رن الهاتف ليقطع التوتر الذي تمر به سارة إستأذن جورج حتي يجيب على المكالمة مع شركة يابانية يعمل معها ابتعد قليلا حتي يناقش أعماله بإرتياح وترك سارة وحيدة مع مارك مما زاد ارتباكها وتوترها وظلت صامته بضع دقائق علي أمل أن ينهي زوجها مكالمته بسرعة ولكنه تأخر لم يستطع مارك الاحتمال أكثر وبادر علي الفور بالسؤال "كيف حالك سارة؟ "
إبتلعت ريقها بصعوبة وألم
سارة : مضحك التقينا بعد سنوات وهذا ما تريد أن تعرفه! !كيف حالي برئيك؟
مارك :تبدين مختلفة عن آخر مرة التقينا بها
سارة : بالطبع وقتها كنت فتاة صغيرة واليوم انا إمرأة ناضجة وقوية صنعت نفسي من الصفر بنفسي
مارك :وهذا رائع بالفعل أهنئك اصبحتي سيدة مجتمع مذهلة .
صمتت سارة في ذهول من كلمات مارك الخالية من المشاعر وكأنها أرادت منه اهتماما أكبر أو ربما إعتذار فقد كان الجرح عميق لدرجة لم تشفيه سنوات السعادة التي عاشتها مع جورج والأولاد ثم استطرد مارك قائلا "اذا أصبح لديك أولاد من جورج؟ "
هنا شعرت بسكين يخترقها بدون رحمه فلم تستطع حبس دموعها التي سبقت ايجابتها "كلا لم أستطع الإنجاب "
مارك :انا اسف حقا ظننت انه لديكم ولدين؟
سارة : أولاد جورج وبالفعل انا أمهم حتي لو لم انجبهم انهم أولادي
مارك : لقد كافئتك الحياة علي التعب والحزن الذي عشته في سنواتك الأولى اتمني ان تظلي سعيدة
سارة : وماذا عنك؟ هل حققت ماتريده؟
مارك :بالطبع انا اليوم أفضل جراح قلب في بريطانيا لدي زوجه وإبنه وانا سعيد معهما للغاية
سارة : مؤسف لم تنل ماتستحقة الحياة ظالمة بالفعل.
مارك :ماذا تقصدين؟
سارة : آسفة يامارك ولكنك لاتستحق أن تعيش السعادة التي حصلت عليها ابدا زوجة وابنة! !هذا كثير عليك
مارك : سارة مازلتي حاقدة علي السنوات الماضية؟
سارة : حاقدة! ظننت اني قد نسيت ولكن عندما رئيتك فتحت كل جراحي وكأنها حدثت بالأمس
مارك :سارة انا. ..
سارة : أخبر جورج اني متعبة وذهبت للنوم.
وقفت سارة بسرعة وابتعدت قبل أن يقترب زوجها حتي لا يلاحظ غضبها ودموع عينيها اتجهت الي غرفتها وماإن أغلقت الباب حتي انهارت علي الأرض وبدأت بالبكاء بحرقه .
في لوس انجلس وصل ساميول وجايكوب الي المستشفى مع جاين التي ظلت مصرة طوال الطريق أنها بخير ولكنهما اصرا علي أخدها حتي يطمئنا أكثر وما إن وصلو الي المستشفى استقبلهم قسم الإسعاف أخبرهم ساميول أنها مصابة في حادث سير فأدخلها علي الفور حتي يتم فحصها ومعالجة الجرح في ساقها وظل ساميول وجايكوب في غرفة الانتظار
جايكوب : لا أصدق كيف حدث هذا بسرعة!
ساميول : ولا انا
جايكوب : هذه الفتاة هي الفراشة الذهبية؟
ساميول : آه أجل فراشتي الذهبية
جايكوب : كدت اقتلها انا اسف ولكن كم عمر الفراشة الجميلة تبدو صغيرة
ساميول : ثمانية عشر
جايكوب : ماذا!! حقا سام ثمانية عشر أنها طفلة يارجل مابك؟
ساميول : لم أقل اني سوف اتزوجها انا فقد معجب بها من الناحية الجسدية جايك
جايكوب : في هذا الأمر انت محق أنها فاتنه حسنا مالضرر لو تسلينا قليلا إن لم تعجبها انت قد اعجبها انا ها
ساميول : انت غير معقول ياصديقي.
بعد حوالي نصف ساعة خرجت جاين تبدو بخير غير أنها تعرج بساقها بعض الشئ
جاين : آسفة حقا اربكتكما وجعلتكما تنتظران
جايكوب : لا ابدا انا من علي الاعتذار لقد كنت مسرعا ولم انتبه اتمني ان تسامحيني
ابتسمت جاين بخجل وهي تهز رأسها لتوضح للشابين بأنها بخير تماما ولا توجد أي مشكلة اقترب ساميول منها أمسك يدها حتي ترتاح علي الكرسي ثم ذهب جايكوب لإنهاء إجراءات المستشفى حتي يتمكن من المغادرة بقيت جاين برفقة ساميول الذي ظل ينظر نحوها بطريقته المريبة التي تجعلها دائما مرتبكة وخائفة ثم تنهد بعمق وجلس الي جانبها مما زاد توترها وسألها " ماذا تفعلين هنا؟"
جاين : كان علي مغادرة الميتم وكنت ذاهبة الي فيغاس لدي صديقة تعمل هناك كانت قد دبرت لي عمل ولكن السيدة سارة عرضت علي لمجيئ الي هنا قالت بأنها سوف تساعدني علي الاستقرار في لوس انجلس وصلت في وقت متأخر وكنت امشي في شوارع المدينة وو...
ثم نظرت إلى ساميول وجدته يبتسم بلطف وهو يستمع إلى حديثها فضحكت بدورها
ساميول : لما توقفتي أكملي رجاءا
جاين : يألهي انا آسفة أتحدث كثيرا عندما اتوتر
ساميول : لامشكلة تبدين أجمل عندما تتحدثي
كلمات ساميول أشبه بغزل أو شعر جعلت جاين تصمت تماما فقد حافظت علي ابتسامتها الخجولة في داخلها ظلت تشعر بشيء غريب يحدث لم تستطع تفسيره ثم جاء جايكوب حتي ينهي هذه الليلة الغريبة ويغادران أصرت جاين أن تستقل سيارة أجرى وتذهب وحدها بالرغم من إلحاح الشابين لكنها كانت أكثر عناد منهما أوقف جايكوب سيارة أجرى ووضع حقيبتها الصغيرة في الخلف وقبل ان تغادر جاين توقفت حتي تسأل عن سبب وجودها في هذه المدينة سارة هايستنغ .
جاين : مهلا لحظة انتظر قليلا هل يمكنك أن تصنع لي معروفا رجاءا
ساميول : بالطبع اسألي ماتريدين
جاين : سارة هايستنغ كيف يمكن ان اقابلها؟ انت تعمل لديها لابد وأنك تعرف كيف
ساميول : أجل بالطبع السيدة سارة سوف تعود من رحلتها غدا يمكنك مقابلتها في اليوم التالي
جاين : حسنا أين تقع شركتها
ساميول : لو أخبرتك ستعرفين المكان؟
جاين : سائق التاكسي سوف يعرف بالتأكيد
ساميول : مارأيك لو اخدتك بنفسي بهذه الطريقة لن تضيعي ابدا
جاين : لااريد أن اتعبك حقا
ساميول : لا مشكلة انه مكان عملي بكل الأحوال اعطيني رقم هاتفك حتي اتصل بك.
أعطت جاين رقم هاتفها لساميول ثم ركبت سيارة الاجرى ورحلت وظل ساميول يراقب السيارة حتي اختفت عن الأنظار تماما ثم رحل مع صديقه الذي قضى الليلة في منزل هايستنغ وفي صباح اليوم التالي جورج وسارة عادا من رحلتهما القصيرة جدا في وقت مبكر لم تستطع سارة إيقاظ الأولاد أخدت ترتب أغراضها بينما توجه جورج الي المكتب حتي يباشر عمله لم يكن يستطع تأخيره أكثر
استيقظ ساميول حوالي العاشرة وظل آدم وجايكوب يغطا في نوم عميق خرج من غرفته نزل الدرج وتوجه الي المطبخ عندما اشتم رائحة الكعك الذي تعده سارة في أيام الايجازة عرف علي الفور أن أمه في المنزل اقترب من الباب بحذر ووقف ينظر نحوها وهي تخرج الكعك من الفرن
ساميول : يالها من رائحة جميلة
سارة : آوه أميري الوسيم استيقظ أخيرا ظننت انك سوف تكون في الشركة الآن
ساميول : صباح الخير امي حمد الله على السلامة
سارة : صباح الخير بنى تعال اجلس حتي أحضر لك الشاي لتذوق الكعك
ساميول : وأخيرا ليكن في علمك سيدتي أنهيت جميع أعمالك العاجلة الليلة الماضية
سارة : اعرف اني أستطع الاعتماد عليك
دخل آدم و قد استيقظ لتوه وقام بحضن سارة من الخلف كعادته.
آدم :امي من الجيد انك عدتي اشتقت اليك
سارة : ولهذا لم تحضر الحفل!
آدم :انا اسف حقا كانت حفلة صغيرة لااعرف كيف انتهي بي الأمر نائما
جايكوب : أستطيع أن أخبرك انه الكحول أيها الصغير. ..صباح الخير سارة تهانيا لقد كان الحفل ناجحا للغاية
سارة : هاقد جاء الآخر صباح الخير وشكرا لك
جايكوب : آسف لم أستطع الحضور أعلم انك غاضبة مني اعتذر كان لدي سباق مهم
ساميول : لاتسامحيهم ياامي ليس بهذه السهولة برأي لا يأكلا من الكعك
آدم :يألهي أخي المحب والكريم لاتفعل هذا أرجوك
جايكوب : ياصديقي بحق السماء سارة لاتكوني ظالمة رجاءا
ساميول : تستحقان أكثر من هذا لعدم ولائكما
سارة : حسنا ياشباب هذه المرة قررت ان اكون طيبة القلب اجلسا حتي أعد الفطور هيا
آدم :انتي ملاك الرحمة يامي
سارة : لا تظن اني نسيت فعلتك سوف احاسبك في وقت لاحق.
جلس الثلاثة علي طاولة المطبخ وبدأت سارة في إعداد الفطور فقدمت الشاي لساميول وقهوة لجايكوب وعصير البرتقال لآدم مع الكعك الساخن الذي أعدته لتوها ثم دخلت صديقتها ايلا التي هاتفتها صباحا وطلبت منها المجيئ.
ايلا : ماذا تأكلون الكعك من غيري؟
وبدأ الجميع سعداء ومبتسمين لرؤية المرأة خفيفة الظل والمحبة ثم اقتربت حتي تقبل كل منهم فقد كان ثلاتهم مثل أولادها تماما عرفتهم منذو طفولتهم وحتي اليوم الذي أصبح كل واحد منهم رجل ناضج وهذا لحسن حظها فهي غير متجوزة وليس لها أولاد أو عائلة شقيقها يعيش في فرنسا مع زوجته وأولاده وشقيقتها تقيم في النمسا مع عائلتها كانت لتكون وحيدة تماما لولاوجود سارة والأولاد في حياتها.
سارة : تعالي لنجلس في الحديقة وحدنا حتي نتحدث بهدوء
آدم :أمور نساء!
ايلا : أحسنت أيها الولد الذكي
ساميول : لاتهتمي ياA يلزمه الكثير حتي يعرف كيف يتكلم مع السيدات
جايكوب : سوف نهتم به ياA أعدك لن تعرفيه بعد عدة سنوات
ايلا : هذا صعب قليلا أيها الشباب اتمني لكما الحظ الجيد.
خرجت ايلا وسارة الي الحديقة حيث الشمس مشرقة والهواء لطيف جلسا علي الطاولة الخشبية وقدمت سارة الشاي والكعك لصديقتها التي ظلت تنظر إليه وكأنها تعرف أن ماسوف تخبرها به سيئ.
ايلا : حسنا استسلم هيا تكلمي حب بالله!
سارة : أحبك لأنك تفهمين مابي ياصديقتي
ايلا : ماذا حدث؟ تشاجرتي مع جورج
سارة : كلا بل اسواء.
تنهدت سارة بضيق وهي تحاول أن تنسي ماحدث الليلة الماضية ولكن دون جدوى قالتها بحزن كبير
سارة : قابلت الليلة الماضية مارك
ايلا : مارك! مارك واتسن؟
سارة : هو بذاته
ايلا : يألهي سارة كيف يمكن ان يحدث أمر كهذا
سارة : اتضح انه يعرف جورج فقد خضع للفحص عندما كان في لندن ومارك هو طبيبه
ايلا: العالم صغير بالفعل
سارة : عندما اخبرني جورج أن صديقه من لندن طبيب مشهور وقد دعاه علي العشاء لم أكن ابدا أتخيل أن يكون مارك
ايلا : وكيف كان رد فعله عندما التقيته ارجو ان لا يكون قد أخبر جورج عن ماضيك
سارة : لا لم يخبره أي شي حتي انه لم يبدي أي رد فعل بدأ وكأنه شخص غريب عني تماما شخص مختلف مجرد من المشاعر شخص مخيف
ايلا : حسنا لطالما كان كذالك ياعزيزتي مافعله بك يثبت أنه عديم الإحساس بالفعل
سارة : كنت أظن اني قد نسيت ولكن عندما قابلته كل ما عشته معه بدأ وكأنه بالأمس
ايلا : مضي وقت طويل يجب ان تنسي حياتك الآن هنا مع جورج والأولاد والعمل الذي بنيته انتي اليوم سارة هايستنغ عليك أن تنسي حياتك السابقة
سارة : لم أستطع ايلا لم أستطع كان يتفاخر أمامي بإنجازاته وعائلته أصبح لديه زوجه وإبنه وانا لم. ..
ايلا : سارة آدم وساميول أولادك انتي لم تنجبيهم ولكنهم أولادك
سارة : اعرف هذا وانا أحبهما من كل قلبي وكأني أمهم الحقيقية ولكن ابنتي لااستطيع أن انسي ابنتي.
كافحت سارة لتحاول مسح دموعها أمسكت ايلا يدها حتي تواسيها ثم جاء آدم وهو يركض بسرعة وكأنه يهرب من شي ما
آدم : جاين أجل أنها جاين اسم الفتاة هو جاين.
![](https://img.wattpad.com/cover/164703953-288-k781905.jpg)
أنت تقرأ
بين ماضي وعشق ❤
Romanceجاين فتاة في الثامنة عشرة لاتعرف شي عن ماضيها تلتقي بسيدة الأعمال المشهورة وزوجة الرجل الثري جورج هايستنغ سارة هايستنغ التي تهرب من ماضيها المرير وسنوات الفقر والعذاب وسر يجمعها بالدكتور مارك واتسن ظنت انه لن يكشف ابدا ساميول هايستنغ الأبن الأكبر ل...