(16)

3.3K 159 8
                                    

(بقلم : نهال عبدالواحد)

كانت الفتيات تقفن على صخرة عالية تتضاحكن، تمرحن، تلتقن الصور، و فجأة انزلقت دارين، سقطت في البحر، نظرت سلمى حولها فلم تجد أحد يلاحظهن، طلبت من إحدى البنات إحضار مناشف، خلعت ملابسها، كانت مرتدية تحتها( بادي) و( استرتش)، قفزت خلفها بمهارة عالية أخذت رنا ملابسها وأغراضها تنتظرها بالأسفل كما طلبت منها سلمي، استطاعت سلمى أن تمسك بدارين و أخرجتها، كانت باقي البنات تصرخن مما جعل الجميع يسرع إليهن، كان أولهم آدم وسليم، حمل آدم دارين من سلمى، جلست سلمى جوارها تحاول إفاقتها،كانت ملابس سلمى ملتصق بها، شعرها منسدل على ظهرها مما أثار غضب سليم وغيرته للغاية خاصة بعد ماسمع كلام بعض الشباب، يتغزلون فيها، قوامها، شعرها فاستشاط غضبًا، ذهب نحوها، صرخ فيها لتذهب إلى الماء مرة أخرى حتى يُحضر لها ما يسترها، بالفعل ذهبت، لكن رغم تعنيفه لها إلا أنها لم تنزعج، فقد قرأت غيرته الشديدة، شعرت بشعور أعجبها، جلست مستجمة في الماء، لم تشعر حتى ببرودته إلى أن نادتها إحدى صديقاتها، أعطتها مناشف كبيرة أحدهما وضعته على رأسها بأكتافها و الآخر حول وسطها، خرجت متجهة نحو صديقتها التي قد أفاقت.

اهدرت سلمى بقلق: دورا حبيبتي حمد الله على سلامتك! عاملة إيه دلوقتي؟

أجابت دارين بلامبالاة: همك أوي!

تابع آدم: هي اللي نطت ولحقتك على فكرة وكانت قلقانة عليكِ جدًا.

صاحت دارين: آااااه، دي كانت بتستعرض وحصل وكل الناس شافتها وخدت بالها واتفرجت كويس.

صاح آدم بغضب: جرى إيه يا دارين إنت مابتعرفيش تعومي و هي لحقتك.

أهدرت دارين بتهكم: وهو مين اللي هيدافع عنها غيرك!

نهضت سلمى واقفة ونبست بضيق: شكلك بلعتي مية كتير.

وانصرفت، جلست بعيدًا وحدها تبكي، توتر جو الرحلة فركب الجميع الحافلة مغادرين، ذهبت سلمى لتجلس مكانها، كانت جالسة بجانب إحدى صديقاتها التي جلست بجانبها دارين، أما آدم جلس جوار والده و لم تجد إلا سليم يجلس جوارها.

كانت سلمى تحادث إحدى صديقاتها عبر تطبيق الواتساب و فجأة أخذ سليم منها هاتفها و اتصل بنفسه و سجل رقمها عنده و حادثها (شات ) بالكتابة.

كتب سليم:« آسف ع الطريقة اللي خت بيها رقمك.»

-« ما جراش حاجة.»

-« وآسف على طريقتي معاكِ هناك.»

-« ما جراش حاجة، شكلي فعلًا كان غير لائق.»

-« كان مستفذ جدًا لبسك وهو لازق فيكِ و شعرك المفكوك، غير اللي سمعتهم بيتكلموا عليكِ ويتغزلوا في جمالك.»

- «و الله والله ما كانش قصدي غير إني ألحقها وبس! هي مابتعرفش تعوم و بصيت حوالي مالاقيتش حد واخد باله أصلًا، والله ماكان قصدي زي ما قالت علي إني عايزة استعرض وأبقى فرجة!»

-« إنتـ مش محتاجة تحلفي، أنا عارف كل ده، ما تاخديش على كلامها، أنا اللي مااستحملتش.»

-« أكتر حاجة وجعتني إني جنبها ف كل حاجة و دايمًا معاها و تيجي تقلب علي كده و تسمعني كلام يسم البدن.»

-« و عليكِ من ده بإيه! إذا كان هي مش فارق معاها، بلاش العشم الزايد ده شايفها بتستغلك.»

-« دي صحبتي.»

-« و دي مش تصرفات صحاب، آسف يعني لو كنت بدخل.»

-« عارفة، وما زعلتش منك لما زعأتلي.»

فابتسم سليم ثم كتب:« طب بمناسبة معرفتك دي، إيه الكلام؟»

-« مش عارفة.»

-« مع إني مش حابب اضغط عليكِ بس مش قادر تعبت م الصبر ونفسي أرسى على بر، مش طايق حد يبصلك، مش طايق حد يتكلم عليكِ، كل ماافكر إنك ممكن تكوني لحد تاني بتجنن.»

-« لا اطمن، عمري ماهكون لحد تاني حتي لو ما وافقتش.»

-«خت بالي إن شعرك لسه طويل. »

-« امممممم! و بعدين؟! »

-« لا أبدًا كنت بحسبك قصاه عشان مش بشوف الكورة اللي تحت الطرحة دي.»

فضحكت بشدة، ثم كتبت:« كورة! فصلتني بجد! بس هي تفرق معاك؟»

-« عادي حب استطلاع بس. »

-« عادي يعني لو قصيته؟! »

-« لييييييييه؟! قصدي يعني براحتك.»

فضحكت، وكتبت:« كل الحكاية إني بقعد برة كتير وبخاف عليه م الكتمة بتاعة الكحكة فبفرده تحت الهدوم ويبقى براحته.»

فضحك وكتب:« لا ناصحة. »

-« أي خدمة. »

مر بعض الوقت يتحدثان ثم ذهبت عين سلمى في النوم و تلقائيًا مالت رأسها على كتفه، فسعد كثيرًا من ذلك فأسند برأسه عليها و أغمض عينيه و هو يتمنى أن يقترب يومًا البعيد.

وصل الجميع وذهب كل منهم لبيته.

جاء يوم الحفلة، كانت سلمى تعمل منذ يومين، منهكة لدرجة واضحة على وجهها، لكنها صمدت، استقبلت سليم، أخيه، زوجته وميدو، استأذنت وأخذته معها، بدأت الحفل و كان رائعًا، كانت سلمى واقفة أسفل المسرح تردد مع الأطفال، تتحرك، تتمايل بسعادة، معها ميدو، تابعها سليم بسعادة بالغة فالحفل فعلًا رائع وحركاتها طفولية للغاية، انتهى اليوم و الجميع سعداء.

مرت الأيام و لم يتحدثا معًا ثانيًا، كلًا منهما يفتح المحادثة، يرى الآخر نشطًا، ربما تكون نفس اللحظة لكن لا يتحدثان، كانت سلمى مشغولة بدراستها وأعمال الكلية المرهقة، تستعد للدفيليه، وسليم الآخر مشغولًا بعمله بين المكتب والكلية....................


NehalAbdElWahed

(ولا في الأحلام)         By:Noona AbdElWahedحيث تعيش القصص. اكتشف الآن