(الأخير)

4.1K 178 16
                                    

             ( بقلم : نهال عبدالواحد)

كانت سلمى في حجرة النوم تضع اللمسات الأخيرة ثم وقفت في منتصف الحجرة عقدت ساعديها أمام صدرها، أغمضت عينيها، دخل سليم من خلفها دون أن تشعر بوجوده.

عندما دخل سليم الحجرة نظر حوله و انبهر، سعد بها كثيرًا ثم ابتسم من هيئة سلمى فوقف أمامها ينظر إليها و يتأملها دون أن يتحدث وفجأة فتحت عينيها و فوجئت به، فصاحت بذعر: إنت هنا من إمتى؟  و بتعمل إيه؟

- بتفرج عل قمر بتاعي.

- طب يلا من هنا.

أجاب مازحًا: طب كنتِ سرحانة ف إيه؟

- امشي!        

- مالك يا هبلة فيكِ إيه؟!

- بقولك امشي!

فدخلت رقية و ليلى على صوتها وقالتا: في إيه؟

فغضب سليم ونبس: مفيش حاجة.

ضحكت ليلى وتابعت: مش قولتلك ما تتشقاش.

صاح سليم بغضب: لا اتشاقيت و لا اتنيلت، ممكن تتفضلو عشان في كلمتين عايز أقولهم لمراتي.

فخرجتا على مضد وأغلق الباب، فصاحت سلمى في وجهه: مش قولتلك امشي من هنا، الحركات دي ما تتعملش معايا.

- حركات إيه يا وش؟ ممكن تسمعي الكلمتين اللي هقولهم وبعد كده هتنيل من هنا.     

فسكتت،  فاستكمل: ممكن أفهم إيه الزعر و القلق اللي أول ما شوفتيني ده؟  داخل مبسوط و بهزر بتعملي كده ليه؟ ليه مش عايزانا نفرح؟ أيا كان خوفك و قلقك أنا وانت مش زي أي حد، انسي واقفلي الباب ده بأه،  عيشي واستمتعي بحياتك،  سلمى دي أحلى أيام حياتك،  افرحي يا سلمى افرحي، مش هقول عشان ده اليوم اللي بتستناه أي بنت ولا هقولك دي ليلة العمر،  بس المفروض إنه حلمنا،  حلمنا اللي أخيرًا هيتحقق،  أرجوكِ افرحي،  عن إذنك...

خرج سارت خلفه رقية وليلى تريدان معرفة ماذا حدث لكنه لم يجيب ولم ينتظر ثم عادتا لسلمى.

تحدثت رقية: ممكن أفهم إيه اللي حصل؟

أجابت سلمى بضيق: ولا حاجة.

صاحت رقية: ولما هو ولا حاجة ليه النكد بأه؟

تنهدت ليلى قائلة: رقية، ممكن تروحي مع أم علي شوية وسبيني معاها. 
      
فخرجت رقية زافرة وجلست ليلى جوارها، ثم قالت: مش هقولك طبعًا أنا بحبك أد إيه و لا غلاوتك عندي أد إيه، إنتِ زي عالية بالظبط، ممكن أكون انشغلت عنك الفترة اللي فاتت بس إنت عارفة بأه ولادة عالية وكده.

- إنتِ مش محتاجة تقولي كل ده يا ماما.

- أديكِ قولتي يا ماما، عارفة،  سليم ده اكتر واحد ف ولادي حنين مع إنه اكتر واحد اتحرم م الحنية دي، عمر كان دايمًا بيبلفني عشان اغطي على مصايبه و عالية طبعًا الدلوعة،  لكن سليم طول عمره ف حاله لدرجة إني كنت بنسى آخده ف حضني حتى لما سافر عشر سنين ما حاولش ينزل أجازة ولا مرة، كنت فاهمة إن ده طبعه،  لحد ما دخلتي حياته و كأنه انفجر حنية،  حتى عالية بآت تقول إلا سليم وحنية سليم،  سليم بيحبك أوي وعمرك ما تهوني عليه ولا عمره هيعرف يزعلك بس أكتر واحد محتاج حنية وخليكِ فاكرة ده كويس، لأن مفيش غيرك مصدر حنية له، و بصراحة شايفاكِ بتبعدي و مشاكلكم بتزيد، ومن غير أسباب،  يا حبيبتي دي أحلى أيام حياتك، انبسطي و افرحي،  افرحي ببيتك الجديد، بفستانك، بليلتك وفرحك،  يا بت إنتِ العروسة افرحي بأه.             وتعانقتا.

(ولا في الأحلام)         By:Noona AbdElWahedحيث تعيش القصص. اكتشف الآن