~~ حبل الوريد ~~
(( الفصل الثاني والأربعين ))
_ لم تطق سماع صوتهُ أكثر من ذلك ، فقد شعرت بتعكر معدتها على أثر تخيل مجرد الخيال إنه ستكون زوجة لهذا المختل ..
ضغطت على معدتها بعنف ، ثم وجدت حالها تغلق الهاتف فجأة وهو يتحدث .. وانتقلت للمرحاض لتفرغ كُل ما بمعدتها ، يهون عليها الموت وألا تكون معهُ ..
خرجت عن المرحاض وهي تمسح على فمها بالمنشفة ..
والتفكير لا يفارق عقلها المشتت ..
نجاة تلك البريئة '' تــاج '' فقط بين يديها ، وليس غيرها ..
ماذا ستقول لشقيقها الذي ينتظر منها خبرًا؟ وكيف ستخبرهُ بشأن أمر گهذا !
لن تستطع فعلها مهما حـدث ..
دفنت وجهها وهي تفركهُ بين كفيها .. وهمست بلهجة نادمة :- أنا السبب في كل حاجة ، ياربي أعمل إيـه بس! أعمل إيـه؟
_ لم يهتم بما فعلتهُ عندما أغلقت الهاتف فجأة ، بل أستعد للذهاب إلى هذا المكان البعيد الذي أحتفظ بها فيه بعيدًا عن أعينهم ..
ليباشر ما يحدث بنفسهُ ويضع بصمة يدهُ على الأمر ..
خرج من البوابة الخلفية للبناية وأستقل أحدى سيارتهُ الأحتياطية ليخرج بها من الجراچ ..
وانتقل نحو '' ڨيلا '' تخصهُ في أحد المناطق الهادئة بعيدًا عن العيون ..
قرابة الساعة ونصف وهو يقود سيارتهُ بأقصى بسرعة ، حتى وصل أمام البوابة الرئيسية ، ليفتح له الحارس فيمرق للداخل ..
ترك سيارتهُ في الممر ودلف للداخل ، مرر عينيه على المحيط فلم يجدها ، فصعد للأعلى وتفحص الحجرات واحدة تليها الأخرى .. حتى وجدها في إحداهن ..
كانت تنزع سن الأبرة الطبية من ساعدها عقب أن حقنتها بمحلول مخدر ، ثم ألقتها في سلة المهملات الصغيرة وألتفتت لتجدهُ واقفًا بشموخ ليتطلع إلى كلتاهما ..
وقفت '' ناني '' لتنظر إليه بشغف ، ثم قالت وهي تشير نحو المسجاه على الفراش :- اللي أمرت بيه حصل
قُصي وهو ينظر لساعة يدهُ : الساعة ٢ بعد نص الليل ، متديهاش حاجة تاني لحد بكرة
ناني : حاضر_ خطت نحوهُ بخطوات متعرجة ، فما زالت ساقيها متأثرتين بما فعلهُ '' مراد '' بها من أفعال وحشية وهمجية ..
ثبت قُصي بصرهُ على قدميها وهي تقترب منهُ ، ثم قال :- لسه رجليكي بتوجعك ؟
ناني وقد عبس وجهها على الفور : متفكرنيش ، ده بهدلني آخر بهدلة منه للّه
قُصي وقد تلوت شفتيه بسخرية : واضح إنه عارفك كويس ، عشان كدا أتوصى بيكي جامد_ قالها وخرج من الحجرة لتتعقبهُ هي بخطوات بطيئة ، حتى وصل أمام حجرة أخرى ووقف قبالتها ..
أستدار ليجدها خلفهُ مباشرة ، فتأمل وجهها المتورم قليلًا والذي ظهرت به الزُرقة المصفرة .. ثم هتف بإقتضاب :- روحي عالجي وشك ده بدل ماهو عامل زي ألوان الطيف كدا
_ قالها وولج مباشرة إلى الحجرة ثم صفق الباب في وجهها گتعبير عن عدم رغبتهُ في وجودها بجواره ..
فـ أمتعض وجهها وأضجرت سريعًا ، ثم قالت :
أنت تقرأ
حبل الوريد...للكاتبة المتميزة ..ياسمين عادل
Romanceجميع الحقوق محفوظة للكاتبة ممنوع النقل او الاقتباس °°~ هذه الحرب لن تنتهي .. وهذا القدر الذي جمعنا قد بدّد أحلامنا أيضًا ، فأصبحنا گـسراب لا وجود له .. وإن كان حُبك هو حبل الوريـد ، فقد فرقنَّا دمِّ حبل الوريـد ~°