22

12.1K 415 14
                                    

~~ حبل الوريد ~~

(( الفصل الثاني والعشرين ))

_ أستغرق الأمر عدة ثوانِ وهو يستوعب ما يراه ..
ظن أن الأمر مجرد صداقة ، ولكن نظرات '' كريم '' لا توحي بذلك على الإطلاق ..
غلى رأسه بسخونة شديدة ، وتقدم نحوهم بخطوات متهادية .. ثم وقف على رأس شقيقته ، وشكّل ظلًا عليها جعلها تلتفت لترى ماهذا !
لتصطدم برؤيته .. بينما بقى كريم مصدومًا لا حراك له ، حتى قطع ريان هذا الصمت و :

- بتعملي إيه هنا ياتاج ؟ وقاعدة مع أخو كارمن ليه!؟
تاج وقد تلجلجت نبرتها : آآ .. أنا !
ريان بنبرة هادئة على نقيض البراكين المحمومة بداخله : أنتي إيه ؟
كريم وهو ينهض عن مكانه ويمد يده للمصافحة : أزيك ياريان ؟

_ تجاهل ريان كف كريم الممدود له عن عمد ، ثم نطق بلهجة حادة :

- قومي معايا
كريم : أتفضل أقعد ياريان ، وخلينا نتكلم بهدوء
ريان وهو يشير بكفه : مفيش كلام بينا ، واحمد ربنا إني هادي معاك لحد دلوقتي

_ جذب شقيقته بعنف من رسغها وهو يردد :

- قومي ياآنسة
كريم وهو يذم على شفتيه بحنق : متهيألي انك فاهم غلط
ريان ببرود مصطنع : هو إيه اللي فهمته غلط يامحترم! وياترى دي خطة جديدة منكم وهتنفذوها في أختي ولا إيه الحوار !
كريم وقد بدأ الإنفعال يسيطر عليه : خطة إيه ؟ إيه الكلام الفارغ اللي بتقوله ده !
تاج وهي تتلوى بتألم : آه ، ريان أيدي بتوجعني

_ لم يهتم بكل ذلك ، وسحبها بعنف خلفهُ .. بينما تحرك كريم سريعًا ليقف حائلًا دون مروره ، ثم هتف بجدية :

- أنا بحب تاج ، وبطلب إيدها منك دلوقتي
ريان وقد تحفزت حواسه وارتفع حاجبيه بذهول : بتحبها !
وياترى أختك المصون عارفة إنك عايز تتجوز أختي؟
كريم بثبات : أنا حر في قراراتي ، وكارمن عارفه كويس إني بحب تاج ومش هسيبها لمجرد رغباتكم !
ريان ومازالت الصدمات تتوالى على رأسه : عارفة ! يعني طلعت انا القرطاس اللي فيكم

_ ضغط بأصابعه على رسغ شقيقته بعنف شديد، فتأوهت بأنين مكتوم .. بينما تابع كريم بشجاعة :

- مكنش ينفع نظهر قدامكم في ظروف زي دي
ريان بسخرية : أها ! فـ قولت تاخد الطريق الأسهل ، مش كدا !
كريم : أنا معملتش حاجة غلط ، أنا حبيت .. زي ماانت حبيت

_ تعمد تذكيره .. ونبش ذكرياته من جديد ليتذكر ما كان ، فتغير لون وجهه '' ريان '' .. عندما أصابت كلمات كريم الهدف .. وقبل أن يرد تابع كريم :

- بس الفرق اللي بينا إنك مشيت وعاديت ، أنا مش هعمل ده
ريان بصوت منفعل : أنا مشيت !

_ صمت ثوان ، ثم عاود الحديث :

- أنا مش هناقشك ، والموضوع ده تنساه من بالك نهائي .. عيلتك مستحيل ترتبط بعيلتي بأي شكل ، خلاص خلصت

حبل الوريد...للكاتبة المتميزة ..ياسمين عادلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن