الرفض

230 13 0
                                        

دخلا القصر وجدا جورج وسارة يجلسان في الصالون يمسكان بكأسين من النبيد الأحمر والإضاءة خافتة ابتسمت سارة بسعادة  عند دخول ساميول دهب آدم الي غرفته حتي يتيح لهم المجال لحل الخلاف مابينهم
جورج :اهلا بك في منزلك بنى
ساميول :هل يمكنني الجلوس ام انها جلسة خاصة؟
سارة :بالطبع يمكنك تعال
جلس الي جانب سارة التي فتحت ذراعيه له بكل حب وحنان اخدته الي حضنها وقد شعر بأن كل مشاكله إختفت لاشئ يشبه حضن الام وسارة هي خير مثال على الأم الحنونه بالنسبة لآدم وساميول (انا اسف لم ارد الخلاف معك)
سارة :لابأس اي ام وابنها قد يختلفان في الرأي ولكن المهم ألا يطول الخلاف
ساميول :اه امي إشتقت لك كثيرا
سارة :هذا يعني أنك ستعود الي المنزل ؟
ساميول :لااعرف بعد
جورج :سام اخدت كل وقتك عليك حسم الأمر لم تعد ولد صغير
سارة :عزيزي لاتكن قاسيا فقد عاد قبل قليل
ساميول :لا بأس اريد التكلم معكما أيضا
جورج :اسمع لأكون واضحا معك من البداية لن أقبل بأي علاقة رسمية تربطك بها فلا تضع وقتك ووقتي
ساميول :هل يمكن أن افهم سبب رفضكما لجاين؟
سارة :بنى لاعيب في الفتاة أبدا إنها جميلة ومهذبة ولديها مستقبل واعد ولكنها من طبقة مختلفة وظروف مختلفة
ساميول :هل هو ذنب جاين انها يتيمة
جورج :بالطبع لا انا لاألومها على الظروف التي فرضت عليها
سارة :سام ربما لا تعرف جاين ليست يتيمة إنها لقيطة تخلت عنها أمها وهي طفلة صغيرة أخبرتني بنفسها بهذا
جورج :اسف بنى لااستطيع ان اقبل بها في عائلتي لايمكن أن امنحها إسم هي لاتملكه
ساميول :ولكنك فعلت ذالك مع امي آسف ولكن ظروفها كانت مشابه لجاين
لم تستطع سارة الكلام فقد إمتلئت عينيها بالحزن وكأن كل ماضيها يمر من أمامها أجاب جورج بثقة بعد أن امسك بيدها وقبلها (إسمها سارة بونيت من أصول بريطانيا أبوها كان مزارع وامها تملك مطعم صغير توفيا في حادث إنهيار لطاحونات الهواء وظلت سارة مع عمها وزوجته حتى جأت للعمل هنا وانت تعرف الباقي)
ساميول :لم اقصد الإساءة أبدا انا فقد أحاول الدفاع عن حبي إنها اول مره اشعر فيها بهذه المشاعر لااريد ان افقد جاين لااريد التخلي عنها انا... انا حقا احبها
سارة :افهمك ماتعيشه صعب ولكن فكر في الأمر بعقلك وليس بقلبك في المستقبل اذا ماتزوجت منها وأصبح لديكما أطفال ماذا ستخبر أولادك عندما يسئلونك عن ماضي امهم كيف ستجيب من حولك عن شريكة حياتك مجهولة النسب!!
توقف كل شي من حول ساميول وشعر بأنه لا فائدة من الكلام بعد ما سمعه لم يعد يملك اي دفاع بحق علاقته مع جاين وقف وهو منهك القوة (حسنا احتاج لبعض الراحة سوف استحم وأنام)
جورج :فكر بالأمر لاجلنا ارجوك
ساميول :سأفعل.
إستلقت جاين على سريرها لبضع دقائق حتي يهدأ الوجع ويخف التوتر الذي كانت تشعر به فتح الباب ودخلت السيدة مادلين تحمل في يدها فنجان ابيض وضعته على الطاولة إلى جانب جاين وجلست على طرف السرير بدت عينا جاين حمراء ومنتفخة من كثرة البكاء مسحت على رأسها برفق (صغيرتي هذه أوراق النعناع لأجلك)
جاين :لا رغبة لي حقا
مادلين :يجب أن تشربيه سوف يشعرك بالتحسن
جلست جاين وامسكت بيدي السيدة مادلين (اخبرتك دينا انني حامل صحيح؟) هزت السيدة مادلين رأسها بالموافقة اغمضت جاين عينيها وتنفست براحة قبل أن تمسح السيدة العجوز خديها وترفع رأسها للأعلى (انظري إلي لاتخفضي رأسك ابدا)
جاين :انا حقا اسفة لا... لااعرف كيف حدث كل هذا
مادلين :لابأس حذرتك كثيرا ولكن حدث ماحدث وانتهي لم يعد الأسف يفيد فكري ماذا ستفعلين الان هل لديك اي خطة الأجل الطفل؟
جاين :لا ليس بعد
مادلين :على الاقل تعرفين انك سوف تنجبيه ام ستتخلى عنه
جاين :حتي هذا الأمر لااعرفه احيانا اكون متأكدة بأني سوف ألد الطفل واهتم به مهما حدث وأحيانا أشعر وكأني لااريد هذا الطفل ابدا لااريد شي يربطني ب سام او عائلته لااعرف اشعر بالخوف منهم جمعيا وكأن شيء سيئ سوف يحدث
مادلين :مهما كان قرارك سام يجب أن يعرف هذا من حقه
جاين :بالتأكيد لن اخفي عنه انتظر فقد الوقت المناسب وسوف اخبره
مادلين :ربما يساعدك في إتخاذ القرار المناسب لااحد يعرف هيا عزيزتي أشربي هذا ونامي لترتاحي
خرجت السيدة مادلين وظلت جاين جالسه تفكر وتفكر حتي إسغرقت في النوم لم تستفق حتي صباح اليوم التالي على صوت المنبه سحبت نفسها مرغمة من سريرها الدافئ حتي تذهب إلى العمل على عكسها إستيقظ ساميول في وقت مبكر من الصباح نشيط ومشرق جهز نفسه للعمل كعادته وإنضم الي عائلته على طاولة الفطور
آدم :صباح الخير أيها السيد الوسيم تبدو مذهل اليوم
ساميول :صباح الخير أيها الأخ المزعج شكرا لك
سارة :توقفا عن مشاغبة بعضكما اصبحتما رجلين ناضجين
نظر ساميول وآدم الي بعضهما وهزا كتفيهما بتسليه ولهو (هو من بدأ ) نظر جورج الي سارة وابتسما
جورج :لأول مرة أشعر بالسعادة لعودة كل شي لحاله
آدم :وهذا يعني ان اخي العزيز عاد لبيته أخيراً
ساميول :لاشيء مؤكد بعد حسنا لاتستعجل الأمور
سارة :مهما كان قرارك لاتبتعد عن عائلتك لن يحبك احد مثلنا ولن يحميك احد بقدر مانفعل
ساميول :سأتذكر ذالك دائما ولأن سأذهب للعمل لاتتأخري سيدة سارة هايستنغ
سارة :بأمرك سيد هايستنغ.
وصلت جاين الي الشركة ودخلت على الفور لغرفة الثياب حتي تستعد للتصوير جلست على الكرسي وفني المكياج يعملون على وجهها  دخل ساميول برفقة أليسون لأول مرة شاهدتهما يتبادل الحديث بطريقة وديه أليسون تحمل كوب من القهوة وساميول يبتسم الي جانبها لم تستطع جاين أن تخفي غيرتها والألم الذي تشعر به يعتصر قلبها فقد بدا لها انه غير مهتم بكل ماحدث الليلة الماضيه ولم يهتم بوجودها أيضا وقف الي جانب أليسون بشكل دائم خلف الكاميرات بينما كانت جاين أمام عينيه بدا قاسيا ومتعجرف أنهى كل عمله برفقة أليسون واتجه الي مكتبه لحقته جاين وقد عرفت ان عليها التنازل لأجل حبها هذه المرة طرقت الباب ودخلت ببطئ نظر إليها مرة واحدة وعاد لتصفح صور وأوراق على طاولة مكتبه وقفت جاين منتظره ان يتحدث إليها ولكنه لم يفعل إستجمعت كل قوتها لتبادر بالحديث بصوت مرتجف (كنت متوترة ولم اقصد كل ماقلته الليلة الماضية) وظلت تنتظر رد فعل لم تحدث ظل يعاملها بجفاء وقلة إهتمام وكأنها ليست موجودة حتى شعرت باليأس وهمت للمغادرة
ساميول :لم اسمع ماقلته قبل قليل أيها الآنسة
جاين :ماحدث بالأمس... لم اقصد ذالك
وقف وتوجه إليها اقترب منها (تقصدين انك اسفة؟) تراجعت جاين للخلف (ابدا لست اسفة تستحق كل ماسمعت وأكثر) عقد حاحبيه واقترب اكثر حتي إلتصقت بالباب (أعيدي ماقلته) دفعته جاين بكلتا يديها بعيدا عنها (ماسمعت لن اعتذر ابدا) حملها عاليا مثل طفلة صغيرة ووضعها فوق طاولة المكتب ووضع يديه فوق الطاولة ليحاصرها بينما ينظر بداخل عينيها (كرري ماقلته) بادلته نظرة بذات القوة والثقة (لست اسفة أبدا) الصق انفه بأنفها (لست خائفة مما سأفعله بك!! اخطئتي بحقي كثيرا أيتها الآنسة الصغيرة) ابتلعت ريقها بصعوبة وهي تشعر بأنفاسه تلامس وجهها وعقدت حاحبيها بإنزعاج (لست خائفة ولست صغيرة) الصق شفتيه بخاصتها وقبلها بعنف وشغف مرت بضع ثواني قبل أن يبتعد عنها حتي يسمح لها بالتنفس اتجه الي الباب وادار المفاتيح حتي يغلقه ثم اخد جهاز التحكم وأغلق ستائر المكتب وسحبها بين ذراعيه الي داخل غرفه صغيرة داخل مكتبه كان بها كنبه وبعض الثياب التي يستعملها للسفر والاجتماعات بشكل طارئ صرخت جاين بدلال وغنج (ماذا تفعل اتركني اذهب) ابتسم لها بطريقة ساحرة (لن افعل سبق وحذرتك والان سوف تنالي عقابك) وضعها فوق الكنبة خلع الجاكيت وبداء يفك ربطة العنق وكانت تراقبه بشوق وحب منتظرة ان ينحني إليها ليتحد جسداهما حتي تريح الشوق بداخلها ويرتاح قلبها كانت تعرف انها ضعيفة إتجاه مشاعرها وقد أصبحت اكثر ضعفا بعد حملها لطفله وكأنها لم تعد تشتاق وحدها الطفل الذي بداخلها أيضا يفتقد وجود والده حولهما فشعرت بالرضاء الكامل وهي بين ذراعيه كل المشاكل والخلافات قد تبددت وكأنها لم تحدث فهمست له
جاين :لااريد رؤيتك معها مرة تانيه لااريدك بقربها
ساميول :لااريد ان اكون بقربها!
جاين :أغار منها بشكل كبير احاول جاهدة تجاهل غيرتي ولكن لا استطيع
ساميول :احب غيرتك هذه ولكن لن افعلها مرة تانية احبك اكثر بكثير.

بين ماضي وعشق ❤ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن