(15)

3.6K 163 8
                                    

( بقلم : نهال عبدالواحد)

بينما سلمى واقفة تدقق النظر إلى فستان معروض إذا بصوت يأتيها من خلفها: هو القمر بيطلع بالنهار ولا إيه؟! طب ينفع كده يعني القمر ما يعبرنيش؟! ما تعبرني ياعم.

استدارت سلمى بسرعة تسدد ضربة على وجه من خلفها ففوجئت به وأهدرت فجأة: حضرتك!

ابتسم سليم قائلًا: البوكس الجامد ده كنت هاكله! ربنا ستر وشي كان هيبوظ!

- سوري مااعرفش إنه حضرتك.

- ليه هو في حد تاني يجرؤ يعاكسك؟

أجابت بغرور مصطنع: طبعًا طبعًا، دول كتير بس النفس بأه.

- امممممممم! ماشي ياعم عندهم نظر برضو، باقول إيه أنا كنت قاعد ع الترابيزة اللي هناك دي، فلو ينفع تتفضلي تقعدي معايا وتنوريني و نشرب أي حاجة و ندردش شوية.

أومأت موافقة وذهبا ثم جلسا.

تحدث سليم: ينفع أقول إزيك؟

فابتسمت قائلة: ينفع.

- طب ينفع أقول وحشتيني؟

- إنت طماع أوي على فكرة، و بعدين إيه البكش ده ما إحنا مع بعض كل يوم.

فابتسم وقال: اممممممم! شكلك خدت عليّ!

تابعت سلمى بإحراج: سوري، هي طلعت كده.

- مفيش سوري، براحتك أوي، و بعدين آه وحشتيني عشان اللي مع بعض كل يوم دول اتنين تانيين غيرنا، و وحشتيني لأنك بتوحشيني أصلًا وإنتِ قصاد عيني.

فابتسمت بخجل وتورد خديها بتلك الهيئة التي يعشقها كثيرًا ثم قالت لتغير الموضوع: آه صحيح كنت عاوزاك، قصدي عاوزة حضرتك.

تابع سليم بسعادة: هه!

تنهدت بضيق: والله كان بودي أفرحك بس بجد أنا لسه بفكر.

- عارفة مشكلتك إيه؟

- إيه؟!

- إنتِ مش معترضة عليّ تحديدًا، إنتِ مش عايزة تجربي أصلًا ودايمًا حاسة إنك هتجازفي مجازفة غير محسوبة العواقب، بس يوم ما تقدري تجازفي هتلاقي نفسك وافقتي، إيه بتبصيلي كده ليه؟ كلامي صح؟!

- صح جدًا، أنا فعلًا حاسة برهبة كبيرة وقلق وتوتر، حاسة فعلًا إني هجازف.

- طب ماتجربيني ومش هتندمي.

- مشكلتي كمان إني ماشية بالمشقلب ومخي متركب شمال الناس تعرف بعض وبعدين تحب وأنا أروح أحب واحد وأموت في هواه من غير ماأعرف عنه أي حاجة ولا حتى إسمه، شوفت هبل كده قبل كده؟!

ثم انتبهت لما تقوله ولتلك النظرة، نظرة كلها شوق وحب وسعادة تخرج من عينيه التي غرقت فيها.

فابتسم قائلًا: كنت عايزاني ف إيه أمال؟

تابهت بتوتر: هه! أ.. أ... أنا خدت انفتيشن للبارتي بتاعة الولاد وماحدش هيجي من عندي غير مامتي، وافتكرت ميدو فقلت لو تيجي إنت وهو وباباه ومامته أكيد هينبسط، وبعدين بصراحة هو وحشني وما شوفتوش من زمان.

(ولا في الأحلام)         By:Noona AbdElWahedحيث تعيش القصص. اكتشف الآن