~~ حبل الوريد ~~
(( الفصل الثالث والثلاثين ))
_ وأخيرًا بدأ ألم الرأس والتشنجات الدماغية بالإنفصال عنها .. عقب أن أعطتها '' ناني '' نصف قرص مُخدر ، وادعت إنه مسكن قوي للآلام ..
وضعت رأسها على ظهر المضجع لتستريح قليلًا ، فقد عانت في الساعات السابقة من هذه الآلام المتفرقة برأسها وأكتافها ومؤخرة رأسها تحديدًا ..
والآن هي تشعر بحال أفضل وأحسن ..أهتز هاتفها المسنود على الكومود ، فمدت يدها لترى من المتصل ، وإذ به شقيقها يتصل بها ..
ردت عليه وهي تجتهد لإظهار نبرة طبيعية حتى لا يشعر بالريبة و :- أيوة ياريان ، طمني كارمن كويسة ؟
- أيوة هي بخير ، انتي عامله ايه طمنيني عليكي
تاج بصوت طبيعي : انا كويسه الحمد لله عمتي لما قالت لي على اللي حصل انا زعلت اوي
ريان وهو يتنهد بضيق : ربنا يعديها على خير ادعيلها عشان خاطري
تاج بنبرة متمنية : ربنا يقومها بالسلامة يا رب
ريان بفضول شديد : تاج هو مراد عندك ؟
تاج وقد انعقد حاجبيها بتعجب : لا مش عندي ليه بتسأل؟_ أبتسم ريان بسخرية وهو يردد :
- أبدًا مفيش
_ في هذه اللحظة تحديدًا ، ولج مراد بشكل همجي للحجرة دون القرع على الباب .. وهدر بصوت خشن عالي :
- إنتي يابت ، الزبالة اللي شوفتها خارجة من هنا دي تعرفيها منين ؟
_ أنتفضت تاج بفزع عقب هذه الحركة المباغتة ، حتى أن الهاتف سقط من بين يديها وهي تقول بتعلثم :
- إنت إزاي تدخل عليا من غير ما تخبط يامراد ؟
وبعدين انت بتكلم عن مين !
مراد وقد تحولت ملامحهُ للغباء والنية في العنف : البت الشمال اللي كانت هنا من شوية ، نانـي .. عرفتيها أمتى ردي عليا ؟
تاج وهي تواري إرتباكها : آ.. دي صحبتي ، زميلتي في التدريب_ قهقه بسخرية وتابع بلهجة لئيمة :
- زميلتك !! لا والنبي ؟
_ أقترب منها ، فانكمشت على نفسها بخوف من تعبيرات وجهه .. حتى وجدته يجذبها بعنف عن فراشها ويهزها بقوة وهو يصيح :
- البت دي لو عرفتيها تاني ولا شوفتك معاها هكسر عضمك ، انتي سمعاني
تاج وهي تتأوه متألمة من قبضتهُ المطبقة عليها : آآه ، أنت مش واصي عليا عشان تعمل كدا
مراد وهو يغرز أصابعها بذراعها : أنتي تسمعي كلامي وانتي ساكتة .. البت دي و*** وكل معارفها أشكال و*** ، ولو سمعت بس إنك كلمتيها ولا مقطعتيش معاها ، أنا مش هخليكي تخرجي من عتبة البيت تاني ، سمعتـي !_ دفعها لتسقط على الكومود ثم إلى الفراش .. سقط أبريق المياه فـ انكسر .. وبدأت هي في النحيب وهي تتحسس ذراعها ، ثم غمغمت :
- طول عمره حيـوان ! آآآه
_ كان يستمع لتلك المشادة القصيرة عبر الهاتف ..
وما أن شعر بذهاب '' مراد '' أغلق المكالمة حتى لا يشعرها بإنه قد لاحظ أي شئ ..
من الواضح أن شقيقتهُ سقطت في مأزق .. وإنه توانى عن الإهتمام بها گالسابق ،
فقد شغلتهُ الحياة وحبيبتهُ ، والإنتقام لنفسهُ ..
إذًا لابد من رجوع الأوضاع لمسارها الصحيح قبل أن يخسر شخصًا أعز إليه من نفسهُ '' شقيقتهُ '' .
أنت تقرأ
حبل الوريد...للكاتبة المتميزة ..ياسمين عادل
Romanceجميع الحقوق محفوظة للكاتبة ممنوع النقل او الاقتباس °°~ هذه الحرب لن تنتهي .. وهذا القدر الذي جمعنا قد بدّد أحلامنا أيضًا ، فأصبحنا گـسراب لا وجود له .. وإن كان حُبك هو حبل الوريـد ، فقد فرقنَّا دمِّ حبل الوريـد ~°