45

13.9K 455 27
                                    

  ~~ حبل الوريد ~~

(( الفصل الخامس والأربعين ))

_ لم يكن من السهل الحصول على '' لانـش '' ليدخل به كريم ورفاقهُ لداخل المياه .. ولكن أولئك الشباب فعلو ما بوسعهم وأكثر مجرد معرفتهم بأن الأمر يتعلق بخطف إحداهن ..
وقبل أن يطئ كريم بقدمهُ داخل اللانش ، كانت النيران قد ظهرت علي سطح ذلك اليخت وأصبحت ظاهرة بوضوح في هذه الظُلمة ..
أنقبض قلب كريم بخوف شديد وهو يصيح :

- اليخت بيولع ومفيش أثر ليهم .. اليخت بيـــولع

_ قفذوا لسطح اللانش وبدأ تامر في قيادتهُ نحو الداخل ..
_ في نفس التوقيت _
كان ريان يصارع ساقهُ المصابة والتي أعجزتهُ عن الحركة ليطفو على السطح بعد أن شرب من مياه البحر المالحة رغمًا عنهُ .. ألتقط أنفاسهُ المتسارعة بصعوبة وراح يلتفت ليبحث عنهُ حولهُ .. ولكنها لم تكن موجودة ، دب الذعر داخلهُ .. وراح يتحرك بجسدهُ في المحيط الذي يحاوطهُ عسى أن يرتطم بها في الأسفل ..
فـ العثور عليها أسفل الماء وفي هذا السواد أمر غاية في الصعوبة .. حتى إن هذه النيران القريبة منهُ لا تسعفهُ ..
وبالفعل تخبطت ساقهُ بجسدها ، فغطس سريعًا لينتشلها من أسفل المياه .. وصعد بها مجددًا للسطح ،
سعل وهو يطرد المياه من صدرهُ ، ثم همس بصوت ضعيف :

- إنتي إزاي نايمة كُل ده! آآه

_ آلامًا عظيمة تضرب بكل عظامهُ .. ولكنهُ تجاهل ذلك ، قام برفع جسدها قليلًا ، وثبت ذراعيها حول رقبتهُ ..
وراح يسبح بها ببطئ بذراع واحدة .. لا طاقة لديه ، ولكنهُ يعافر ويعافــر .. حتى يصل بها للشاطئ .. أبتلع الكثير من المياه حتى أنتفخت معدتهُ .. ومازال يحــارب !
أستمع لصوت اللانش الذي يقترب منهُ ، ولمح ضوء الكشافات التي تبحث عنهم في كُل مكان ..
فتوقف عن السباحة ورفع ذراعهُ في الهواء وهو يصيح بصوت شبهِ معدوم :

- هــ ــنا ، هنا

_ أخترق صوتهُ أذني كريم ، ليقوم بتحريك البطاريات المضيئة في كل مكان بحثًا عنهم .. لمح ذراع بشرية تلوح له ، فثبت الضوء عليه .. وصرخ بأعلى صوت :

- هنـــاك ياتامر ، أمشي يمين شوية بس حاسب

_ ببطء تحرك اللانش صوبهم حتى لا يصطدم بهم ..
وما أن رأى كريم رأس شقيقتهُ المسنودة على ظهر '' ريان '' صرخ :

- كــارمن ، كارمن أهي

_ بسط كريم ذراعيهُ ليلتقطها منه ، بينما عاونهُ ريان في ذلك عن طريق رفعها من خصرها ..
حتى نجح في نقلها على سطح اللانش ..
ومن جهة أخرى تحرك صالح ليعاون ريان في الصعود إلى اللانش .. ولكنهُ كان متخشب الجسد ، على أثر برودة المياه القارسة التي لم يشعر بها إلا الآن ..
وإصابة ساقهُ التي يبدو إنها تدهورت بفعل عدم معالجتها ..
حاول صالح جذبهُ بكل قوة وهو يردد :

- أطلع ياريان ، أرفع جسمك معايا على فوق
ريان وقد بدأت الرؤية تتشوش لديه : مش قادر ، مش آآ قـادر ..!
تامر : وسع ياعم

حبل الوريد...للكاتبة المتميزة ..ياسمين عادلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن