7

18.1K 466 35
                                    

  ~~ حبل الوريد ~~

(( الفصل السابع ))

_ أخذت كارمن محلها في الحافلة بجوار صديقتها '' يسرا '' بينما جلس كريم في مؤخرة الحافلة بجوار رفاقه ..
كانت عينيه مسلطتان على هذه الأنسية التي خطفت إنتباهه منذ الوهلة الأولى ، كان يسترق النظر إليها خلسًة دون أن تشعر هي .. ولكن حاستها گأنثى جعلتها تستشعر وجود عيون مراقبة لها ،
لم يختفي من بالها ذلك المشهد الذي حدث قبل قليل ، عندما أطبقت أصابعهُ على كفها وكأنه يرفض تركها ..
فأبتسمت رغمًا عنها وهي تتحسس كفها ، ثم أخفضت بصرها بإستحياء كلما تذكرت نظراته حيالها..
بنفس الآن .. كانت كارمن تُحدث '' ريـان '' إلكترونيًا عن طريق المحادثات ، فيتزين ثغرها بإبتسامة حينًا وتعبس حينًا آخر .. وبقت هكذا لمدة تزيد عن الساعة ، وعندما أنتهت من محادثته بدأت تتفاعل مع هذه الأجواء بحماسة شديدة ..
فـ مثل هذه السفريات تكون ذات طابع مختلف عن غيرها ..

_ ساعات عديدة مضت في هذا الطريق المؤدي لمدينة '' العين السخنة '' .. كان قُصي ينتظر مُضيّ الوقت على أحرّ من الجمر ، متلهفًا لرؤية إنطباعها الإنفعالي عند ظهورهُ أمامها فجأة .. لاح على ثغرهُ بسمة متسلية وهو يتخيل تشنجات وجهها وحتى إنفعالاتها تروق له ، تمنى أن تضحك له مرة .. أو أن تبادلهُ حديثًا معسولًا ، ولكنه دائمًا يتمنى عبثًا ، تنهد وهو يهز أصابعه الممسكة بالمقود .. حتى لاحظ بطء حركة الحافلة ، فأيقن أن هذه القرية السياحية الصغيرة هي التي سيقيم بها الفوج الطلابي ..
تأمل البوابات والحراسات الأمنية ، الهيكل البنائي للقرية من الخارج .. وكذلك الديكورات الخاصة بالقرية ..
تقوست شفتيه برضا عن هذا المكان ، ثم بدأ يتأهب ذهنيًا لمقابلتها ..

قام المشرف على الرحلة بأصطحابهم لداخل الفندق .. ثم تركهم بالساحة الفسيحة لينهي هو إجراءات الأقامة بالفندق ، بينما جلست كارمن على أحد الأرائك المخملية الزرقاء في إنتظار الإشارة بالتحرك ..
وأثناء إهتمامها بالمحادثة مع '' ريان '' تفاجئت بوجود جسد بشري يسد عنها الضوء ، فرفعت رأسها لتكتشف هويته .. لتتفاجأ بـ قُصي ..
أتسعت عينيها عن آخرها وهي تحدق فيه ، وضغطت على الزر الجانبي للهاتف لإغلاقه .. نهضت عن جلستها بتشنج وهي تحدجه بغيظٍ شديد ثم نطقت بإستنكار :

- إنت جاي ورايا !؟
قُصي متمعنًا النظر بها : قررت أقضي معاكي عيد ميلادك بعد بكرة ، ولما عرفت إنك مسافرة مقدرتش أستنى وجيت على طول
كارمن وقد قست تعابير وجهها : أنت ازاي تفرض نفسك عليا بالشكل ده ! لحد أمتى هفضل أقولك أبعد عن طريقي؟

_ لاحظت تاج هذه المشادة الكلامية بينهم ، فتابعت الموقف عن بُعد وقد تنغض جبينها بإستفهام ..
لتجد هاتفها يصدر رنينًا متتاليًا ، نظرت إليه لتجد شقيقها يتصل بها .. فأجابت دون تردد و.....

- أيوة ياريو
ريان بنبرة يشوبها القلق : تاج ، أنا كنت بكلم كارمن على الواتساب وفجأة قفلت ، طمنيني في حاجة حصلت !
تاج وهي تتأمل هذه الأجواء المضطربة بينهم : لأ مفيش ، بس هي بتتكلم مع واحد كده وشكلها بتشد معاه جامد
ريان وقد تحفزت حواسه لعبارتها : نعـم ! مين ده ؟
تاج وقد تلوت شفتيها : مش عارفه أول مرة أشوفه ، بس باين عليه ابن ناس يعني
ريان وقد أحتقنت عينيه بالدماء : طويل ورفيع ، شعره قصير وبني غامق وبشرته بيضا شوية ؟
تاج وقد أرتفع حاجبيها بذهول : إيـه ده ! أنت تعرفه ؟
ريان وهو يضرب بقبضته الحائط وبعنف : إلا أعرفه ! ده عــز المعرفة .. أقفلي دلوقتي
تاج : ريـ....

حبل الوريد...للكاتبة المتميزة ..ياسمين عادلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن