عاد الصمت يخيم عليهما من جديد، اعتراف أطرب قلبها وكاد يفقدها عقلها، ألجم كلماتها وافقدها السيطرة على نفسها، ساعة مرت ورأسها لا يزال مستريحا على كتفه، يتطلعان إلى زرقة المياه أمامهما وكلاهما يرسم أحلامه الخاصة برفقة الآخر، حياة سيتقاسمانها بحلوها ومرها وأيام سيعيشانها أبد الدهر.. تنحنحت في جلستها قليلا فرمقها بابتسامة ذابت لها...
-فلنذهب...
أومأت برأسها موافقة ومدت يدها لكفه المبسوطة أمامها تساعدها على الوقوف، تشابكت أصابعهما واتجها نحو السيارة بهدوء، في الطريق بادرت هي بالكلام:
-جياد سيتزوج بعد يومين..
هز رأسه قائلا:
-اتصل بي منذ أيام ودعاني لحفل زفافه...
عادت تسأله بحذر يغلفه الخجل:
-ستأتي أليس كذلك؟
غمزها مرة أخرى بشقاوة:
-تشتاقين لرؤيتي؟
أدارت وجهها تنظر من خلال نافذة السيارة مغمغمة:
-مغرور..
ابتسم أكثر يسألها:
-ألن تتوقفي عن التفوه بهذه الكلمات؟
تبا هذا سؤال محرج.. تلعثمت في إجابتها ووجنتيها تشتعلان بحمرة قانتة:
-أنا.. أنا لم.. أعني أنني.. ااا
ضحك بنشوة لتعثر كلماتها ثم أجاب سؤالها الأساسي بنظرة ماكرة رمقها بها:
-بالطبع سآتي.. وهل أفوت على نفسي فرصة مشاهدة القمر؟
نظرت إلى نفسها في مرآة السيارة الداخلي قائلة بنرجسية:
-فاتنة أنا كاسمي..
نظر إليها بشئ من الريبة قائلا:
-لكنني كنت اقصد وفاء وليس أنت...
درجة الغليان هذه المرة وصلت المائة وربما تخطتها...
-أوقف السيارة.. قلت لك أوقف السيارة..
ركز نظره أمامه ولم يعرها اهتمامه فمدت يدها بحركة جنونية إلى المقود افقده سيطرته عليها للحظة، استعاد السيطرة وتوقف جانبا واستدار إليها بغضب هاتفا:
-أجننت؟!
لم تجبه، فقط فتحت الباب وترجلت تبعتها نظراته المندهشة، ترجل هو الآخر وعيناه تشتعلان نارا، لحق بها وأمسك ذراعها بقسوة يديرها لمواجهته، رجها بشئ من العنف قائلا:
-اركبي السيارة حالا وإياك ومعاودة الكرة...
خلصت ذراعها من قبضته واقتربت منه قائلة بتحدي:
أنت تقرأ
الثمن الباهظ- للكاتبه ملاك الجزائرية (الجزء الاول من سلسله لعنه الحب)
Romanceجميع حقوق الملكية تخص الكاتبه ملاك الجزائرية الفيس بوك: روايات ما أحلاها إقتباس: ضحك بسخرية واضحة هذه المرة وهو يراقبها تلتقط هاتفها لتتصل برقم ما أرجح أنه والدها، نظرت إليه بخبث مردفة: -انتظر بضع دقائق وستعتذر... لم يعلق فقط استند بجسده على سيار...