16

12.1K 410 12
                                    

~~ حبل الوريد ~~

(( الفصل السادس عشر ))

_ وبمجرد أن سحب الأمان الخاص بسلاحهُ وشرع بالفعل بالضغط على الزناد .. ركضت كارمن نحوه لتضع كفها على فوهة السلاح ، فتأذى كفها بفعل هذه الطلقة التي أصابت يدها .. صرخت صرخة عنيفة وهي تدفعهُ للخلف حتى يتوقف عن هذا الجنون ، بينما أنتقل والدها إليها راكضًا ليلحق بها قبل أن تسقط أرضًا .. وبصوت مفطور صرخ بـ :

- كـــارمـــن !
كارمن وهي تتأوه من شدة الألم : آآآآه

_ حضرت لطيفة على أثر هذه الأصوات التي دبت فيها الفزع .. فوجدت هذا المشهد ، لتصرخ بشدة وهي تقول :

- كارمن !! بنـتي ؟

_ كل هذا في أقل من دقيقة .. وهو لا يزال فاقدًا قدرتهُ على إستيعاب ما يحدث ، تجمد عقلهُ وهو ينظر إليها وحتى الحديث لم يقوَ على النطق به .. حتى فاق من غيبوبتهُ ليتفاجأ بـ جلال يقبض على تلابيبهُ ويهزهُ بعنف وهو يصيح فيه :

- أنا هوديك في داهية ! مش هسيبك ولا انت ولا ابوك ! عايزين تاخدو مني بنتي زي ما خدتو مراتي ! مش هيحصل ، هسجـــنك ياريـــان
ريان وما زال بصرهُ عالقًا عليها : كـ ... كارمـن !

_ تركتها لطيفة وراحت تستنجد بسيارة إسعاف عبر الهاتف ..

................................................................

_ خرج '' قُصي '' من مقر أحد البنوك الشهيرة بـ أسطنبول ، وبدأ في إستخدام هاتفهُ و......

- عملت إيه طمني ؟.. يعني إيه معرفتش ؟ قولتلك عايز أنزل مصر أحضر جنازتهُ .. أتصــرف

_ تبدلت ملامحهُ الهادئة لأخرى شديدة القسوة ، بينما تابع الطرف الآخر حديثهُ و....

- يعني إيه ! إيه اللي حصل عندك ؟

_ بُهت فجأة .. وأنفرجت شفتيه بعدم تصديق وهو يتابع :

- كــارمن !! وإزاي ده حصل ؟

_ قصَّ عليه هذا العميل الذي يعمل لصالحهُ ما أكتشفهُ أثناء مداهمة قصر آل دغيدي .. فأنتفض داخله وفزع عندما علم ما أصاب حبيبتهُ ، وشعور فقدانها أصابهُ بالجنون .. فصرخ فيه بحدة :

- تفضل قدام المستشفى وعينك متغفلش عنها ، لالا انا هنزل في أول طيارة .. مش هكمل شغل دلوقتي ، سلام

..............................................................

_ كانت إصابتها بسيطة ، ولكن حُبهم لها جعل الأمر في ذهنهم غاية في الخطورة ..
ظل ريان واقفًا بالردهة المطلية باللون الأبيض .. ذات الرخام اللامع ، يُحدث حالهُ وكأنه أوشك على الجنون .. في حين وقف جلال بعيدًا عنه بصحبة المربية الخاصة بإبنتهُ '' لطيفة '' .. ينظر بحقد شديد نحوهُ ، يتمنى لو برك عليه وأنقض على رقبتهُ حتى يلفظ أنفاسهُ الأخيرة ..
خرج الطبيب في هذا الآن وهو ينزع عنهُ قفازاتهُ الطبية فركض إليه ريان بجسد متثلج، فـتقدم نحوهم الطبيب وهو يردد :

حبل الوريد...للكاتبة المتميزة ..ياسمين عادلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن