( بقلم : نهال عبدالواحد)
جاء يوم السفر يوم فرح أخيه، كان قد أعد سليم كل شيء، ذهب للفرح يرسم الإبتسامة على وجهه بصعوبة، قلبه يعتصر ألمًا، أمه وأخيه أكثر من يشعر به، انتهى الحفل وعاد للمنزل بدل ملابسه، أخذ أشياءه وسلم على الجميع وذهب.
صعد الطائرة ونفسه يختنق، ضربات قلبه متلاحقة، دموعه تسيل بدون سابق إنذار، لبس نظارته الشمسية يخفيها، وطارت الطائرة.
أما هي فكانت طوال اليوم في حالة توتر غير عادية لم تختلف عنه كأنها تترقب شيئًا حتى صادفت لحظة صعود الطائرة وتحليقها في السماء سقطت مغشيًا عليها لا تفيق، لا يُعرف سر ذلك ففي المشفى، بعد كل الفحوصات والتحاليل لا شئ فيها لكنها ظلت بعض الوقت في غيبوبة تضعف فيها ضربات القلب حتى توقفت للحظات ثم عادت من جديد.
بعد فترة بدأت سلمى تتعافى لكن كأنما بُدّلت لم تعد هي، صارت كائن آخر لم تجد إلا أن تهتم بدراستها لأقصى حد لكنها لم تنساه أبدًا، أمها ترى حالها ولا تعرف كيف تساعدها أو تخفف عنها ليس أمامها إلا الدعاء.
قسمت سلمى مواد الثانوية العامة على عدة سنوات ولم يعترض أحدًا من والديها فصارا لا يرفضان لها أي شئ خوفًا عليها.
وذات يوم قررت أن ترتدي الحجاب وكان أصعب شئ بالنسبة لها شراء الملابس فكانت أنيقة ولا يعجبها أي شيء، كان لوالدها صديق صاحب مصنع ملابس جاهزة فعرفها عليه فكانت تصف ماتريده أو ترسمه وهو ينفذه لها ومع الوقت أعجب الرجل بتصميمها وبدأت العمل معه كمصممة لأزياء المحجبات فأعجبتها الفكرة ولم يعترض أحدًا من والديها، كان عملًا ممتعًا لها بجانب دراستها.
كانت كثيرًا ما تزور صديقتها مريم ربما تراه صدفة مثلما كان يحدث من قبل أو تعرف أي شيء عنه.
لكن لا شيء لا جديد إلا إذا زارها يومًا في منامها فتستيقظ سعيدة مشرقة ثم سرعان ما تعود لحالتها من قبل.
ذات يوم كانت عند مريم، هبطت معها كعادتهما لشراء الحلويات من السوبر ماركت فوجدت طفلًا جميلًا، انحنت أرضًا جواره تلعب معه، تمازحه واشترت له الكثير من الحلوى فسمعت صوت من خلفها ينادي: ميدو.
أجاب ميدو: بابي.
التفتت خلفها وجدت مريم تسلم على شابًا وسيمًا بسعادة بالغة.
أشارت مريم لصديقتها ونادت: سلمى، تعالي أعرفك، دكتور عمر الحسيني جارنا هنا في العمارة دي، هه!
أومأت سلمى دون أن تفهم شيئًا وأهدرت: أهلًا وسهلًا.
فمد عمر يده بسعادة بالغة واستطرد: أنا بابي ميدو، إيه يا مريم كل صحابك حلوين كده؟
ضحكت مريم وتابعت: ده انت بتعاكس بأه؟
أجاب عمر: وإيه الجديد؟! عمري شوفت واحدة حلوة وما عاكستهاش! ده حتى ميدو عاكسها!
فضحكت سلمي وقالت: ما شاء الله عسول أوي.
أجاب عمر: طبعًا مش ابني.
فضحكوا...تحدثت مريم: صحيح يا دكتور كان في استشارة طبية كده عل ماشي.
عقد عمر حاجبيه بتسآل: خير اتفضلي.
قالت مريم: سلمى من فترة من كام سنة كده، تقريبًا أيام فرحك وقعت من طولها وراحت ف غيبوبة و حتى قلبها ضعف، وقف شوية بس ماطلعش عندها حاجة ف الآخر.
فنظر نحو سلمى نظرة طويلة لم تفهما، فقط كانت مصدومة من حديث صديقتها، فسألها عمر: دكتور مين اللي كان بيعالجك؟
أجابت سلمى: دكتور............
أومأ عمر مبتسمًا وتابع: ده أستاذنا كلنا ولي الشرف إنه صديق لي، كان حكالي من فترة فعلًا عن حالة كده بس غالبًا الموضوع مرتبط بالحالة النفسية، ومادمت مفيش حاجة وأهي حلوة زي الفل اهي، يبقي انسي.
نظرت مريم نحو سلمى ثم التفتت إلى عمر قائلة: صحيح ياعمر مش كان ليك أخ كده! راح فين؟ مختفي مش باين من زمان!
فنظرت لها سلمى بصدمة أخيرًا قد فهمت من يكون عمر المتابع لتعبيراتها المتغيرة وردود أفعالها، فهم معنى تلك النظرة فأخرج هاتفه من جيبه كأنه يتصل بشخص ما وهو يجيب: آه ده سافر من يوم فرحي بيدرس ف روسيا، و الحلوين ف سنة كام؟
أجابت مريم: ثانوية عامة والسنة دي آخر سنة، أصلنا مقسمنها.
فضحك عمر وقال: ربنا يديكو طولة العمر! طب شدوا حيلكم وخشو طب عشان عايز دكاترة عندي ف المستشفى خصوصًا لو حلوين زيكم.
فضحكت مريم وقالت: لا يا خويا أنا أدبي، سلمى هي اللي علمي.
فتمتم عمر بصوت منخفض وهو ينظر لهاتفه: فقري.
تسآلت مريم بتعجب: في حاجة؟
أومأ عمر وأجاب: لا أبدًا أصلي بتصل بواحد مش معبرني.
قالت سلمى على إستحياء: شكلنا معطلينك!
أومأ عمر قائلًا: لا أبدًا دي حتى الوقفة معاكم حلوة أوي، مش كده يا ميدو!
أجاب ميدو: آه.
ضحك عمر وأهدر: أهو .
تابعت سلمى: ربنا يفرحك بيه و فرصة سعيدة، عل اذنك، سلام أمريوم.
ا
فسلمت وانصرفت وبعدها انصرفت مريم فرن هاتف عمر فأجاب: لا والله لسه فاكر! طب خليك نايم يافقري كنت هخليك تكلمها خلي النوم ينفعك... هي احلوت اوي واتحجبت...هههههههههههههه! خلاص خلاص مش هعاكس... بس صراحة شكلها دبلان... هي لسه ف الثانوية العامة... قولتلها شدي حيلك و خشي طب و اشغلك عندي في المستشفى... حتى تخفف العيانين بسرعة.... هههههههههههههه! خلاص خلاص... هترجع إمتى؟ طب خلي بالك من نفسك... حاضر حاضر لو قابلتها تاني هكلمك بس وحياة أمك ترد على....مع السلامة حبيبي.
وأغلق الخط........................NehalAbdElWahed
أنت تقرأ
(ولا في الأحلام) By:Noona AbdElWahed
Romanceرومانسية سلمي&سليم من رؤيا في منام للقاء صدفة ثم بعاد طويل وصبر سنوات وسنوات...ثم لقاء جديد، سليم:عارفة مشكلتك إيه...... إنت ماعندكيش ثقة في ولا ف بداية جديدة..... و دايما حاسة إنك هتجازفي مجازفة غير محسوبة العواقب و يوم ما تقدري تجازفي هتلاقي نفس...