الفصل الثامن والعشرون

3.3K 104 1
                                    

أغلق الباب خلفه وألقى بمفاتيحه فوق خزانة الأحذية، غير ملابسه المتسخة بدماء ضحيته واتجه إلى غرفة المعيشة يفتح حاسوبه، أخذ يتأمل صورها من جديد لكن هذه المرة همس بحب...

-انتقمت لك من أحدهما قصيرتي...

ابتسم بحزن وهو يردد كلمة قصيرتي.. اه كم يشتاق لصوتها، لحركاتها المجنونة وشتمها له، اتسعت ابتسامته حين تذكر كلمة سافل منها، لقد أصبح سافلا فعلا، عذب رجلا بوحشية ثم قتله بدم بارد، أغمض عينيه عند هذه النقطة وأرخى رأسه على الأريكة محاولا نيل قسط من الراحة لكن جرس الباب المزعج ارتفع يعلن وجود زائر، استغرب من يمكن أن يكون القادم

فأحمد كان الشخص الوحيد الذي يزوره وقد ابتعد عنه تماما بعد وفاة فاتن وبداية مشوار انتقامه. اتجه نحو الباب ليتفاجأ بوجود صاحبة الخصلات الحمراء أمامه، نظر إليها بوجوم فهمست بخجل:

-أيمكنني الدخول؟

لم يتحرك قيد أنملة وهو يسألها بجمود:

-ما الذي أتى بك إلى هنا؟

ابتلعت ريقها بخجل قائلة:

-هناك ما أود إخبارك به...

أخرج نفسا حارا سامحا لها بالدخول، جلس على أريكة وسألها بنفس النبرة الجامدة:

-ماذا هناك؟

ارتبكت أكثر فخرجت كلماتها بصعوبة بالغة من حلقها:

-هل لي بكوب ماء من فضلك؟

زفر بقلة صبر هاتفا:

-ماذا تريدين أسماء؟

وببراءة أجابت:

-كوب ماء...

وقف يتجه نحو المطبخ والانزعاج يعلو وجهه، تابعته بنظراتها حتى اختفى ثم التفتت نحو الحاسوب، تأكدت من عدم قدومه بعد وأدارته نحوها، تفاحات من صورة الشقراء التي تغطي كل الشاشة وقبل أن ترجعه إلى وضعيته السابقة علا صوته بغضب:

-أسمااااااء...

تسمرت في مكانها وتحجرت الدموع في مقلتيها، اقترب منها واخذ الحاسوب من أمامها يغلقه بعنف صارخا:

-من سمح لك بلمسه؟!

انهمرت دموعها كالسيل على وجنتيها فتأفف

بسخط، جلس أمامها يناولها كأس الماء قائلا:

-آسف...

أمسكت كاس الماء بأنامل مرتجفة، قريته من شفتيها وارتشفت رشفة صغيرة ثم تساءلت بخفوت:

-ألهذه الدرجة كنت تحبها؟

تنفس بعمق ووقف متجها نحو النافذة يدس كفيه في جيوب بنطاله، وقفت خلفه تعيد نفس السؤال فأغمض عينيه مجيبا بنبرة يتخللها الالم:

الثمن  الباهظ-  للكاتبه ملاك الجزائرية  (الجزء الاول من سلسله لعنه الحب)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن