الفصل التاسع عشر

4.6K 149 1
                                    

زوجتك ابنتي... قبلت زواجها... كلمات بسيطة غيرت الكثير، لم تعد فاتن الشنقاوي بل فاتن الخليلي، ستحمل اسمه حتى آخر نفس تتنفسه، سعادة تغمرها وهي تتذكر ما حدث بعد ذلك اليوم حين زارها في المكتب، حملت حقيبتها واتجهت الى شركة والدها، ترددت في الدخول لكنها تشجعت، رسمت ابتسامة على وجهها وطرقت الباب بخفة، لم تصدق ما رأته، إبراهيم مرة أخرى؟! وقف والدها مرحبا بها:

-فاتن! أهلا... جئت في الوقت المناسب يا ابنتي...

جلست على الكرسي المقابل لكرسي إبراهيم والتوتر يملأ كيانها، رمقها بنظرة حانية واِستطرد قائلا بثقة:

-أريد طلب يد ابنتك للمرة الثانية وبحضورها...

التفت ينظر إليها فلاحظ اشتعال وجنتيها من جديد، عانقت الأرض بعينيها وهي تستمع لوالدها يمدح هذا الجالس أمامها، بعدها سألها برفق:

-فاتن ما رأيك يا ابنتي؟

حمرة وجهها تزداد ونشوته في أوجها، وبعد صمت طويل همست بخجل:

-ما تراه مناسبا يا أبي...

وقف سليم مصافحا إبراهيم بحرارة:

-مبارك عليك يا ولدي...

ابتسم وهو يصافح حموه المستقبلي، ثم أضاف باهتمام:

-فلتحدد ميعادا مناسبا كي نجعل الأمر رسميا...

قاطعتهم بخجل مدعية اضطرارها للمغادرة وخرجت بسرعة قبل أن تخونها قدماها وتسقط، تابع تحركاتها المرتبكة حتى غادرت والفرحة تغمر قلبه، سمع صوت سليم فالتفت بتركيز:

-بصراحة قمت بالسؤال عنك والكل أكد أنك إنسان جيد لكن هناك شىء ما لا أفهمه..

عقد حاجبيه بعدم فهم فأكمل:

-أين أهلك؟ لماذا تعيش وحيدا؟

شرد لبرهة في ذكريات حدثت منذ عشر سنوات ثم قال برسمية:

-عائلتي توفيت منذ عشر سنوات لذلك أعيش وحيدا منذ ذلك الوقت...

سليم بأسى:

-آسف لم أكن أعلم...

بابتسامة حزينة هز رأسه:

-لا عليك... تخطيت الأمر...

تنحنح سليم ليبدأ الكلام مرة أخرى:

-إبراهيم... ابنتي ستكون أمانة في رقبتك وكن على يقين أنني سأطالبك بهذه الأمانة يوم

القيامة... إياك أن تحزنها أو تكسرها لأنني لن أسامحك وسأطالب بحقي فيها أمام الله عز وجل...

استمع لكلماته بإنصات شديد، تبدو مخيفة بعض الشيء لكن معه حق وهو لن يؤذيها بل سيحميها...

-لا تقلق يا عم... سأحافظ عليها...

تنهد بشيء من الارتياح ثم أضاف:

الثمن  الباهظ-  للكاتبه ملاك الجزائرية  (الجزء الاول من سلسله لعنه الحب)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن