا ما يفعله الأخ الأكبر .. يضيع حياته
انتهي موضوع الحادث و اغلق منذ عام من وفاته
ماذا تريد يا رياض الآن مع هذا اللغز ..
أخذت اللابتوب و خرجت إلي الشرفة و بدأت أستكشف الأمر ..
تلك الكاميرا كانت تسجل كل فيديو منفصل عن الآخر بمجرد أن ينزل جفن العين وهي بذلك لا تصور لحظات النوم مساحة تخزينية محدودة إلا أن الكاميرا تصور بدون صوت ما يجعل السعة التخزينية تكفي لمساحة كبيرة
بالتأكيد أنا لا أفهم شيء لا أعم ماذا يقول الشخص الذي يظهر في الشاشة لأنني لا أسمع صوته ولا أعرف حتي هل ينطق العربية أم أنها لغة أجنبية .. قد أحتاج إلي خبير في التخاطب و قراءة الشفايف لأعرف ماذا يدور من أحاديث هنا ..... ثم قررت أن أبدأ أول بأول
فتحت أول الفيديوهات .. لقد كانت قصيرة جداً فلم يكن يعتاد أو يعرف ما هو الأمر .. ثم بدأ ذلك الشخص بقراءة كتيب التعليمات .. يبدأ في استكشاف ما حوله و يمكنه مشاهدة بث مباشر من خلال إجراء اتصال بشبكة اللابتوب الخاص به .. أغلق اللابتوب و بدأ يتحرك ..
إنها مستشفي فارهة إذا كانت قد تشكل فارقاً لكنها في النهاية جميعها مستشفيات ذات نفس الجو الكئيب
بدأ ينهض يشاهد المنظر من النافذة .. إنه يومه الأخير في المستشفي .. بدأ بتجهيز أغراضه .. من بينها رواية فرنسية قديمة .. لاحظت ذلك من خلال الأكسون و برج إيڤل علي الغلاف و اسم الكااتب فرنسواه .. لقد أوقفت اللقطات لأحاول معرفة أين هو ذلك الشخص الآن .. لا تعني تلك الرواية أنه في فرنسا .. لكنه مجرد توقع حتي الآن .. ها هو يتفقد هاتفه المحمول .. ما هذا الإصدار القديم ؟! إنه موبايل قديم جداً لا عجب فتلك اللقطات عمرها ٨٠ عاماً
اوقفت الفيديو إن التاريخ يظهر في الموبايل .. لكنه لم يحدد المنطقة .. إنه في ٥ سبتمبر ٢٠١٨ م .. ما يقرب من ٨٠ سنة من الآن
كيف وصلت تلك العين لمقتك يا رياض .. إنها قادمة من الماضي يا أخي
غلبني النوم و أنا أتابع تلك اللقطات الصامتة لكنني استنتجت أنه شخص أمريكي من زيارته لتمثال الحرية بعد خروجه من المستشفي و كأنه لم يره من قبل كما أنه يدعي سام ليان و ذلك استنتجته من توقيعه و أوراق خروجه من المستشفي
غلبني النوم في الشرفة إلا أن الصقيع و البرد الشديد أفاقاني لأنتقل للداخل و أنام .. إلا أنني بعد دقائق وجدت من يضيء النور .. انه رياض
- " أنا اتقتلت يا زياد "
" رياض !!!؟؟؟!! "
لقد كان حلماً ، إنه نور الصباح .. كفاك ألغازاً يا أخي ماذا أفعل ، أنا مجرد أخوك الصغير .. انت من كنت تفعل كل شيء .. لماذا قتلوك و من فعل هذا .. ماذا فعلت هناك ؟! لماذا تذكرتني بعد عام من موتك هل كُنت تائهاً عن بالك ثم تذكرتني ..
وماذا قد يفعل رياض لطالما كان مسالماً و تلقائياً

آخر شعاع من الضوءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن