8

15K 413 8
                                    

  ~~ حبل الوريد ~~

(( الفصل الثامن ))

_ أرادت أن تمتنع عن مقابلتهُ ، وتخلق له الحجج والأعذار .. ولكن ينتابها الفضول أيضًا حول ما يفكر به بخصوص صديقتها المقربة ، لعلها تمنع وقوع مصيبًة ما ..
أرتدت ثيابها سريعًا وهبطت للأسفل بتردد شديد ..
حتى وجدته في إنتظارها بباحة الفندق الفسيحة ، توجهت نحوه وعلامات التبرم على وجهها .. وقبيل أن تهتف بلفٍظ واحد كان يشير لها نحو المقهى الخاص بالفندق وهو يردد :

- تعالي نشرب حاجة ونتكلم سوا
يسرا وهي تعقد ساعديها أمام صدرها بإعتراض : إحنا متفقناش على كدا ، قولتلي كلمتين وخلاص!
قُصي وهو يكبح رغبتهُ في الإنفعال : أكيد مش واحنا واقفين بالمنظر الملفت ده !

_ تحركت معه لداخل المقهى التابع للفندق ، حيث قام بطلب مشروبين من العصير الطازج .. ومن ثم أسترسل في حديثه وهو يدقق تركيزهُ في إيماءات وجهها و :

- بكرة عيد ميلاد كارمن ، وانا عايز أعملها surprise ( مفاجأة ) صغيرة من خلالكم

_ ضربت يسرا ببطن كفها على جبهتها ، ثم وبخت حالها بضيق وهي تردد :

- إزاي نسيت حاجة زي دي !
قُصي بنبرة مغترة : أنا عمري ماانسى حاجة تخص كارمن أبدًا
يسرا وقد تفهمت مقصدهُ الآن ، ولكنها لم ترتخي بعد : كويس إنك فكرتني ، وانا هعملها المفاجأة بنفسي
قُصي وقد ضاق ما بين حاجبيه : لأ ، هنــعملها.. سـوا

_ شدد على عبارته ليؤكد رغبته المتشددة في المشاركة بإحتفالات عيد مولدها .. كانت الفكرة مُقلقة بالنسبة لها ، فهي تعلم إلى أي مدى تبغض كارمن هذا الرجل ..
ولكنها تخشى أيضًا أن ترفض التعاون معهُ ، فـ يُدبر الأمر خلسًة لـ تسوء الأوضاع أكثر ..
أخفضت بصرها وراحت تطقطق أصابع كفيها بتوتر ، وهي تفكر في الأمر تفكيرًا شموليًا ..
من الممكن أن تجعلهُ يشاركها بأبسط الأشياء ، فتكون قد حققت المعادلة وفازت بضمان إلتزامهُ بالهدوء ..
ولكن تتبقى عقبة أخرى أشد صعوبة .. ريـــان !

...........................................................

_ لا تدري ! هل ما فعلتهُ هو الصواب أم الحماقة بعينها؟
هي أرادت ألا تجعل الفرصة سانحة أمامهُ لكي ينفرد بالتخطيط لهذا اليوم المميز .. لذلك وافقت على مشاركتهُ ، ولكن كان لـ نهاد رأي آخر :

- بصراحة مش مرتاحة لليوم بتاع بكرة ده ، خصوصًا إن ريان كمان موجود معانا هنا .. أنتي عارفة ممكن يعمل إيه! ده هيرتكب جناية
يسرا وهي تعض على شفتيها بقلة حيلة : مكنش في حل تاني ، مش أحسن ما كنت سيبته ورفضت .. الله أعلم كان هيرتب إيه من ورانا ، إنما لما أكون معاه في الصورة أكيد هنتحكم في الموضوع ويظهر إننا إحنا اللي رتبنا للـ party دي
نهاد وهي تفرك رأسها بتفكير : طب وهتعملو إيه ؟
يسرا وقد تلوت شفتيها بإزدراء : هنعمل حفلة في الكافية بتاع الفندق ، هو قالي هيظبط الموضوع مع الأدارة هنا وكل اللي عليا إني أخلي كارمن تحضر

حبل الوريد...للكاتبة المتميزة ..ياسمين عادلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن