(27)

3.1K 151 5
                                    

( بقلم : نهال عبدالواحد)

انتهت أجازة نصف العام وقد شُفيت سلمى تمامًا، فكت الجبس، بدأت الدراسة من جديد، انشغل كلا منهما في عمله، صارا لا يلتقيان هي وسليم إلا في الكلية لإنشغالها، كانت الشقة قد كملت من كل شئ أثاث و أجهزة و مفروشات و...

لكن أحيانًا في الكلية كانت تحدث مواقف لطيفة بينهما كأن تسير سلمى فتجد من يضع يده في يدها على غفلة فتفزع قليلًا ثم تضحك فيضحكا معًا ويكملا سيرًا وتسامرًا.

وأحيانًا تزوره في المكتب أو يقفان في الممر.
وكانت سلمى من حين لآخر تذهب هي و رقية لعمل بعد التجهيزات و الإعدادات في الشقة.

وذات يوم بينما يجلس سليم في المكتب وحده ويعطي ظهره للباب وأمامه حاسوبه ينظر فيه فدخلت سلمى بهدوء، جاءت من خلفه، كان يرى خيالها من شاشة الحاسوب لكنه لم يبدي ذلك إليها بل كان مبتسمًا فقط فاقتربت مغلقة عينيه بيديها فرد مازحًا: إده مين؟!

فنزعت يدها بسرعة وقالت في غضب: مين ده إيه؟
هو حد غيري يجرؤ يعمل كده؟!

فضحك قائلًا: إهدى ياعم ده انا بنكشك بس، يا ترى جاية ليه؟!

- تصدق أنا غلطانه إني جيت.

- ياعم الحمقي بالراحة...

فاقترب منها فجلست على حافة المكتب واقترب ثانيًا ثم قال بهيام: طب ينفع أقول وحشتيني!

- عشان كده معبرني أوى، مش منفضلي على طول، ما خلاص ما بأتش فارقة معاك، و بآيت ضامني تحب تيجي و لا تشوفني ولا تكلمني ليه!

- إده إده إده إده! إحنا زعلانين بأه!

- آه مخمصاك يا وحش.

- وأنا مقدرش على خصامك.

فأمسكته من ياقة قميصه عبثت في ذقنه بيدها الأخري وقالت بدلال: يبقى خلاص نروح سوا إنهاردة، من زمان ما أكلتكش بإيدي.

تابع بتيه: نروح مع بعض!

- امممممم.

- فين بأه؟

- عندنا ف بيت ماما.

- بأه كل ده وبيت ماما ف الآخر!

كان واضعًا يديه في جيبه ثم وضعها على المكتب جانبيها فصارت محاصرة، فأهدرت محذرة: سلييم!
- عيوني.

- سليييم!

- قلبي.

- مالك مش علي بعضك كده؟! ومقرب أوي! إحنا ف الكلية على فكرة!

- لا ياشيخة! ماكنتِ هتأكليني بإيدك من شوية، وبعدين كل الناس عرفت إنك تخصني وماحدش له عندنا حاجة.

فاقترب أكثر لدرجة أحرجتها جعلت وجهها يتورد حمرة، همست بارتباك: بعدين بأه!

فهمس لها: عارفة إني بعشق وشك لما بيكسف و يتورد كله كده.

(ولا في الأحلام)         By:Noona AbdElWahedحيث تعيش القصص. اكتشف الآن