(20)

3.4K 152 15
                                    

( بقلم : نهال عبدالواحد)

ما أن أنهت سلمى المحادثة حتى سقطت متعثرة في كومة من الرخام المنكسر، جرحت في رجلها و كفها ونزفت بعض الدماء، فزع سليم وانطلق نحوها مسرعًا، ذهب بها للمشفى عند عمر فخيّط لها تلك الجروح ثم ذهبت للبيت متعبة.

وفي اليوم التالي اتصل بها سليم ليطمئن عليها فوجد هاتفها مغلق فحادثها على هاتف أمها، تحدثا قليلًا وبعد ذلك ذهبت تبحث عن هاتفها فلم تجده فتحدثت لسليم تطلب منه البحث عن هاتفها في السيارة فبحث عنه فلم يجده فقرر الذهاب للشقة والبحث عنه هناك أو يسأل البواب ربما يكون سقط على السلم أثناء الإسراع بها، فدخل الشقة حتى وجده في الأرض متكسرًا بشكل عجيب فجمع أجزاءه، اتصل بها وبلغها أنه سيجيء إليها و يحضر معه هاتفها.

ذهب واشترى هاتفًا جديدًا مثل هاتفه لكن لون آخر، أخذه معه وهو ذاهب إليها فذهب، سلم عليها وقبلها في رأسها.

تسآل سليم: عاملة إيه إنهاردة؟

- أحسن الحمد لله.

- لسه موجوعة؟

- مش عايزة أقولك، متدغدغة بس.

- لا قولي واشجيني، ماأنا شوفت الوقعة العجيبة وانت بتتكبي ف وسط الرخام.
و ضحك.

رفعت حاجبيها بغضب مصطنع وتابع: والله بآيت نكتة خلاص!

فحضنها و هو يضحك فضحكت.
تسآلت سلمى: فين التليفون بأه؟

- افتحي إيدك.
ففعلت، وصب أجزاء الهاتف المتكسرة بين يديها.

صاحت بصدمة: إده! إزاي كده؟

- اقعدي إلزقيهم ف بعض وانت فاضية كده.

وكادت تبكي فأعطاها الجديد.

أهدرت سلمى: إده!

- افتحي و شوفي.

ففتحت العلبة، أخرجت الهاتف فابتسمت له قائلة: تعيش وتجيبلي، جميل أوي مااتحرمش منك.

- أنا شغلته وحطيت فيه الشريحة القديمة و الميموري بتاعتك.

- بس كده في أرقام ضاعت.

- سجلت أرقامي وأرقام ماما وبابا واخواتي.

- بس كان في أرقام تانية مهمة.

- أهم مني يا جزمة!

- لأ طبعًا بس...

- اللي عايزِك يتصل بيكِ واللي مااتصلش يبقى بركة إن نمرته ضاعت.

-تمام، والحمد لله إني منزلة كل صورنا على فلاشة، إده ده مقفول بباس وورد.

فأمسك سليم الهاتف وهو يفتحه ويقول:
B-A-7-B-A-K

نظرت نحوه وابتسمت، جلسا يضبطان الهاتف ويشرح لها كيفية استخدام بعض البرامج.

جاء يوم عيد ميلادها، قد تزامن مع نجاحها، خرجت هي ورقية معه وليلى في مكان يحتفلون فيه وقضوا وقتًا رائعًا يومها.

(ولا في الأحلام)         By:Noona AbdElWahedحيث تعيش القصص. اكتشف الآن