اليوم الرابع

155 9 0
                                    

-الواحدة ظهراً-
ذهبت لأشرب القهوة عند الحديقة العامة، وضعت السجادة أعلى العشب الأخضر المبلول قليلاً الذي يشعرك أن الهواء أكثر بروداً مما هو عليه، كل الوجوه مألوفة في الحديقة، فتحت الكتاب المهترئ الذي احضرته معي، رواية أخرى لـ تشارلز دكينز، إنني أحب الرواية التي تعبر عن مأساة، ربما أنا أبحث عن شعور، وربما لا يمكن لـ المسوخ أن يقرأوا رواية مأساوية، وربما أنا الانسان الوحيد في مدينة الأشباح هذه -نظرت إلى السيدة روز وهي تطعم كلبها-
استلقيت بعدما انتهيت من القهوة ، سرحت بجمال الغيوم وهي تغطي الشمس، توقفت عن القراءة لأعطي هذه اللحظة حقها فالغيوم لا تأتي كثيراً في هذه المدينة ، ظهرت الشمس قليلاً من بين الغيوم وادرت وجهي الى اليمين، ورأيت امرأة... انها ليست عجوزاً!
لون بشرتها البيضاء وشعرها الأسود الطويل وشعاع الشمس عليها ذكرني بمقولة "كيف تحل الشمس في قمر والشمس لا ينبغي أن تُدرك القمر" نظرت اليّ وأنا مندهش من وجودها هنا فابتسمت، ادرت وجهي ودفنت وجهي في الكتاب، وبعد ١٥ ثانية قلت لنفسي مالذي افعله، ف نزلت الكتاب ووجدتها مع روز العجوز، وذهبوا معاً إلى خارج الحديقة.

-الساعة الرابعة عصراً-
مررت بجانب مبنى روز العجوز ورأيتها تدخل معها .. لابد أنها قادمة من مدينة أخرى لتزورها، الشيء الوحيد الذي اعرفه عن روز، ان زوجها قد توفى، يالها من كمية معلومات لـ شخص معتل اجتماعياً.

-الساعة الثامنة ليلاً-
كم أكره الليلة التي قبل يوم العمل... على الرغم من انني لا افعل شيئاً في عطلة نهاية الاسبوع، إلا أنني استمتع بأني لا افعل شي، أنا أجيد أن لا أفعل شيء أكثر من عملي.

المعتل اجتماعياً... أنا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن