الفصل الثامن عشر

4.7K 154 1
                                    


ذهول، صدمة، غضب وجمع غفير من الناس يتفرج، لفظ بالطلاق قبل الزواج ومغادرة بطل المسرحية غاضبا أو على الأقل هذا ما يبدو عليه، فتاة صغيرة تهز يدها تفيقها من شرودها ولا استجابة، فقط تحديق في شبحه يغادر المكان...

اقتربت عجوز مسنة منها تواسيها في مصيبتها:

-لم انفعلت يا ابنتي؟ تحملي إنه زوجك... اتبعيه وحاولي تطييب خاطره من أجل ابنتكما، ما ذنب هذه المسكينة لتكبر بعيدا عن حنانكما؟ هو لم يطلقك بالثلاث وكل ما يلزم هو عدة لتعود المياه إلى مجاريها...

بعدم إدراك لما يحدث تطلعت للعجوز الناصحة، ودت لو تسألها عما تهذي به، أي زوج وأي ابنة وأي طلاق أو عدة؟! هي تعلم أن الكثير من الفتيات يحصلن على عروض زواج خلال تواجدهن في

المحلات التجارية، أما هي فقد حصلت على طلاق وابنة!

ضحكت بهستيريا ومن حولها يعتقدون أنها في حالة صدمة وفعلا هي في حالة صدمة لكن لأسباب مختلفة، قبل يومين أتى إلى مكتبها بقرار حازم بخطبتها دون إنتظار ردها حتى واليوم طلقها.. أي جنون هذا!

* * * *

السعادة تغمر قلبه والطمأنينة تسكن كيانه، أوضاع أحبائه مستقرة وهو يمكن أن يرحل بسلام، ابنه الأكبر عزف أخيرا عن رفضه لفكرة الزواج وقرر أن يبدأ حياته مع ابنة أعز صديق له، ابنته الأصغر تحقق نجاحات متتالية ورجل محترم تتمناه أي فتاة تقدم لطلب يدها أما أوسطهما والتي أثارت قلقه عليها استقرت مع من عرف قيمتها وها هي حفيدته جنة تداعب لحيته البيضاء بشقاوة،

سمع صوت دلال الآمر قائلا:

-جنة تعالي واتركي جدك ليرتاح قليلا...

قربها لحضنه أكثر مرددا:

-اتركيها... راحتي معها...

هتفت فاتن بغيرة واضحة:

-يا سلااااااام... ألم تكن راحتك معي؟

ضحك لغيرة ابنته وبشقاوة أجابها:

-راحتي معك طبعا لكنك كبرت.. ما رأيك أن تحضري لي أميرة صغيرة تكون نسخة عنك؟

ابتسمت بسخرية، المسكين لا يعلم أنها تطلقت اليوم!

-ومن أين احضرها؟ من السوق مثلا؟

اعتدل في جلسته معدلا من نظارته فوق أنفه قائلا بجدية:

-بالمناسبة، أستاذك السابق إبراهيم الخليلي طلب يدك مني منذ يومين قمت خلالهما بالتحري

عنه وبصراحة لم أجد ما يعيبه...

علا الضيق ملامحها وهي تستمع لكلام والدها، أكد جياد كلام والده مضيفا:

-الرجل سمعته أبيض من الحليب، صحيح أنه قليل الكلام لكن أخلاقه لا غبار عليها...

ثم جاء دور والدتها فريدة لتدلي بأقوالها:

الثمن  الباهظ-  للكاتبه ملاك الجزائرية  (الجزء الاول من سلسله لعنه الحب)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن