~~ حبل الوريد ~~
(( الفصل الثامن والعشرين ))
_أغمض عينيه وفتحهما مرة أخرى ليتأكد من وجودها .. فصدقت عيناه ، نهض عن المقعد وتجاوزها ليخرج عن حجرة المكتب ، فـ انعقد ما بين حاجبيها بذهول وهي تتعقبه وتردد بتذمر :- إنت رايح فين وسايبني !
_ أتجه نحو باب الشُقة ليتأكد من إنه مغلق .. ثم التفت إليها وما زال مصدومًا من كيفية وجودها هنا الآن ، حدجها بترقب وهو يتسائل :
- أنتي دخلتي هنا إزاي ؟ أنا قافل الباب ورايا كويس !
كارمن وهي تعقد ذراعيها أمام صدرها ، ثم نطقت بلهجة مغترة : أنا أدخل أي مكان أنا عوزاه.. أنت بقى دخلت هنا إزاي؟
ريان وهو يقوس شفتيه بإستنكار : وانا كمان أدخل المكان اللي عايزه .. براحتي_ أقتربت منه وهي تنظر لهذه الأوراق الموجودة بين يديه ، ثم هتفت بإعتراض :
- إيه اللي جابك هنا ياريان ؟ قُصي لو عرف إنك دخلت شقتهُ مش هيسكت
ريان وقد أحمرت شعيرات عينيه بحدة : أنا مبخفش من حد ياآنسة
كارمن وهي تشير بعينيها نحو تلك المستندات : وإيه اللي في إيدك ده ؟
ريان : ملكيش دعوة_ صوب وجهتهُ نحو حجرة المكتب فتعقبت أثرهُ وهي تصيح بضجر :
- لأ ليا وهتقولي دلوقتي آ...
- ششش ، وطي صوتك ده !_ أبتلعت ريقها وهي تكتم صوتها الذي ارتفع فجأة دون قصد .. بينما رمقها هو بتبرم وهو يردد :
- أحب أبشرك .. هتتجوزي واحد مجنون
_ رفع أحدى الورقات أمام عينيها وهو يقول بسخرية :
- جوزك المستقبلي كان بيتعالج وهو صغير في مستشفى في كاليفورنيا ، من مرض نفسي كان بيأثر على سلوكهُ
كارمن وقد جحظت عينيها بصدمة : إيــه !
ريان وهو يبتسم بتشفي : يازين ما اختارتي ، واحد مجنون وليه سوابق نفسية كمان !_ أبتلعت ريقها بتوجس عقب أن علمت بتلك الحقيقة الخطيرة .. هي كانت تدعي جنونهُ ، وأصبح إدعائها حقيقة على أرض الواقع لا هروب منها .. رمشت بعينيها عدة مرات وهي تتذكر كلماتهُ الموحية بإمتلاكهُ لها و إنه لن يتركها لغيره ، وباتت مصدقة تلك الوعود أكثر من ذي قبل ..
فـ هو مجنون فعليًا بشهادة المستندات ..
لاحظ ريان خوفها الذي ظهر على وجهها فجأة ، فأراد أن يتلذذ برؤيتها هكذا أكثر وأكثر .. فـ أقترب منها وهو يزأر بصوتٍ مخيف :- مش بعيد يكون ناويلك على نية سودا ، أو يكون راجل سادي مثلًا !
كارمن وهي تشهق بصوت مسموع : هـــا !
ريان مستكملًا حلقة الرعب التي بدأ بها : أو يحبسك ويعزلك عن الناس .. عشان بيغير عليكي من الهوا ، وممكن يقتل أي حد يبصلك بصة واحدة ويقتلك انتي شخصيًا و....
كارمن وهي تضع كفها على فمهُ لتسكتهُ : يامــامــا ! بــس والنبي
ريان :..............
أنت تقرأ
حبل الوريد...للكاتبة المتميزة ..ياسمين عادل
Romanceجميع الحقوق محفوظة للكاتبة ممنوع النقل او الاقتباس °°~ هذه الحرب لن تنتهي .. وهذا القدر الذي جمعنا قد بدّد أحلامنا أيضًا ، فأصبحنا گـسراب لا وجود له .. وإن كان حُبك هو حبل الوريـد ، فقد فرقنَّا دمِّ حبل الوريـد ~°