الحلقة 28

7.7K 192 8
                                    

" ( #الــحــلــقــة_28) " 
===========================

رفعت نسمة حاجبيها استهجانا وقالت
"يعنى حكاية انى مطلقة ومقولش قلت ماشى وقلت لاهلى كلهم واكدت عليهم محدش يجيب سيرة وان دى رغبتك واقتنعت انها حاجة تخصنا لوحدنا وان الاهل بيبقوا عايزين لابنهم بنت بنوت زى ما هو كمان اول مرة يتجوز... انما اخبى طلاق اختى ليه...هو يفرق معاهم فى ايه؟"
تردد قليلا...ثم قال
"بصراحة... احنا عندنا الطلاق عيب... ولما يعرفوا ان اخواتك الاتنين متطلقين هيقولوا اكيد المشكلة عندكم"
فكرت نسمة قليلا...ثم صححت له
"لأ على فكرة... احنا التلاتة مطلقات مش اتنين بس"
اخذت حقيبتها ونهضت وهى تحبس الدموع التى شعرت بها ستسقط
"ابراهيم... خد وقتك وفكر تانى وبلاش تستعجل"
امسك يديها وهو مكانه
"اقعدى يا بت بلاش هبل"
انسابت دموعها وهى تحاول التحرر من يده
"سيبنى يا ابراهيم خلينى امشى"
"اسيبك ايه؟ مقدرش اسيبك... اقعدى وافهمى قصدى"
جلست نسمة وهى تحاول السيطرة على دموعها...برر لها
"انتى بتزعلى منى!! يا نسمة انا لما بتكلم معاكى بتكلم بحرية وعارف انك هتفهمينى مش تاخدى الكلام بحساسية وتزعلى"
"كلامك مؤلم وجارح... وانا حكيت لك اللى حصل بين نادية ويحيي سوء تفاهم وعندى امل كبير انهم يرجعوا لبعض... نوال ورامى ..."
قاطعها ابراهيم
"مش عايز اعرف يا نسمة ولا من حقى اعرف خصوصيات اخواتك... انا فاهم كويس ان الطلاق مش لازم يكون عيب حد فى الاتنين...بس انا بتكلم على تفكير اهلى... تفكيرهم غير تفكيرى... تفكيرهم هو تفكير جزء كبير من مجتمعنا ومع انى رافضه بس مش هقدر اقنعهم بالعكس... وف نفس الوقت مش همشى حياتى على قناعتهم اللى انا اساسا مش مقتنع بيها"
بدأت نسمة تطمئن بكلام ابراهيم... فكرت وقالت
"انا خايفة يا ابراهيم... افرض عرفوا طلاق اخواتى ولا طلاقى ...يبقى شكلى قدامهم ايه؟"
"بصى انا مفكر ومقرر هعمل ايه فى كتب الكتاب علشان محدش يعرف... وطلاق اخواتك هيعرفوه منين... هما فى بلد وانتم فى بلد وانا مش هحكى تفاصيل ولا حد من عندك يحكى تفاصيل وخلاص... وانا اتكلمت مع بابا وبقى عارف انى هستقر فى القاهرة او فى المكان اللى هشتغل فيه...يعنى هنكون بعيد وحياتنا مستقلة ومش ضرورى ابدا ان حد يعرف تفاصيل متخصوش"
"ربنا يستر"
"قلقانة من ايه... اطمنى محدش هيعرف حاجة"
ردت بقلق بالغ
"انت ابنهم وبتقول تفكيرهم غير تفكيرك ومش عاجبك تفكيرهم... طيب انا بقى هتعامل ازاى...اكيد تفكيرنا مختلف"
"انتى حياتك هتكون مستقلة عنهم وبعيد... يعنى يدوب المناسبات وبس اللى هتجمعنا... هنحترم افكارهم وننفذ اللى يريحنا"
ابتسمت نسمة... تحب ابراهيم حقا وتحمد الله انه رزقها به
"ايوه كده.. انا جاى اشوف الابتسامة الحلوة دى مش الدموع"
"قولى... احنا لما هنستقر هنا هتفضل تشتغل مع باباك"
"لأ... انا مقدم فى كام مدرسة دولية هنا غير الميلات اللى بعتناها مع بعض... بعد ما نتغدا عايزين نشوف كام سمسار كده ونبدأ ندور على شقتنا"
"ابراهيم"
"نعم يا روح ابراهيم"
"انت مخطط لكل حاجة لوحدك كده"
"لو تقصدى من غيرك يبقى لأ... كل حاجة فى حياتنا هنخططها مع بعض ...احنا اتفقنا ع الخطوط العريضة وانا بس بنفذ التفاصيل"
"لأ...انا اقصد اهلك... انت بتقرر وهما مش بيعترضوا؟"
"ايوه...هما متعودين منى على كده... صوتى من دماغى وطالما مبعملش حاجة غلط يبقى هيعترضوا ليه...دى حياتى"
جاء الجرسون بالطعام... وضعه امامهما بعد ان تبدل الحديث من الحزن والدموع للسعادة والضحكات.

أبغض الحلال للكاتبة دينا عماد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن