- في أحد المقابر ,مدينة نيويورك -
كان الجو غائماً جزئياً و بارداً , و من المتوقع هطول أمطار , عند موقف السيارات توقفت سيارة سوداء اللون ترجل منها شابٌ أنيق طويل القامة يُدعى (جون براون) و والديّه السيد و السيدة (والتون) , فاليوم يُصادف ذكرى وفاة شقيقته الصُغرى.
و بعد دقائق بدأت الأمطار بالهطول بشكلٍ خفيف , فتحوا مظلاتهم و أتجهوا إلى قبر أبنتهم الصغيرة , لم ينطق أحدهم بكلمة , وجوههم شاحبة و حزينة .
توقفوا أمام قبرها , قدمت والدتها لها بعض الزهور بينما الدموع تسيل على خديها , وضع زوجها رأسها على كتفه مبتسماً قائلاً: لا تبكي أرجوكِ .. أبتسمي فالطالما أحبت أبتسامتكِ .
وضعت يدها اليُسرى على فمها وأومأت برأسها و هي تنظر إلى قبر أبنتها بحزن قائلة: أنا أسفة يا أبنتي العزيزة .
كان يقف ورائهما يُمسك بمظلته , يشعر بالذنب لأنه لم يستطع الإمساك بذاك المجرم الذي دمر حياة شقيقته و حياة عائلته , نظر إلى قبر شقيقته و قال في نفسه"سوف أقبضُ على ذلك المجرم يا أختي مهما تطلب الأمر , أعدكِ بذلك".
تلقى (جون) رسالة نصيّة من حارس البناية التي يعيش فيها , أخرج هاتفه من جيب سترة البذلة الداخلي , وكان مضمونها" سيد (براون) لقد تم تأجير الشقة 455 للتو , من فضلك قُم بإعطاء المستأجر الجديد كلمة المرور السريّة سوف أرسل رقم المستأجر بعد قليل".
أدارَ والده وجهه بإتجاهه و قال له بصوتٍ أشج : لنعد إلى المنزل يا بُنى .رفع نظره بإتجاه والده بسرعة , أومئ موافقاً و أعاد هاتفه إلى جيبه الداخلي , ثم أتجهوا جميعاً إلى السيارة عائدين إلى المنزل .
-في جهة أخرى , مدينة بوسطن -
توقفت شاحنة لنقل الأثاث أمام أحد المنازل و بدأ العاملان بتحميل الصناديق إلى الشاحنة , فُتح باب المنزل و خرجت منه شابة طويلة القامة لديها شعرٌ طويلٌ بني تُدعى (آنا ميلر) بعد أن جهزت نفسها و تأكدت من حقيبتها , ثم خرج ورائها جدها السيد (جيم ميلر) , نظرَ إلى العاملين وشعر بالذنب نحوهما فضربها على كتفها , وضعت يدها على موضع الألم قائلة : جدي هذا مؤلم! لماذا قمتَ بضربي؟
أجابها غاضباً: أيتها الشقية ! ألم أخبركِ مسبقاً بأن تُخففي من مشترياتكِ التي بلا فائدة ! أنظري إلى كل تلك الصناديق هل ستقومين بفتح متجر؟
وضعت يديها على فمها متظاهرة بالصدمة : جدي , حفيدتكَ تعمل كطبيبة , لِما سأقوم ببيع أشيائي!
نظر إليها بحدة و قال جازاً على أسنانه: أيتها الشقية ! تعالي إلى هنا !
هربت بسرعة و هي تضحك و تقول: تمالك أعصابكَ يا جدي ! قد ينفجرُ لك عِرق إن أكثرت من الضغط على نفسكَ!
أنت تقرأ
الأزهـار الحَزيـنة
Mystery / Thrillerكما تنبت الزهور في الحدائق ، ينمو الأطفال و يترعرعوا بين عائلاتهم .. و كما يوجد أشخاص يقطفون الزهور هنالك من يخطفون الأطفال من بين أحضان أمهاتهم مستغلين براءة الأطفال لخدمة مصالحهم الشخصية . هذه الرواية ستتحدث بشكلٍ خاص عن (وحدة الجرائم المرتكبة ضد...