20

14.2K 648 22
                                    

~~ حبل الوريد ~~

(( الفصل العشرون ))

_ جحظت عيناها وهي مازالت مسلطة أبصارها عليه.. في حين كان يبادلها هو نظرات الظفر والإنتصار ..
نظر نظرة شمولية للمكان قبيل أن يردد ساخرًا :

- مبقاش قدامك غير ٣ حلول بس ، ياأما هتوافقي تشاركيني وانا اللي هحط الشروط .. ياأما ترجعيلي الأرض وساعتها هدفعلك ضعف تمنها ، ياأما تلغي المشروع بتاعك خالص وتخلي الأرض دي تذكار ليكي
كارمن وقد تأججت نيران الغيظ بصدرها : دي مش أخر جولة
ريان وقد تنغض جبينه بسخط : أنا نفسي طويل ومعاكي للآخـــر ، وبكرة نشوف مين اللي هيسلم الأول
كارمن بثبات مزيف : ده بعينك

_ ألتفتت للمحامي الخاص بها ، حدجتهُ بقسوة قبل أن تهتف بنبرة منزعجة :

- بيشتغل معايا شوية أغبية

_ تجاوزتهم وسارت نحو سيارتها ، سبقها الحارس الخاص راكضًا ليفتح لها باب السيارة .. حيث أخذت محلها بالخلف بجوار شقيقها ، ومن خلفها المهندسون والمحامون .. سار الجميع بعيدًا ، تاركين خلفهم هاله من الغبار والأتربة تكونت على أثر الحركة السريعة .
_ بينما وقف ريان يتأمل المكان ، ضاعت لذة الأنتصار من ملامحه وتحول وجهه للجمود .. يعلم جيدًا إنها ستوافق على مشاركتهُ ولن تُضيع فرصة إنشاء هذا المشروع المربح ، وحينها سيكون هو المتحكم الأساسي .. ليُذيقها من كأس اللوعة كما تجرعهُ هو .

_أحس كريم بهذه السخونة المنبعثة من شقيقتهُ على أثر حقدها وغضبها .. فـ فضل الصمت ، ولكنها قطعت الصمت عندما غمغمت بصوت ألتقطتهُ أذنيه :

- عشان كده عمل إجتماع طارئ أمبارح ومن غير إعلان سابق!
كريم وقد تقوست شفتيه بإستنكار : إنتي بتراقبيه ؟
كارمن وهي تفرك أصابع كفيها سويًا : آه
كريم وهو يطلق تنهيدة معترضة : وليه شغل المطاردة ده !

_ صمتت ولم تجيبهُ .. فأستشف سريعًا رغبتها الجامحة في الفوز عليه مهما كانت النتائج ،
أسند رأسه للخلف ثم قال ممتعضًا :

- مش عارف أخرتها إيه ! وهتخسري إيه في الآخر ؟
كارمن وهي تبتسم بسخرية من زاوية فمها : هو انا لسه هخسر ، أنا خسرت خلاص .. انا زي المدبوحة دلوقتي ، وبطلع في الروح

...................................................................

_كان يجوب حجرة مكتبهُ ذهابًا وإيابًا .. منتظرًا حضور أحدهم ، يكاد عقلهُ ينفجر من شدة التفكير ..
زرع أصابعهُ بين خصلات شعرهُ ليحك فروة رأسه ، جال بخاطرهُ إنتقامًا عنيفًا سيفتعلهُ جراء من حاول قتلهُ في هذه الليلة .. وفجأة ، أستمع لصوت قرعات على الباب ، فسمح بالدخول بعجالة .. تقدم منهُ فرد الأمن الخاص بشركتهُ وقدم له ملفًا وهو يردد :

- ده التقرير اللي حضرتك طلبتهُ من التوكيل

_ سحب منه المستند سريعًا وقلب في ورقاتهُ بتوتر ، حتى أكتشف هذه المصيبة .. لقد كانت سيارتهُ منزوعة الفرامل بالفعل ، وهذا ما أدى للقيام بالحادث .. قبض على أصابعهُ بداخل قبضتهُ ، ثم هتف من بين أسنانهُ :

حبل الوريد...للكاتبة المتميزة ..ياسمين عادلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن