احبك

254 24 0
                                        

جلست علي حافة النافذة تضم ساقيها الي صدرها كالعادة تحتضن نفسها بنفسها غارقة بدموعها تفكر في كل ماحدث معها وكأنه حلم جميل تحول الي كابوس مرعب حاولت السيدة مادلين التكلم معها ولكن جاين رفضت فتح الباب حتي لصديقتها دينا لم تكن مستعدة للتكلم عن الليلة الماضية ولا حتي لتذكر ماحدث اما ساميول جلس في الاجتماع ولكن قلبه وعقله ليس معه لم يكن يستمع ولم يشارك حتي وكأنه في عالم مختلف حتي أخرجت سارة صور جاين لاختيار الصورة الأفضل من أجل المسابقة عندها تذكر اول مره قابلها في الفندق ذالك الاحساس الذي شعر به عندما وقعت بين ذراعيه تلك المشاعر التي ولدت بينهما في ذالك اليوم لم يشعر بها من قبل ابدا ثم وقف واستأذن للرحيل قائلاً"يجب ان اذهب" حاولت سارة التكلم معه لكنه خرج مسرعا  اتصلت سارة علي الفور بالشخص الوحيد الذي يمكن أن يعرف لما يتصرف ساميول بهذه الطريقة صديقه جايكوب "جايك ارجوك سام ليس بخير حدث شيئ ما لااعرف ماهو غادر الشركة بسرعة وبدأ مشوش" وعدها بأنه سوف يتحدث اليه"حسنا اعرف اين أجده لا تقلقي" بينما حاولت دينا بكل الطرق حتي إستطاعت اخيرا الدخول الي جاين والتحدث معها وقد بدا عليها التعب والحزن فكانت عينيها حمراء ومنتفخة من شدة البكاء
دينا :اه ياعزيزتي ماذا حدث لك فجأة؟
جاين :لقد خدعت ظننته يحبني ولكن كنت مجرد تسلية بالنسبة له
جلست دينا حتي تسمع من صديقتها ماحدث فتابعت "أعطيته كل شي قدمت له حباً غير مشروط ولكنه لم يكن كافي لم يكن حقيقي"
دينا :لااعرف ماحدث ولكن حذرتك ياجاين لايزال الوقت مبكراً لخوض علاقة حقيقية
جاين :الوقت غير مهم ابدا فقد توقف الزمن بالنسبة لي عندما إلتقينا لم يعد اي شي يعنيني بعد ذالك اليوم
دينا :مالذي فعله بعد ليلة امس
وضعت يدها على رأسها متألمة" لاشيء انتهت أحلامي سحبني من الأرض الي السماء ليلاً وعندما حل الصباح سطت على الأرض بقوة" جلست دينا بجدية لتفهم ماحدث معها بينما بحث جايكوب مطولا عن صديقه ساميول حتي وجده اخيرا يجلس في النادي الذي اعتادا السهر فيه وقد بدا يشرب بشكل جنوني
جايكوب :تشرب في واضح النهار غير معقول!!!
ساميول :ها جايك صديقي اهلا بك
جايكوب :انا غاضب منك حقا انتظرتك طويلا الليلة الماضية وهاانا ابحث عنك منذ الصباح
ساميول :تبحث عني انا! لماذا هل انا ضائع؟
جايكوب :شربت كثيرا ياسام
ساميول :ليس الكثير بضع كوؤس فحسب
جايكوب :ماذا جرى معك حتي أصبحت هكذا؟
ساميول :لقد طارت فراشتي الذهبية رحلت بعيدا عني وتركتني وحيدا
جايكوب :تشاجرت مع جاين؟
ساميول :جاين مجرد ذكر اسمها يؤلمني ترى كم تتألم هي الآن
جايكوب :لنغادر حتي تستجمع نفسك ونتحدث.
رحل الاثنان الي بيت جايكوب اتصل بسارة واخبارها انهما معا ثم حضر الكثير من القهوة حتي يستيقظ ساميول من المشروب وعندما افاق تحدثا مطولا في كل ماحدث
جايكوب :ماذا ستفعل الان؟
ساميول :لااعرف حقا
جايكوب :لااصدق فتاة صغيرة فعلت بك كل هذا!!
ساميول :ولاانا أصدق أردت الحصول عليها بأي ثمن ولكنها حصلت علي بدون أن تدرك حتي سيطرت علي عقلي وقلبي وقعت في فخ نصبته لها
جايكوب :مازلت لااصدق!! سارق قلوب الفتيات أمير الطبقة المخملية ساميول هايستنغ يقع في الحب
ساميول :هل تسخر مني الان؟ لاعليك سوف اذهب واحل مشاكلي بنفسي
جايكوب :لالا انتظر سوف اساعدك الانك صديقي
ساميول :اظنها لن تسامحني ابدا
جايكوب :ستفعل صدقني سوف ترى
ساميول :مالذي يجعلك متأكد هكذا جاين مختلفه جدا وثقت بي وخذلتها كيف ستسامحني
جايكوب :ثقتها بك تعني حبها الكبير لك في رأسي شيئ قد يصلح الأمر ثق بي انت ايضا
بينما كانت جاين تتحدث مع دينا سمعا صوت ضجة في الأسفل نزلتا بسرعة فوجدا السيدة مادلين ممدة على أرضية المطبخ صرخت جاين واصيبت بالهلع وحاولت دينا ان ترش الماء على وجهها حتي تستيقظ دون جدوى ركضت الفتاتان وأحضرا سيارة اجرى واخدها الي المستشفى العام في الحي ادخلوها الي قسم الإسعاف وبعد دقائق خرج الطبيب حتي يخبرهم بحالتها الصحية وعندما التقى جاين عرفها علي الفور لكنها لم تنتبه له فقد كانت مشغولة وقلقة بسبب ماحدث
دينا :دكتور كيف حالها؟
مارك :حالتها مستقرة لا داعي للقلق مجرد إرتفاع في ضغط الدم وهذا امر طبيعي في سنها
جاين :هل يمكننا رئيتها؟
مارك :بالطبع يمكنكم الدخول فقد إستعادة وعيها
دينا :حمدا للرب شكرا لك دكتور
دخلت دينا وقبل ان تلحق بها جاين امسك بها مارك "هل يمكننا التحدث قليلا في مكتبي؟" بدأت مستغربة وزاد قلقها ولكنها تبعته حتي مكتبه دخلت وطلب منها الجلوس
جاين :هل كل شي بخير؟
مارك :لاتقلقي السيدة مادلين بخير ولكن يجب أن تنتبه اكثر لديها بعض المشاكل في القلب يجب أن تبتعد عن الحرارة عرفت انها تعمل في مطعم وتقوم بتحضير الطعام
جاين :أجل هذه مهنتها منذ سنوات
مارك :يجب أن تخفف من هذا العمل سوف تبقى اليوم في المستشفي حتي نراقب ضغط الدم ويمكنها ان تخرج غدا
جاين :شكرا لك دكتور....
مارك :مارك واتسن
جاين :إلتقينا من قبل!
مارك :في المطعم كنتي مع ساميول هايستنغ
جاين :صحيح كنت معه
مارك :ظننت انك حبيبته ولكن وضعكما الاجتماعي يبدو مختلف
جاين :لست حبيبته انا العارضة الجديدة في شركة سارة
مارك :انا اعمل هنا كطبيب متطوع إن احتجتني سأكون الي جانبك ولا تقلقي سأشرف علي السيدة مادلين بنفسي
جاين :شكرا لك دكتور مارك.
ذهبت جاين الي غرفة السيدة مادلين وكانت وحدها
جاين :أين دينا تركت وحدك؟
مادلين :لديها مكالمة خرجت قبل قليل
جاين :كيف أصبحتي الان؟
مادلين :افضل بكثير لاتخافي علي
جاين :الطبيب مارك قال انك بخير وسوف تخرجين من هنا غدا
مادلين :لما لااخرج اليوم اريد العودة الي منزلي
جاين :اه سيدة مادلين لاتعاندي ضغط دمك  مرتفع للغاية ستبقين هنا الليلة وغدا تخرجين
مادلين :حسنا لن اعترض
ابتسمت جاين ثم تنهدت وجلست علي الكرسي كانت قد نست مشكلتها تماما والان عادت للتفكير بها بعد ما قاله الدكتور مارك أدركت حجم الاختلاف بينها وبين ساميول من الجيد ان الامر انتهى هنا ولاحظت مادلين انها حزينة ومهمومة "ياطفلتي الجميلة ماذا حدث معك حتي أصبحتي هكذا فجأة؟"
جاين :ماذا أقول لك وانا لا أعرف لما حدث معي كل هذا
مادلين :حبيبك الوسيم السبب هل تشاجرتما؟
جاين :انتهى كل شي بيننا اخيرا هو لم يكن الشخص الذي كنت اعتقد
مادلين :لاافهمك؟
جاين :انسي الان ليس الوقت المناسب عندما تعودين الي البيت سوف أخبرك كل شي.
ظلت جاين مع السيدة مادلين لوقت متأخر من المساء ولم تعد دينا الي المستشفى حاولت الاتصال بها فقالت بأن لديها عمل طارئ وسوف تأتي لاحقا وصلت الي المستشفى ودخلت وجدت جاين تجلس على الكرسي ويبدو عليها التعب والارق بينما السيدة مادلين نائمة
دينا :تأخرت انا اسفة
جاين :أين كنتي طوال اليوم؟
دينا : كان لدي عمل طارئ اخبرتك
جاين :ماهذا العمل الان؟
دينا :لاتطيلي الكلام تبدين متعبة اذهبي للبيت وارتاحي هيا
جاين :لا سوف ابقى هنا الليلة
دينا :اووه جاين قال الطبيب انها بخير وسوف تخرج غدا وانتي لم تنامي منذ الامس هيا اذهبي سوف ابقى انا معها لا تحاولي حتي هيا
قبلت جاين بكلام دينا اخيرا وخرجت من المستشفي اخدت سيارة أجرى وصلت الي البيت وفتحت الباب  المكان مظلم وقبل ان تفتح الاضواء لمحت ضوء خافت قريب من الدرج وعندما إقتربت وجدت الشموع تزين الدرج الي آخره والورد الأحمر يغطي السلالم شعرت بالخوف وهي تتبع الشموع حتي وصلت غرفتها وكانت مفتوحة وممتلئة باقات من الورد الأحمر والأبيض والشمع المضيئة تشكل كلمة "آسف احبك" وعندما رفعت رأسها رأته ساميول يقف شامخا يرتدي بدلة سوداء تزيد من لمعة عينيه الزرقاء ويمسك في يده وردة حمراء ورغم جمال كل ماحولها لم تستطع أن تكون سعيدة لم تتمكن من حبس دموعها التي نزلت كحبات مطر علي خديها اقترب منها بسرعة وبدا يمسح خديها بلطف بأنامله
وفي صوت يملئه الندم "اسف انا حقا اسف جاين انا احبك صدقيني" أجابت بصوت مرتجف "لما كذبت علي لما خدعتني"
ساميول :كنت خائفا من رد فعلك هذا اعترف في البداية اخدت الأمر كنوع من التسلية مثل ما أفعل دائما ولكن وقعت في حبك لم ارد ان اخسرك ابدا عندما لم تتعرفي علي تمنيت لو اني حقا مجرد مصور عادي لو انني لست ساميول هايستنغ
جاين :لو انك أخبرتني كنت سوف أتفهم ولكن الطريقة التي عرفت بها جعلتي أبدو رخيصة في نظر نفسي
ساميول :لا تقولي هذا حبيبتي ارجوك
جاين :ارجوك انت ابتعد عني لسنا لبعضنا ابدا ولن نكون لست مناسبة لك حتى
ابتعد بضع خطوات وبدا غاضبا ونظر إليها بحدة وقال في لهجة جدية "كيف يمكن أن تقولي هذا! اتعلمي عرفت الكثير من الفتيات في حياتي وهذا ماجعلني اكذب عليك ظننتك مجرد فتات وسوف تمضي مع الوقت أدركت انك مختلفة جعلتني اتعلق بك افكر بك طوال الوقت اشتاق لك اخاف عليك من نفسي حتي اخاف ان اجرحك او أذيك انا لم أكن هكذا لم أشعر بهذا من قبل والان تتكلمين وكأنك لا تحبيني هل حقا لا تشعرين بأي شيء اتجاهي ألا تحبيني ياجاين؟" لم تجب وبقت تنظر اليه وكأنها تجمدت تنهد في يأس وهز رأسه" حسنا سوف اذهب وارحل عن حياتك كما تريدين" ثم خرج من الغرفة وجلست جاين علي طرف السرير وبدأت بالبكاء سمع صوتها بينما كان ينزل الدرج توقف ولم يستطع الرحيل عاد بسرعة الي الغرفة اقترب منها بهدوء ووضع يده علي رأسها
ساميول :ماذا يمكن أن أفعل حتي تسامحيني
رفعت عيناها الغارقة بالدموع ووضعت جبينها علي جبينه
جاين :لاتذهب لاتتركني ابدا احبك
اخدها الي حظنه الدافئ وكانت متعبه عندما توقفت عن البكاء استسلمت للنوم بين ذراعيه سحب الغطاء حتي يغطيها وبدأ يقبل جبينها ويرفع خصلات شعرها بينما كانت دراعيها تطوق خصره وراسها علي صدره احكمت قبضت يدها حول قميصه وكأنها طفلة صغيرة تشبتت به واغمض عينه ونام أيضا.

بين ماضي وعشق ❤ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن