(12)

3.6K 171 21
                                    

( بقلم : نهال عبدالواحد)

خرجت سلمى من الكلية، انطلقت بسيارتها تتجول في الطرقات في حيرة من ذلك الدكتور كيف يقسو عليها ويشتد ثم يكون حنونًا في نفس الوقت؟!
كيف تشعر بإحساسه بها و ترى حبه بعينيها و هو متزوج من غيرها؟!

تساؤلات كثيرة تدور برأسها حتى وصلت لمكانها المفضل على شاطئ البحر، عبرت السور، وقفت وسط الصخور وحدها تناجي البحر، كان الجو مائل للبرودة.

أما الدكتور فلم تكن حيرته أقل منها كيف لعينيها التي ينبعث منها كل الشوق و الحب كيف لها أن تتجاهله بهذه الطريقة؟!
كيف تتعامل معه كأنه لا شيء رغم شعوره أنه لها كل شيء؟!
كيف يذيب كل تلك المسافة بينهما؟!
كيف له أن يطمئنها وهو لايستطيع حتى التحدث معها؟!

ترك الكلية هو الآخر، ركب سيارته و سار بها قليلًا ثم وصل لمكانه المفضل.... ماذا؟!
إنه لايصدق عيناه!
إنها هي!
ما أجمل هذه الصدفة!
و ذلك اللقاء بغير ميعاد!
سار نحوها متجهًا إليها، كانت تعطيه ظهرها، تنظر للبحر و ما أن اقترب....
حتى قال: أحلى صدفة دي ولا إيه؟

ففوجئت به منتفضة كادت تنزلق فأمسكها فجأة فاستقرت بين ذراعيه، كم تمنيا تلك اللحظة منذ زمن، مضى بعض الوقت لا يدرون كم مضى أو كيف حدث؟! إنه كحلم مثل باقي أحلامهما أن يذهب كلا منهما في حضن الآخر حتى جاءت موجة من البحر نثرت عليهما قطرات الماء فابتلا قليلًا، أفاقا وكادا هذه المرة ينزلقا معًا لكنه تماسك وأمسكها، خرجا من بين الصخور، جلسا على سور البحر ينظران نحوه في صمت حتى قطع ذلك الصمت وقال: طب وبعدين!

أجابت بجمود: إنت عايز مني إيه ماتسيبني ف حالي؟

- ماحالك حالي، أنا عايزك انتِ يا سلمى.

- واحد زيك هيعوز مني إيه؟!

- واحد زيي!

- آسفة طبعًا لو التعبير خاني، مش قصدي أي إهانة طبعًا حضرتك ليك كل الاحترام والتقدير، إنسان محترم فعلًا وبتحب شغلك وبتخلص فيه أوي حتى لو كنت حمبلي وعصبي شويتين.

- طب إيه؟

- الكلام ده هناك ف الكلية وبس.

- ليه بأه؟

صاحت بانفعال: لأن عمري ما هاخد واحد من بيته و ولاده، حتى لو كان آخر واحد ف الدنيا، حتى لو كانت روحي فيه وهموت من غيره، يبقى أموت احسن عل إذنك.

فجذبها من يدها برفق وأهدر في تعجب: إيه يا بنتي! إهدي، إنتِ ترمي الكلام وتجري إيه الأوفر ده؟! وبعدين موت إيه؟! حرام عليكِ وبعد الشر عليكِ ألف مرة، و بعدين ولاد مين أنا ما عنديش ولاد.

تابعت بتهكم: طب ربنا يرزقك!

- يا رب مع إنها مش من قلبك بس لما أتجوز إن شاء الله.

(ولا في الأحلام)         By:Noona AbdElWahedحيث تعيش القصص. اكتشف الآن