~~ حبل الوريد ~~
(( الفصل الثاني ))
_ عقب أن سمح له الحرس الخاص بها لعبور البوابات الرئيسية .. عبر الرواق وصف السيارة في منتصفهُ ، ثم ترجل عنها وسار ما تبقى من الطريق سيرًا على الأقدام ..
وضع الغليون خاصتهُ بين شفتيه ونفث بها بإنفعال مكتوم ..
وكأن هذا التبغ المحترق الذي يمر على ضلوع صدرهُ قادرًا على إمتصاص هذا الكمّ الهائل من الغضب الكامن بداخله ..
رفع رأسهُ لينظر نحو أحدى الشرفات ، فهيأ له خياله بإنها تقف في الشرفة منتظرة قدومهُ .. أخفض بصره وهو يطرد زفيرًا مختنقًا من صدرهُ ليشعر بحركة فتح باب القصر ..
كانت لطيفة هي التي تقف لمقابلته ، فأنتقل بخطواته نحوها وهو ينطق- عايز أقابل كارمن هانم
لطيفة بلهجة مقتضبة : هي فوق ونازلة دلوقتي_ تقدم خطوتين ليلج للداخل ، ولكنه تفاجأ بها ترفع كفها في وجهه وتقول بشكل فظ
- حدودك لحد هنا ، الهانم الصغيرة أمرت بكدا
_ أفتر ثغرهُ عن إبتسامة باردة ، ثم وضع الغليون الخاصة به بين شفتيه ليسحب نفسًا عميقًا منها .. ودس يُسراه في جيب بنطاله..
_ وقفت '' كارمن '' أمام المرآة العريضة عقب أن بدلت ثوبها بثوب آخر أكثر رسمية ليتلائم مع هذه المقابلة .. أنتقتهُ أسود اللون ، ثم وضحت وشاح رقيق ورفيع من اللون الأسود حول عنقها وعقدته بشكل أنشوطة من جانب نحرها ..
نظرت لوجهها الذابل في المرآة ، فآلمتها هذه الحالة التي هي عليها وأدت لتبدل ملامحها الجميلة وقبضت على جفنيها بعنف ..
ثم قامت بوضع مواد تجميلية تساعد على تفتيح هذه الهالة السوداء التي تكونت أسفل عينيها ..
ثم لملمت شعرها ورفعته للأعلى مكونة ما تسمى ب ( كحكة) ، وثبتتها بدبوس معدني أنيق ..
خرجت عن حجرتها لتمر بالرواق المفترش ببساط نبيذي سميك ثم وقفت بالأعلى لتطل برأسها نحو الأسفل ، حاولت أن ترى طلتهُ ولكن كانت المربية '' خاصتها '' تشكل مانعًا له حتى لا يمر .. فسحبت شهيقًا عميقًا لصدرها وتحركت بشجاعة لتهبط الدرج .. فكان '' قُصي '' يقف على أولى درجات السلم ليستقبل نزولها ، بينما كان ريان ينظر لساعة يدهُ بضجر ..
فقد تعمدت تركه ينتظر لأكثر من خمسة وعشرين دقيقة ، زفر الدخان من صدرهُ وكاد يتحدث بلهجة متبرمة و....- لو الهانم بتاعتك مش فاضية آ....
كارمن وقد ظهرت أمامهُ من خلف المُربية : أدخلي انتي يالطيفة_ تحركت لطيفة بهدوء بينما وقفت كارمن بثبات شديد تحدجهُ بنظراتها المفترسة .. فبادلها هو بنظرات أكثر عدائية ، دس يدهُ في جيب بنطالهُ وأخرجها وقد حوت هذه البطاقة المطوية التي وُضعت وسط الزهور ..
رفعها أمام عينيها وهو ينطق مستنكرًا بصوت صارم- أعتبر إن البداية من عندك ؟
كارمن وهي تهز رأسها بالنفي : لأ ، البداية جت منك .. وعليك تتحمل كُل النتايج ، كُل اللي خسرته بسببك هرجعهُ تاني
ريان وهو يتعمد الضغط على جرحها المفتوح ليزيد من آلامها : وهتقدري ترجعي أبوكي من الموت كمان !
أنت تقرأ
حبل الوريد...للكاتبة المتميزة ..ياسمين عادل
Romanceجميع الحقوق محفوظة للكاتبة ممنوع النقل او الاقتباس °°~ هذه الحرب لن تنتهي .. وهذا القدر الذي جمعنا قد بدّد أحلامنا أيضًا ، فأصبحنا گـسراب لا وجود له .. وإن كان حُبك هو حبل الوريـد ، فقد فرقنَّا دمِّ حبل الوريـد ~°