ابتسم وهو ينظر إليها، تبدو كالمغشي عليها من الموت حتى أحمد وحياة لاحظا شحوبها فاقتربت منها حياة متسائلة:
ـ هل من مشكلة فاتن؟... تبدين شاحبة
ابتلعت فاتن ريقها بصعوبة محاولة التحكم في انفعالاتها فتدخل إبراهيم مهونا الأمر بابتسامة ماكرة:
ـ أخبريهم من يكون هذا السافل فاتن... اه عفوا أقصد هذا الأستاذ
رمقته بنظرات خاوية لم يفهم معناها بينما انتظر أحمد وحياة الإجابة بلا فائدة... تنحنح إبراهيم مكملا حديثه بخبث وعيناه لا تفارقانها:
ـ فاتن تنتمي إلى أحد أفواجك التي توليت أنا مهمة تدريسها أثناء غيابك...
اتسعت أعينهما بذهول قبل أن تسأل حياة ببلاهة:
ـ أتقصد أنك هذا السافل؟
ثم استدركت الموقف بحرج:
ـ أقصد أنت الأستاذ الذي فصلها؟
هز إبراهيم رأسه مؤيدا:
ـ بشحمه ولحمه...
والتفت إلى فاتن التي اكتست وجنتاها اللون الأحمر من الخجل ليكمل بهدوء مستفز:
ـ بإمكانك العودة إلى الفصل غدا بإذن الله...
رمقته بنظرات ساخطة قائلة بثبات:
ـ لست بحاجة لتعاطفك...
ثم خاطبت حياة وزوجها:
ـ شكرا لمحاولتكما مساعدتي لكنني لست بحاجة إليها... بإمكاني حل مشكلتي بنفسي
استدارت مغادرة فسمعت صوته المميز يصدح في الأجواء:
ـ فاتن إياك والتأخر غدا...
لم تعلق فقط غادرت بهدوء لا يعكس ما يدور بداخلها وسارت نحو سيارتها تسب وتلعن بداخلها، لقد أيقنت أن هذا الابراهيم ليس سوى لعنة ستطاردها حتى الممات والأسوأ أنه دائما ما يسمع كلماتها البذيئة التي لا تتوانى عن نعته بها!
ضغطت رقم وفاء تتصل بها لتخبرها عما حدث قبل قليل فهي بحاجة للفضفضة قبل أن تنفجر، طلبت منها موافاتها إلى مطعم لم تزره من قبل راجية ألا يتبعها شبحه إلى هناك أيضا...
**********
في سيارة أحمد كان الصمت سيد الموقف، كلاهما يفكران فيما حدث قبل قليل بطريقته الخاصة، قطعت حياة الصمت بقولها:
أردت تقديم المساعدة للمسكينة فورطتها في
مشكلة أكبر، إبراهيم لن يمرر ما قالته ببساطة
رد عليها بينما يضيق عينيه بتفكير:
ـ أولا هي ليست مسكينة... ثانيا يجب أن يكون هذا درسا لك لتكفي عن حشر أنفك في كل صغيرة وكبيرة لا تعنيك... ثالثا إبراهيم لن يؤذيها
![](https://img.wattpad.com/cover/166733293-288-k509541.jpg)
أنت تقرأ
الثمن الباهظ- للكاتبه ملاك الجزائرية (الجزء الاول من سلسله لعنه الحب)
Romanceجميع حقوق الملكية تخص الكاتبه ملاك الجزائرية الفيس بوك: روايات ما أحلاها إقتباس: ضحك بسخرية واضحة هذه المرة وهو يراقبها تلتقط هاتفها لتتصل برقم ما أرجح أنه والدها، نظرت إليه بخبث مردفة: -انتظر بضع دقائق وستعتذر... لم يعلق فقط استند بجسده على سيار...