21

12.3K 496 17
                                    

~~ حبل الوريد ~~

(( الفصل الواحد والعشرين ))

_ كانت أعينها تراقبهُ .. فقد أستشعرت إنه بحاجتها في هذا الوقت بالأخص عقب أن أنتشر خبر إقتراب زيجتها ، فتفاجئت بذهابه لهذا المكان الماجن .. لم تدري كيف تتصرف ، ولكنها وجدت حالها تتحرك للداخل بدون سابق تجهيز أو تخطيط لمواجهة ما ستراه ..
ولجت ليقشعر جسدها عقب رؤية هذه الوجوه الموجودة في الداخل .. هابت الأمر بشدة ، ولكنها لم تهتم لذلك في سبيل إخراجه من هناك ..
بحثت عنه بعينيها، كانت رؤيته وسط هذا الجمع من الرجال السكارى والفتيات العاريات أمر في غاية الصعوبة ..
ولكنها جاهدت من أجل إيجاده .. حتى لمحتهُ وهو يشرب كؤوس من الخمر على جرعات كثيفة ، وكأنه معتاد على الأمر وليست هذه مرتهُ الأولى ..
تجاوزت كل من قابلتهم ، وتحملت همسات الرجال لها ومغازلتهم الصريحة .. فـ ليذهب الجميع للجحيم ، المهم هو ..
وقبل أن يرفع الكأس لفمهُ ، كان كفها أسرع إليه لتمنعه من الشرب مجددًا .. ألتفت برأسه الثقيلة نحوها ليراها بتشويش ، فرك عينيه بقوة ثم نظر لها مجددًا وهو يهمس :

- ز.. يـنة !
زينة وهي تحدجهُ بعتاب عاطفي : أنت بتعمل إيه هنا ياريان ، ده مش مكانك
ريان وقد شعر بدوار شديد يهاجم رأسه : مشيت بعد كل ده ! ليه ! ؟
زينة وهي تجذب ذراعه لينهض : قوم معايا ياريان
ريان وقد بدأ يهذي : هو انا وحش ؟ بس انا حبيتها ؟ حتى لو كنت وحش مكنتش تسيبني
زينة وقد آكلتها الغيرة : بقولك قوم معايا دلوقتي
ريان وهو يستند برأسه على سطح البار : سيبيني بقا ، أنا عايز اقتلها.. أو تقتلني وارتاح قبل مااشوفها في حضن راجل غيري

_ جذبت ساعدهُ لتحثهُ على النهوض .. فبدأ لا إراديًا يستسلم لجذبها بدون وعي ، فهمست له :

- تعالى ياحبيبي ، قوم معايا
ريان وقد شعر بثقل جسدهُ وعدم توازنهُ : هي فين !

_ أوقفتها تلك العاهرة وهي ترمقها بإستحقار ، ثم رددت :

- رايحة فين ياحلوة ، البيه ده بتاعي انا
زينة وهي تحدجها بنظرات قاسية : أبعدي عننا ياشاطرة ، ده خطيبي
الفتاة عقب أن ضحكت ضحكة رقيعة : خطيبك !! أنتي هتستهبلي يابت ؟ سيبيه أحسنلك
زينة بصوت مرتفع : أعلى ما في خيلك أركبيه

_ جذبت ريان الذي كان جسدهُ ساخنًا للغاية ومرنًا لتغادر به ، ولكن أوقفتها الفتاة بعنف وهي تلكزها في كتفها صائحة :

- ماانا مش سيباكي تخرجي بيه من هنا غير على جثتي !
زينة وقد ارتفع حاجبيها بتحدي : بقى كدا ، تمام

_ عادت زينة خطوتين للوراء ، حيث أسندتهُ على المقعد الشاغر وعادت لتتعارك مع تلك العاهرة ..
سبتها بأقظع الألفاظ فبادلتها الأخرى بألفاظًا أكثر بشاعة حتى وصل الأمر لحد التطاول بالأيدي .. جذبتها زينة من شعرها وكادت تقتلعهُ من جذورهُ ، بينما نبشت الفتاة بأظافرها في يد زينة لكي تتملص منها ولكن دون فائدة ..
صرخت الفتاة صرخات مدوية جعلت الجميع ينتبه إليها ، فسكتت الأغاني وساد بعض الصمت لمتابعة هذه المعركة الساخنة التي نشبت للتو ..
وأخيرًا تخلصت الفتاة من يد زينة بعد تدخل الكثير من الفتيات .. فنعتتها بلفظ خارج و :

حبل الوريد...للكاتبة المتميزة ..ياسمين عادلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن