الفصل الثامن

6K 186 1
                                    

انقلبت الأدوار فجأة ليصبح الشاهد قاتلا والقاتل ضحية، يبدو أن المحامي كريم قد ألف قصة وبدأ يعيش أحداثها فعلا، لا ينفك يردد أن بصمات الشاهد قد وجدت على سلاح الجريمة... استغرب جياد من برود إبراهيم وعدم انفعاله على الرغم من توجه أصابع الاتهام إليه لكنه قرر إنهاء المسرحية حالا، وقف منتصبا ليلعب آخر ورقة ستقلب النتيجة...

-كلام الدفاع منطقي جدا، يمكن أن يكون الشاهد ممثلا بارعا نجح في خداع الجميع بخطة محبكة بدقة...

أيد كريم كلامه بانتصار وهو يرى بداية اقتناع القاضي بالقصة، واصل جياد كلامه قائلا:

-لكن الشرطة داهمت عنوانا آخر كان مسجلا

في ورقة الضحية ووجدت مستندات تأكد تورط المشتبه به...

شعر كريم بالقلق فيبدو أن الستائر ستسدل على توفيق في السجن ولا أمل في إثبات براءة هي ليست موجودة أصلا... أمر القاضي الحضور بالخروج ليتشاور مع زملائه في الحكم بعد تفحص المستندات المقدمة لهم... جلس إبراهيم خارج القاعة بانتظار الحكم لكن سرعان ما اتجهت أفكاره نحو تلك القصيرة التي غزت عقله مؤخرا... لمح يدا تمتد لمصافحته فرفع رأسه ليجد جياد المدعي العام أمامه، وقف مصافحا وابتسامة عملية تزين ثغره، بدأ جياد الكلام بقوله:

-تشرفت بمعرفتك سيد إبراهيم وأحييك على شجاعتك، قمت بعمل لم يكن ليفعله غيرك...

-الشرف لي حضرة المدعي... لم أقم سوى

بواجبي... لكن هناك شئ ما لا أفهمه...

استغرب جياد من كلامه فحثه على المواصلة:

-الورقة كان بها عنوان واحد وهو عنوان صفقة المخدرات، فمن أين أحضرت عنوان السندات إذا؟

اكتست ملامح جياد الجدية قائلا:

-عملنا يقتضي السرية التامة سيد إبراهيم...

وقبل أن ينطق بحرف آخر أتاهم صوت جندي يطلب منهم الدخول للاستماع للحكم، وقف الجميع مترقبين قرار القاضي الذي صدر مباشرة:

-بعد الاستماع للطرفين ودراسة الدلائل، تبين أن توفيق بيطر مذنب وقد حكمت عليه المحكمة بالسجن المؤبد لقتله مواطنا إضافة إلى صفقات المخدرات وتهريب تحف أثرية وأعمال أخرى غير قانونية...

اتسعت عينا توفيق بذهول وهو يستمع للحكم،

فقد أعصابه فانقض على إبراهيم يحاول ضربه لو لم يوقفه أحد الجنود بالقاعة فصرخ به متوعدا:

-ستدفع الثمن باهظا يا إبراهيم الخليلي، أعدك...

أخرجه الجنود بصعوبة بالغة وهو يصرخ ويتوعد بالانتقام، في هذه الأثناء كان جياد يراقب ما يحدث بصمت متسائلا عن سر هدوء إبراهيم الذي بدأ يستفزه شخصيا...

الثمن  الباهظ-  للكاتبه ملاك الجزائرية  (الجزء الاول من سلسله لعنه الحب)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن