(1)

10.6K 265 18
                                    


( بقلم : نهال عبدالواحد)

هل رأيت حلمًا ذات يوم وإذا به يتحول لحقيقة؟!
هل رأيت فتاة أحلامك و عشقتها من أحلامك ثم بعد بحثٍ طويل لأعوام وأعوام أخيرًا وجدتها؟!

تبدأ الحكاية بفتاة صغيرة كانت جميلة، مؤدبة، تشبه أمها كثيرًا، لكنهما صديقتين والعلاقة بينهما خاصة جدًا، فرغم أن الفتاة ذات طابع اجتماعي إلا أنها تحتفظ بصداقتها لأمها في المقام الأول، تحكي لها كل شيء حتى ان صديقاتها أيضًا تحبنّ أمها، تجلسن معها، تتحدثن إليها حتى عن قصص حب واهية ما أن تبدأ حتى تنتهي سريعًا.

رغم رفض الأم(رقية) إلا أنها لا تعنف أي واحدة، لكنها ترى أن ذلك إرهاق لمشاعرهن و تضييع للوقت، فالأولى الآن الإهتمام بدراستهن ومستقبلهن لكنها، تستمع إلى إليهن بهدوء، تتحدث إليهن بهدوء حتى ينتهي ذلك الأمر.

أما عن (سلمى) فتاتنا الصغيرة فلم تقتنع أيضًا بكل تلك الحكايات، تراها مضيعة للوقت بل وتسخر من صديقاتها أحيانًا اللاتي تعتبرنها معقدة حتى إن إحدى صديقاتها (رنا) قالت لها مازحة ذات يوم: يارب تحبي وتتوجعي ونتريق عليكِ زي ما بتعملي معانا.

فتجيبها عليها سلمى ضاحكة: بعينك يا حلوة، أنا لسه بعقلي وهفضل عاقلة على طول.

وذات يوم خرجت الفتاة من حصة الدرس الخصوصي متقلبة المزاج؛ كان الدرس صعبًا وسخيفًا، كانت تعتاد بعد الدرس أن تذهب مع صديقتيها رنا و مريم إلى محل سوبر ماركت لشراء الحلويات والعصائر تتسامرن قليلًا ثم تذهبن كل واحدة إلى منزلها.

وذلك اليوم دخلت رنا ومريم إلى المكتبة لتصوير بعض الأوراق الخاصة بدرس اليوم، لكن سلمى ظلت بالخارج تنتظرهن.

وفي ذلك الشارع هبط شابًا أنيقًا، طويل القامة، له رائحة عطر مميزة متجهًا نحو سيارته فوجد إحدى إطارات السيارة تحتاج للتغيير فجلس بنفسه يغير الإطار وفجأة!

هرب منه الإطار وجرى، بالطبع جرى خلفها يلحقها، لكنها صدمت الفتاة الغاضبة سلمى التي تعثرت بها فوقعت على ركبتيها فأسرع نحو الفتاة التي تتأوه بعض الشيء.

فأهدر الشاب على إستحياء: أنا متأسف جدًا يافندم، والله الإستبن هرب مني غصب عني.

لم تجيبه سلمى فقط كانت تتأوه، وقُطع البنطال خاصتها من الركبة، جرحت في ركبتها، وجُرح كفها الذي أسندت عليه هو الآخر، رغم أنها مجرد جروح سطحية إلا أنها آلمتها ونزل منها بعض الدماء.

تابع الشاب: والله أنا آسف يا فندم!

أهدرت سلمى بغيظ: عجبك كده البنطلون انقطع، امشي إزاي كده؟

- حضرتك هو مقطوع م الركبة و واضح إنك وقعتي عليه، وبعدين حضرتك سايبة رجلك المتعورة و بتدوري عل بنطلون اللي انقطع، لو يرضيكِ أدفعلك تمنه!

صاحت سلمى بحدة: في إيه يا جدع انت؟! إنت هتصاحبني؟!

وفجأة تلاقت العيون في لقاء طويل قلت معه حدة نظرتها نحوه، كان لقاء أرواح كأنها روحًا واحدة انقسمت في جسدين ثم عادت متحدة مجددًا.

شعرت سلمى فجأة كأنها مغيبة، ضربات قلبها تتلاحق بقوة لدرجة جعلتها كأنها تنهج.

أما هو فظل يحدث نفسه إنها هي كما تخيلتها تمامًا، حلمت بها كثيرًا، بحثت عنها ولم أجدها منذ أعوام حتى اقتنعت أني لن أجدها أبدًا، أنتِ من جعلتيني لا أستطيع رؤية أي بنت... أخيرًا... لكن!

اقتربت صديقتيها وأهدرتا معًا: إيه يا سلمى في إيه؟

انتفضت سلمى بتفاجؤ ثم أجابت بهدوء: وقعت و البنطلون انقطع.

زفر الشاب مبتسمًا بجانبية وتابع: البنطلون برضو! أنا آسف جدًا، والله ماقصدتش الإستبن هرب مني غصب عني وكعبلها.

فضحكت الفتيات و قالت رنا: ما لازم يهرب منك بالطربوش اللي إنت لابسه في كلامك ده!

فنظر نحوها الشاب قائلًا: و الله آسف مش مقصودة!

قالت سلمى وهي تنهض واقفة: خلاص الموضوع مش مستاهل، حصل خير يلا بينا.

أردف الشاب: طب خدي امسحي الدم وحطي بلاستر لحد ماتروحي، ولا تحبي أوديكِ المستشفى.

- مش للدرجة دي، شكرًا.

ثم أخذت قطعة من القطن مسحت الدم، طهرت الجرح، وضعت لاصق الجروح على ركبتها ويدها، شكرته و انصرفت هي و رنا التي استمرت في الضحك و الإستهزاء من ذلك الشاب و طريقة كلامه أما سلمى فلم تعقب.

أما هو فظل واقفًا مكانه يتابعها بنظره ممسكًا في يده حقيبة الاسعافات متصلب مكانه لا يتحرك، انتبه فجأة لوجود مريم أمامه لازالت واقفة تتابعه بتعجب وبعض الخبث.

تنحنح الشاب محاولًا إخفاء ارتباكه قائلًا: هي إسمها سلمى، مش كده!

أومأت مريم: امممممم! وبعدين!

ازداد ارتباك الشاب وسكت فاستكملت مريم: على فكرة سلمى ما تنفعش.

- ليه؟ هي مرتبطة يعني!

فضحكت مريم بشدة وأكملت: سلمى! لأ طبعًا، دي معقدة يابني مالهاش ف المواضيع دي، مش انت برضو أخو عمر؟!

- آه، بس والله مش زيه!

- مش محتاج تحلف، باين جدًا على فكرة.

- باين إزاي يعني؟!

- أصلك غرقان ف شبر مية و مش عارف تتكلم كلمتين على بعض.

- شكرًا لذوقِك يا ذوق، على فكرة عمر خلاص هيتجوز.

- عارفة على فكرة، عل إذنك عندي مذاكرة.
وانصرفت من أمامه.......................


NehalAbdElWahed

(ولا في الأحلام)         By:Noona AbdElWahedحيث تعيش القصص. اكتشف الآن