بين ماضي وعشق ❤

نفس واحد يكفيني

مشت عبر الممرات بدت لها طويلة ومظلمة بخطوات سريعة تلهث وتشهق بالبكاء جسدها يرتجف من الخوف وقلبها يدق مثل جرس خلفها مارك يحاول جاهد ان يجعلها تتوقف لم تكن تستمع له شعرت بالضياع والتعب إستدارات بصوت مرتجف سألته "أين هو؟ أين أجده ارجوك ارجوك" تنهد مارك وراح يفكر قبل أن يجيب "أظنه لايزال في غرفة العمليات إهدئي قليلاً أرجوك" أمسك يدها المرتجة ولف ذراعيه حول كتفيها وبدأ يسير الي جانبها بهدوء حتى وصلا الي المكان حيث تجلس سارة وجورج يمسكان بعضهما إيلا تحاول مواسات أليسون وجايكوب يقف الي جانب آدم وفيونا توقفت جاين وكأنها لم تعد تستطيع التقدم ظلت تنظر إلى الجميع لعلها تفهم مايحدث هداء كل شي بداخلها كأنه انتهى هي نفسها لم تعرف مالذي يحدث لها شاهدت فيونا مايحدث واقتربت منها اولا  "جاين كل شي بخير لاداعي للخوف حسنا" إنتبه الجميع وتسمرت الأعين المصدومة والمعاتبة عليها تلعثم جايكوب وهو يفرك جبينه "ا.. لا أصدق" توجهت أليسون نحوها بعنف وهي تتمت "اللعنة هذا ماينقصني" وقفت أمامها مدعية دور الحبيبة الغاضبة والمجروحة "بأي حق تأتي الي هنا وانت سبب كل البلاء الذي حل بنا؟ "
جاين :لست هنا للشجار اريد ان اعرف ان سام بخير
سارة :سيكون بخير ابنى مقاتل سوف يعيش هل يمكن أن تغادري الان؟
مارك :لاأحد يمكنه ان يمنعها من البقاء هذا من حقها
جورج :ارجوك مارك ألا ترى المصيبة التي حلت بنا!! ليس الوقت مناسب ابدا
أليسون :خدها من هنا قبل أن افقد صوابي وقحة عديمة الضمير أتيت لتتأكدي من انك قتلته؟
جاين :ماهذا.. الكلام.. ماذا تقصدين؟
أليسون :لاتدعي البراءة سام كان بالمطعم يراقبك وانت تستمعي بوقتك مع حبيبك والد طفلك لهذا فقد عقله وحدث ماحدث
شعرت جاين بالصدمة والكثير من الألم وهي تتخيل كيف كان يشعر عند رؤيتها مع ماثيو هل فكر أنهما معا؟ هل استنتج ان الطفل من ماثيو؟ كم كان يتألم وقتها حتي جن جنونه بدت الدموع تنهمر على وجنتيها "انا... انا السبب" تدخل مارك على الفور "قطعا لا انه مجرد حادث" نظرت إليها سارة بأزدراء "هذا يكفي غادري اتوسل إليك استمري بحياتك كما خططتي لها بعيدا عن ابنى حصلتي على ماثيو وهو ثري ووسيم أيضا انظري سوف تصبحين أم لابنه تحلى ببعض الخجل مما تفعلين"
مارك :سارة ترتكبين خطأ كبير انتبهي اعلم انك غاضبة وحزينة تحلى بالصبر
جورج :هذا يكفي ابنى يصارع الموت في الداخل لااحتاج نصائح من احد من فضلكم غادرو جميعا اريد ان تبقي اسرتي فحسب
همس مارك الي جاين بلطف" لنذهب ارتاحي قليلاً وسوف نعرف مايحدث عندما يخرج ساميول" في هذه اللحظة قرر آدم ان يتدخل لينهي هذا الجدال اقترب من جاين وابعد جميع من حولها "ماذا تفعلون بحق السماء! ابتعدوا عنها قليلا ألا تقدرون وضعها ابدا؟ جسدها يرتجف بالكاد تستطيع الوقوف إنها حامل في الأشهر الأخيرة لايجوز تعرضها لكل هذا التوتر "أمسك بيدها ولف ذراعه  حول كتفيها وبصوت واثق حاول أن يطمئنها "اخي يحارب في الداخل ليكون بخير وسيفعل وانت عليك أن تحاربي لتكون ابنته بخير ارجوك لاتسمحي ان تصاب ابنة اخي بالأذى " مسح خديها بأنامله واخدها حتي تجلس على احد كراسي الانتظار جلست فيونا الي جانبها وأسرع جايكوب ليحضر لها كوب من الماء انحنى ووضعه بين اصابعها مع ابتسامته المعتادة" أيتها الجميلة هيا أشربي بعض منه وحاولي ان تسرتخي" ابتعد مارك قليلاً مع جورج وسارة ولحقت بها إيلا حتى تكون الي جانب صديقتها
مارك :أؤكد لكم ان جاين كانت حامل عندما انفصلا فقد أشرفت على حالتها بنفسي منذ بداية حملها
سارة :لماذا نصدقك ؟
جورج :لماذا لم تخبر ساميول بحملها ماكان ليتركها مع طفله
مارك :هذا أمر خاص بينهما في البداية كانت خائفة حاولت أن تخبره ولم تستطع ثم انفصلا
سارة :هذا ليس مبرر أبدا
مارك :احيانا تكون الظروف أقوى منا الرب وحده يعلم مامرت به بهذا العمر الصغير
شعرت سارة وكأن مارك وجه الكلام لها ليذكرها بماضيها وانها كانت يومآ في مثل ظروف جاين التزمت الصمت وحاولت ان تجعل زوجها يهدأ "من الأفضل أن ننتظر حتي يكون سام بخير"
إيلا :كلام منطقي جورج الفتاة تحمل حفيدك لاتتسرع استمع لساميول اولآ
جورج :اريد إلا أن يكون ابنى بخير لاوقت لدي حتى افكر بها او اي شي اخر
سارة :وهذا هو المهم الآن ان نركز على حياة ابننا ونصلي حتى يكون بخير
مارك :سوف ادخل الي غرفة العمليات حتى اعرف ماذا يحدث
جورج :دكتور مارك واتسن ابني أمانة بين يديك
مارك :لاتخف جورج سأفعل مابوسعي حتى يخرج ابنك بصحة جيدة
توجه الي جاين قبل أن يدخل غرفة العمليات "عزيزتي سوف ادخل لرؤيته وأعود بالاخبار المفرحة أعدك حاولى ان تكوني هادئة اتوسل إليك لاتفكري إلا بالطفلة حسنا" هزت رأسها بالموافقة وابتعد مارك متوجه إلى الداخل وعم الصمت والهدوء بعد دقائق وصلت دينا جلست الي جانب جاين وفيونا "هل من أخبار؟"
فيونا :لاليس بعد دخل ابي قبل عشر دقائق ونحن ننتظر
دينا :سيكون بخير لاداعي للخوف غادر ماثو قبل قليل لايرد ان يحدث مشكلة سوف يتصل بك
جاين :اه نسيت أمره تماما ياإلهي لاطاقة لدي للتحدث لاافكر إلا بساميول الان
دينا :تحدثت معه وهو يعرف ماتمري به
فيونا :وعدتي ابي لاترهقي نفسك لأجل سڤانا
وضعت يدها برفق على بطنها بالكاد تفقدت طفلتها هذا اليوم لم تتحدث إليها كما إعتادت الاشهر الماضية شعرت بها وهي تتخبط بداخلها بسبب الخوف والتوتر ولكنها لم تعرها الاهتمام الكافي احست بالذنب لو حدث لها شيئ لن يسامحها ساميول ابدا ولن تستطيع مسامحة نفسها
جايكوب :سڤانا!! اسم جميل
جاين :اخترته لوحدي عندما يخرج سام يمكنه ان يغيره لن اعترض
جايكوب :سوف يحبه سام لايرفض شيئ أعجبك هو يحبك اكثر مما تتخيلي
جاين :وانا احبه كثيرا جايك اعلم ان الجميع يتسأل لما لم اخبره بحملي انا حاولت كثيرا لكنه لم يستمع
جايكوب : أخبرني انك تفكرين بمستقبلكما وإنجاب الأطفال لكنه كان خائف ومتردد بسبب تجربته الفاشلة كما تعلمين
جاين :كنت حامل وقتها لكنه قال ان الطفل سوف يزيد الأمور تعقيد سمعته يتحدث إليك لم يرد طفل امه عديمة النسب ذالك كثير على عائلته
جايكوب :اسف لأنك سمعتي هذا واسف لأنك تحملتي ذالك وحدك
فتح الباب وخرج مارك يرتدي ثياب العمليات ازاح الغطاء عن رأسه ووقف الجميع من حوله حتى يستمعو الي الاخبار بدأ بالحديث قبل أن تبدأ الأسئلة "ساميول بخير هناك اضرار كثيرة بالطبع لم يكن حادث سهل ولكنه نجى" عبر الجميع عن راحتهم بنفس عميق وأراد جورج تفاصيل أكثر "هل يمكنك أن تحدد ماهي الأضرار الذي تعرض لها؟" تغيرت نظرة مارك بعض الشيء وبدأ جدي اكثر نظر الي جاين اولا وكأنه يتمنى لو يخفي هذه المعلومات عنها ولكنها بدت اكثر لهفة للاستماع فقرر البوح بالحقيقة
" لن اخفي عليك هناك كسر بيده اليسرى ركبته اليسرى ايضا محطمة وقد إحتاج لمفصل بلاتيني الفقرات الخامسة والسادسة متضرر بشدة قام الأطباء بتركيب دعامات بلاتينية عندما وصل كان يعاني نزيف جراء تمزق في الطحال وقد تم إستأصاله مع جزء بسيط من الكبد خسر الكثير من الدم ونعمل على تعويضه ولكنه سيظل مخدر لبضعة أيام " لم تستطع سارة التحمل واستندت على زوجها الذي امسكها بذراعيه" سيكون بخير سيكون بخير"حاولت أن تكون قوية لأجله امسكت دينا بكتفي جاين"عزيزتي علينا الذهاب تحتاجين للراحة "هزت رأسها بالرفض القاطع" لالن اذهب قبل رؤيته لا"
دينا :لاتكوني عنيدة لن تستطيعي رؤيته في الوقت الحالي
مارك :دينا على حق سيخرج الي العناية المشددة لن يسمح بدخول احد قبل الغد اقترح ان يعود الجميع الي منازلهم لافائدة من البقاء
جورج :حجزت غرفة خاصة لااستطيع ترك إبني وحده
آدم :سأظل معك إيلا عليك اخد امي للبيت حتي ترتاح
سارة :سوف اظل أيضا
جايكوب :حسنا يمكن أن أخدك للمنزل لترتاحي ولجلب بعض الأغراض
أليسون :انا ايضا سوف أغادر وأعود صباحا
فيونا :هيا ياجاين سأذهب معك ونعود في الصباح رجاءا
استسلم الجميع للمغادرة لافائدة من البقاء وعاد مارك الي المنزل وحده منهك ومتعب استقبلته كريستال كعادتها اخدت الجاكت وجهزت ثيابه والحمام وعندما إنتهى جاء إليها وألقى برأسه على ركبتيها
كريستال :ستظل فيونا مع جاين؟
مارك :أجل هل يزعجك ذالك؟
كريستال :لا ولكنها قريبة منها بشكل كبير اتمنى ألا تزعج جاين بتطفلها
مارك :اظنهما متفاهمين بشكل جيد جاين مرتبطة بها أيضا مابينهما رابط قوي وخاص
كريستال :كنت متخوفة من علاقة ابنتي بها فيونا لاتملك تلك الصديقة المقربة لهذا الحد وجاين دخلت حياتها بسرعة أنهما مختلفتان خفت ان تؤثر سلبا على ابنتي
مارك :الظروف التي عايشتها جاين لاتملك خيار فيها كان يمكن أن تكون ابنة لعائلة مثلنا تعيش في كنف ابوين ولكنه القدر
كريستال :اعلم انا متفهمة لظروفها لهذا ادخلتها منزلي لهذا ابنتي تنام عندها اليوم اثق بها وأشعر بالراحة لأنها مع فيونا انها تعتني بها كثيرا وتهتم لمصلحتها مثلنا
مارك :لهذا السبب احبك تفكرين كما افكر تنظرين للبشر كما انظر نحن نصفان متماثلان
كريستال :ولهذا أحببتك رغم كوننا تربينا في مجتمع قاسي ومستبد استطعنا ان ننجو ونكون شخصين رحيمين ربينا ابنتنا على الحب والمساواة مهما يكن الشخص المقابل لها وهاهي افضل من كلينا
مارك :هذا اكثر ماأفخر به على عكس بنات جيلها ابنتنا مختلفة قوية وذكية صاحبة مبدأ ستكون محامية رائعة.
وصلت جاين وفيونا الي الشقة بعد أن أوصلت دينا أخدت حمام بارد وارتدت ثياب مريحة كانت فيونا قد سبقتها وبدأت بإعداد الطعام عندما خرجت جاين من الحمام ابتسمت برفق "اخبار جيدة خرج ساميول من غرفة العمليات وتم وضعه في العناية لايزال غائب عن الوعي ولكنه بخير"
جاين :لو بقيت ورئيته بنفسي
فيونا :ليس مسموح برؤيته حتي آدم لم يسمحو له
وضعت الصحن على الطاولة مع كأسين من العصير "حضرت الباستا بشكل سريع اتمنى ان تعجبك هيا"
جاين :لااشعر بالجوع حقا
فيونا :يجب أن تأكلي وتنامي بشكل جيد والا قد تمرضي
جاين :سأفعل مرغمة لأجل ابنتي
جلستا وبدأت الاكل ثم نظرت الي فيونا وسألتها "ماذا حدث في العشاء كيف وصل سام الي المطعم؟" تلعثمت فيونا وهي تتذكر أليسون والخطبة لاتستطيع ان تخبر جاين بهذا يكفي ماتعرضت له من توتر لهذه الليلة حاولت أن تبدو طبيعية وهي تجيب "لاشيء مهم مضت الأمسية بشكل جيد لااعرف متي غادر ساميول فقد كنت مع آدم في الطريق إلى المنزل "تنهدت جاين وهي تقلب الطعام في طبقها وتذكرت عندما كان ساميول يطبخ من أجلها لم تكن تعرف الطبخ جربت ان تعد شيء لأجله وانتهي بالفشل ولكنه كان ماهر جدا كل ماحظي بوقت يطبخ لها وهذه طريقته في تدليلها وكانت تحب النظر اليه وهو يعمل في المطبخ بشكل مختلف تماما عن عمله في المكتب لطيف ومحب تذكرت تلك الابتسامة وهو يطعمها بنفسه وابتسمت أيضا مع دمعه صغيرة هربت من عينيها ووضعت الملعقة في فمها.