~~ حبل الوريد ~~
(( الفصل التاسع ))
_كيف أتى إليه هذا الصبر وهذه السكينة ليستطيع كبح الغضب الذي نشب بداخله .. أراد لو يفتك به ويدمر هذا المكان بعنف شديد لينفث عن ثورتهُ ..
ولكنه منع هذه الرغبة القاتلة بمعجزة حقيقية ، تطلع لرد فعلها والذي كان مُسكنًا لآلامهُ ..
حيث دفعتهُ عنها بشكل فج ورغم إنها غمغمت بصوت خفيض ، إلا إنه أستطاع إستنتاج إنها كانت توبخهُ بشدة و :- إنت إزاي تجرؤ تعمل كدا !
قُصي مُدعيًا حسن نيته : أنتي أكيد فهمتيني غلط ، أنا مقصدتش أزعلك_ شملت المُحيطين بنظرة خاطفة ، ثم أعادت النظر نحوه بنظرات مُقيته وهي تردد :
- أنا هعرف شغلي معاك بس مش هنا ، لا ده مكانهُ ولا وقتهُ
_ كانت رؤيتهُ من قبل رفيقاتها يسيرة ، حيث رأته يسرا وهو يقف بمحلهُ وكأن ساقيهِ تجمدتا بمكانهما .. فـ أبتلعت ريقها بتخوف شديد وراحت تحذر '' كارمن ''، فقد رأت بوميض عينيه مالا يُحمد عُقباه .. الآن أدركت حجم الكارثة التي أسقطت رفيقتها بها ، فـ لن يمر الأمر مرورًا كريمًا ..
همست بجوار أذنيها وهي تردد :- كارمن ، في حاجة حصلت مش كويسة أبدًا
كارمن وقد تنغض جبينها بعدم فهم : إيـه ؟
يسرا وهي تتنحنح بحرج : ريـان!_ وبشكل تلقائي رفعت كارمن رأسها لتبحث عنه بين الحاضرين .. وسرعان ما ألتقطتهُ عيناها ، كان رذينًا في وقفتهُ ، مسلطًا حدقتيه عليها وينتظر أن تراه أو تشعر بوجودهُ حتى تحققت رغبته ..
كانت تعابير وجهه غير طبيعية ، ولكنها فشلت في تخمين ما قد يقوم به في هذه اللحظة ، ولذلك تحركت سريعًا نحوهُ .. متمنية أن يمر اليوم بسلام .. فما كان منه إلا التحرك نحوها إيضًا ، حتى ألتقيا بنقطٍة بالمنتصف .. كادت تعتذر له وبشدة عن ما بدر منها وإغفالها للموعد المتفق عليه بينهما مع وضع تبريرات مقنعة حتى يقبل بأعذارها ..
ولكنها تفاجئت به يبتسم في وجهها ويردد بنبرة حانية :- كُل سنة وانتي طيبة ، كان نفسي أكون أول واحد أقولهالك بس سبقوني
_ تعجبت ! بل وأتسعت حدقتيها عن آخرها بعدم تصديق لرد الفعل هذا .. بينما أكمل هو حديثهُ و :
- بس هتتعوض إن شاء الله
_ لاحظ بحنكتهُ هذه العيون المراقبة لهم ، فأراد أن لا يعطي له هذه الفرصة على طبق من الذهب .. وهي أن يتشمت بإنه إستطاع إثارة غيظهُ ، أبتسم ريان بهدوء وهو يفتح كفهُ أمامها ليلتقط كفها ..
ثم طبع قُبلة رقيقة عليه وردد بعدها :- مش يلا بينا من هنا بقى ! كفاية إنك سيبتيني وقعدتي تحتفلي من غيري هنا
كارمن وهي تومئ رأسها بإيماءة خفيفة ومازالت الدهشة مسيطرة عليها : okey_ سارت معه دون أن تُلفت الإنظار ، ولكنه لم يقوَ على الصمت أو ترك الأمر يمر هكذا.. لقد أعدّ لهذه الليلة منذ يومين ، حتى يفسد راحتهما ويتحقق مرادهُ ، ولكن الآن سار كل شئ مُعاكسًا لخطته مما أجج نيران الغيرة والغيظ معًا بداخلهُ .. فتحرك نحوهما وقناع البرود الزائف على وجهه لينطق بـ :
أنت تقرأ
حبل الوريد...للكاتبة المتميزة ..ياسمين عادل
Romanceجميع الحقوق محفوظة للكاتبة ممنوع النقل او الاقتباس °°~ هذه الحرب لن تنتهي .. وهذا القدر الذي جمعنا قد بدّد أحلامنا أيضًا ، فأصبحنا گـسراب لا وجود له .. وإن كان حُبك هو حبل الوريـد ، فقد فرقنَّا دمِّ حبل الوريـد ~°