استدار ناحية الصوت فتفاجأ بوجود وفاء خلفه، اتجه نحوها ببطء وألقى التحية بهدوء:
-مرحبا وفاء...
لم تستطع أسماء كتم دهشتها فبادرت بالسؤال:
-أتعرفان بعضكما؟
هزت وفاء رأسها قائلة:
-منذ زمن بعيد...
تنهد بملل ثم ابتسم بعملية:
-كيف حالك وجياد؟
-بخير الحمد لله ماذا عنك؟ لم نرك منذ سنة...
بدا الضيق واضحا على وجهه فاستأذن بالمغادرة بعد أن رمق أسماء بنظرة محذرة فهمت مغزاها على الفور، غادر مباشرة فأمسكت أسماء يد وفاء تهزها بفضول شديد:
-كيف تعرفينه وفاء؟
نظرت إليها بتفكير مجيبة سؤالها بسؤال آخر:
-ما طبيعة العلاقة بينكما؟
احتقنت الدماء في وجهها ففهمت أن هناك شيئا بينهما...
-تحبينه؟
أومأت رأسها بخجل فزفرت الأخرى بحنق:
-ماذا عنه؟
اتجهت نحو كرسي خشبي تجلس بحزن قائلة:
-انه كلوحة من الثلج، لا يتأثر إطلاقا...
ابتسمت وفاء بتهكم، التاريخ يعيد نفسه من جديد لكن بطلته هذه المرة ليست تلك الشقراء الثائرة بل أخرى جديدة تفعل ما بوسعها للوصول إلى قلبه المغلق بإحكام...
جلست إلى جانبها تحضن أصابعها الباردة بين يديها الدافئتين هامسة:
-أتذكرين فاتن؟
ضيقت عينيها بعدم فهم:
-تلك الجميلة معك في الصورة؟
هزت رأسها بموافقة مضيفة:
-أنها زوجته...
هبت واقفة فجأة بذعر:
-أتقصدين أنه متزوج؟
مطت شفتيها بتفكير...
-بل أرمل...
شعرت ببعض الارتياح فعادت تجاورها في المقعد:
-أخبريني كيف ماتت...
وضعت وفاء كفها تحت ذقنها مرددة بحزن:
-لا نعلم ماذا حدث بالتفصيل... كل ما أعرفه أنها توفيت ليلة زفافها بعد أن اقتحم مجهولان منزلهما...
ابتلعت ريقها بصعوبة وهي تتذكر ذلك الرجل في منزله، لابد أنه أحدهما وهو يصفي دينه، مر ببالها فجأة جملته في السيارة، أمور عالقة سيحلها ويرحل!
-أسماء ما بك؟
انتبهت لصوت وفاء فتساءلت بفضول:
-هل كان بهذا الجمود معها أيضا؟
أنت تقرأ
الثمن الباهظ- للكاتبه ملاك الجزائرية (الجزء الاول من سلسله لعنه الحب)
Romanceجميع حقوق الملكية تخص الكاتبه ملاك الجزائرية الفيس بوك: روايات ما أحلاها إقتباس: ضحك بسخرية واضحة هذه المرة وهو يراقبها تلتقط هاتفها لتتصل برقم ما أرجح أنه والدها، نظرت إليه بخبث مردفة: -انتظر بضع دقائق وستعتذر... لم يعلق فقط استند بجسده على سيار...