CH1

9.1K 422 182
                                    


اشربئت اعناقًا فَزِعة تتدلى من بين ثنايا جدرانهم المهترئة موليين اسماعهم شطر صهيل الخيول و حث الجنود لهم على التقدم مع عويل نساء يندبن حظهن و رجالًا يقمعون رأسهم في اتربة العار كالنعام .

هنا حيث ترعرعت في تلك المملكة علمت معنى البطش و الكره، و لربما لسبب ما - مُنِعت من الثرثرة حياله- اسميتها مملكة الرجال.. من يستمع للوهلة الاولى يظنها كناية عن كم عظمة رجالها لكن كلا، هنا في تلك المملكة يُلقىٰ بالنساء في الجيش لينالوا حتفهم كـدرع لإنقاذ قواد الجيوش.

هذا هو الوطن..احاديث زائفة زُفّت فوق مسامعنا دومًا، لكن اليس الوطن ما نشعر فيه بالامان و السكينة ؟ تلك الاصوات لا تدل على هذا مطلقًا..

تضحيات للوطن الذي لا يضحي لأجلك شئ ساخر و كأنك ترمي بحياتك لإنقاذ من شهر سيفه بوجهك!

"ايڤ، فلـتنجِ بذاتك! "
تمتمت كلار شقيقتي الكبرى بينما تضم ابنها سام اقرب لها و كأنها تعلم أن ذلك وداعهم..

تظن انهن سيتركونها لكونها ام.. على من تكذب؟!

"الصمت حلى النسوة يا كلار، تحلي به! "
امرتُها بحدة لتحاول كبح نحيبها و سام بدأ بمسح دموعها بيديه الصغيرتين..

"ارحلي انتِ و سام، استئمنك ولدي! "
ربتت على شعري بهدوء بعدما ابتعدت عنه لتدفعه برفق تجاهي و انا دفعتها بلعانة..

"انت من تربين سام، إن عتقوا فـمعًا و إن اسروا فـوحدي! "
بتحدٍ افرجت شفتاي و هي عادت تنكس رأسها بخيبة و عارٍ يتلبسها.

اعلم ما تفكر به فـلا يصدق أن الجنود لا يحركون ساكنًا قبل القاء الفتيات للموت..

لكن ما فائدة حصانة الجسد مادامت الروح انتُهِكت حتى حملت بثقل العار و الحسرة؟!

"لا تخافِ يا اختاه، لن تُمسِ!"
همست مشددة على يديها عندما استمعت لإقتراب صهيل الخيول الجامحة.. صبرًا يا مملكة الرجال!

" فلتخرج الابنة الكبرى، إن لم تخرج لتتحمل العواقب! "

صوت انشقاق الاخشاب و صريرها اعلن عن انهزام الباب.. الاخشاب تُهزم اما ايڤانكا فـكلا!

" تكاثرت الاقاويل حول دراية رجال مملكة ڤاملس بكل شيء، لكن يبدو انهم لا يدرون حتى بما يسمى حُرمة منازل..اتدخلون مهجع حرم الملك هكذا؟! "
تحدثت واضعة ساق فوق الاخرى بغرور واضح بينما كلار ترميني بنظراتها القاتلة.. هي تنتظر ميتتها الآن.

Kingdom Of Men|BBHحيث تعيش القصص. اكتشف الآن