15

13.2K 401 14
                                    

~~ حبل الوريد ~~

(( الفصل الخامس عشر ))

_ كان يجلس معهُ في حجرة المكتب ، يتناقشون حول كيفية الإيقاع بعائلتهُ إو أن ينصرف عن ابنته ..
رفع جلال حاجبيه بعدم إستيعاب ، لقد تطور الأمر وأصبح يمتلك مستندات رسمية تُدين '' طاهر النعماني '' بأكثر من شكل ..
تزين محياه ببسمة ساخرة ، ثم نطق :

- كدا مفيش قدامه حل غير إنه يبعد إبنهُ عن بنتي ، ياإما يستحمل اللي هيحصل
قُصي وهو يفرك طرف ذقنهُ بتفكير : أول ما الورق ده وقع تحت إيدي كنت متأكد إنك هتحتاجهُ ياعمي
جلال وهو يهز رأسهُ مؤكدًا : فعلًا محتاجهُ ، وجدًا كمان

_ أستمعا لصوت سيارة تقترب من القصر .. نهض جلال ليتطلع إليها من النافذة الصغيرة ، فوجد إبنتهُ تترجل عن سيارتها وتتحرك بخطوات بطيئة للغاية .. فـ أستدار بجسدهُ وردد بصوت حازم :

- قُصي ، عايزك تكون جمب كارمن الفترة الجاية ، هتكون محتجالك
قُصي وهو ينهض عن مكانهُ تاركًا الحجرة : حاضر

_ ترك المكتب وولج للخارج ، فـ وجدها تجلس محنية الظهر على درجة من درجات السلم الأمامي للقصر ، مستندة على مرفقيها برأسها .. ذم شفتيه بضيق ثم اقترب منها بحذر ، جلس جوارها وهو ينطق :

-كارمن ، أنا آسف جدًا على الحالة اللي شايفك فيها
كارمن :.........
قُصي : أنا مستعد اساعدك بأي حاجة تطلبيها مني ، صدقيني سعادتك عندي أهم من أي حاجة في الدنيا

_ رفعت كارمن رأسها فظهرت دموعها التي كست وجهها :

- لو عايز تساعدني بجد ، أثر على بابي في موضوعي أنا وريان ، أنا مش قادرة أعيش من غيرهُ

_ تحامل على حالهُ بقوة عقب تصريحها له ، هو يعشقها منذ زمن .. ويتمنى أن تنظر إليه نظرة واحدة فقط
، ولكن هذا العدو اللدود له يقف دائمًا گحائل بينهما .. تنهد بحنق وستر نبرتهُ وهو يهتف :

- حاضر ، رغم ان اللي بتطلبيه ده أصعب عليا من الموت .. لكن عشانك هعملهُ

_ نظرت إليه نظرة ممتنة ، فدفن قُصي عينيه فيها .. وراح يتأمل وجهها وكأنه جديد عليه .. حتى أستمع لصوت شقيقها وهو يقول :

- كارمن ، مستنيكي من بدري

_ تحرك كريم نحوها ومد إليها ذراعيه لتستند عليهما ، ثم جذبها بخفة وراح يدخل بها للداخل وهو يسألها بخفوت :

- إنتي كويسة ؟ حاسة بإيه؟
- مش كويسة ، أنا جوايا بركان مش بيطفي

_ ظلت عينيه مرافقًا لهما حتى أختفيا من أمامهُ .. ثم أخفض بصره ُ وما زال عقلهُ مشغولًا ، لم يعد بإستطاعتهُ تحمل هذا الذي يقف بينهما .. وإن وصل به الأمر أن يقتل ويحرق ويهدم ، لفعل دون تردد .. المهم أن تكون هي جواره ، يراها كل صباح .. وفي المساء تكون برفقتهُ ، ضاقت عينيه عقب أن ترسخت فكرة التخلص منه في عقلهُ ، وراح ينهض ليقف بإستقامة وينظر للمكان بنظرة شمولية فاحصة..

حبل الوريد...للكاتبة المتميزة ..ياسمين عادلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن