مواجهة الماضي (الجزء الأول)

19 4 0
                                    

في صباح اليوم التالي ,أجتمع الجميع بغرفة الأجتماع , و أخبرهم (جون) بكل ما حدث لـ(آنا) ليلة البارحة , و قال القائد: سنتعاون مجدداً مع القائد (ليو) لكشف مُلابَسَات قضية أختطاف السيد(ميلر).

ثم توجه قسمٌ منهم إلى منزلها و قسمٌ ذهب إلى منزل (هاري توماس).

وصل القائد (سميث) برفقة (جون) و (تشارلز) إلى منزل (هاري توماس) حتى يتأكدوا من مكانه ليلة البارحة , فور دخولهم لفناء المنزل قابلتهم المالكة و هي سيدة طاعنة في السن كانت تكنس الفناء , ألقى القائد التحية ثم قال: أننا نبحث عن (هاري توماس) , لم نجده في منزله هل غادر؟

وضعت السيدة المكنسة الخشبية من يدها , و أخذت تُسقي الزرع و هي تقول مبتسمة: نعم , السيد (هاري توماس) شخصٌ مُحترم و ذو أخلاقٍ عالية , دائماً ما يُساعدني في أعمال المنزل .. لقد خرج مبكراً اليوم .

نظر (جون) إلى الأرجاء وتنهد بتململ و هو يقول في نفسه"يا لها من أخلاق عالية تلك التي يمتلكها".. (و أكمل القائد) : خرج! هل تعلمين إلى أين يذهب عادةً؟

أستدارت نحوه و هي تُحاول أن تتذكر: في كل يومٍ تقريباً يخرج في الصباح إلى عمله ويعود في المساء , وأحياناً يتأخر إلى منتصف الليل.

دوّن (تشارلز) كل ما تقوله السيدة , و أخيراً سألها القائد : هل لديكِ أية فكرة عن طبيعة عمله؟

أومأت برأسها قائلة : أجل , لقد أخبرني بأنه يعمل في السوق الشعبي , يُحمل البضائع و يوصلها على ما أظن.

بعدما أنتهوا من أسئلتهم , توجهوا إلى السوق الشعبي لمقابلته.

في هذه الأثناء عند شقة (آنا) ,أغلقت الشرطة الشقة بالشرائط الصفراء , و بدأ فريق التحليل الجنائي عمله برفع البصمات و تصوير الموقع , دخل (آلان) الشقة و خلفه (جيمس) و تقدمَ القائد(ليو): أنا المحقق المسؤول عن القضية (ليو) , ما هي آخر المستجدات؟

أخرج الشرطي دفتر الملاحظات قائلاً: لقد سألتُ حارس المبنى و أخبرني بأنه رأى أحدهم يدخل البناية عند الساعة السابعة مساءاً و مواصفاته تتطابق مع مواصفات المشتبه به و لكن الحارس لم يرى وجهه لذا لا يمكننا الجزم بذلك , ثم عند السابعة و النصف دخل السيد (ميلر) إلى البناية و ألقى التحية على الحارس .

رفع الشرطيّ نظره و أكمل قائلاً: لقد تحققتُ من كاميرات المراقبة لتأكيد كلامه , و لكن السيد (ميلر) و ذلك الرجل لم يخرجا.

قال متعجباً: هل هنالك بوابات أخرى !

أومئ الشرطي قائلاً: أجل , هنالك ثلاث بوابات لهذه البناية , البوابة الأولى و هي الأمامية التي دخلنا منها , و البوابة الثانية في الأسفل عند موقف السيارات , و هنالك بوابة تصل هذه البناية بالبناية الأخرى الملاصقة لها , تحققنا من كاميرات المراقبة الموجودة في موقف السيارات و لكن لم نجد شيئاً.

(جيمس): و ماذا عن البوابة الثالثة؟

أكمل الشرطي: لقد تم التلاعب بها , الكاميرا تعطلت من تمام الساعة السابعة و حتى الثامنة , لذا لم تُسجل شيئاً.

القائد(ليو): حسناً , إذاً علينا بجمع كل التسجيلات أنا واثق من أنه قد أرتكبَ خطأً ما , أُطلب من قسم التحليل الجنائي أن يقوم برفع البصمات الموجودة على كاميرات المراقبة لعلنا نجدُ شيئاً .. هل هذا كل شيء؟

أخرج الشرطيّ كيساً فيه هاتف و قال: لقد وجدنا هذا الهاتف المحمول بجانب الأريكة و لا أظن أنه لصاحبة المنزل , لأنه خالي من الصور أو البرامج و هنالك مكالمة واحدة فقط و أُجريت بعد الإختطاف بفترة قصيرة.

(جيمس) أخذ الكيس منه ثم قال: شكراً لك , أحسنتم عملاً جميعاً .

و غادروا المجمع السكني عائدين إلى المركز , في هذه الأثناء كان قد وصل السيد (والتون) والد (جون).

بعد تناول وجبة الإفطار , قامت (آنا) بغسل الأطباق و تنظيف المطبخ , بينما السيدة (إديسون) كانت تُجهز نفسها , ثم خرجت و نزلت إلى الطابق الاول حيثُ تقع عيادتها و قامت بقلب اللوحة إلى "مفتوح" و جلست في مكتبها .

بقيت (آنا) في الأعلى , جلست على الأريكة متربعة و هي تُمسك بهاتفها المحمول , تنتظر خبر عن جدها , لقد كانت تُفكر بجدها : أين يمكن أن يكون؟ هل هو بخير ؟ هل فعل ذلك المجرم به شيء ما؟ يا إلهي سأموت من القلق , أتمنى بأن يكون بخير.

قطع تفكيرها رنين هاتفها , أنزلت قدميها بسرعة و أجابت على هاتفها مباشرةً من دون النظر إلى صاحب الرقم , و قالت بلهفة و قلق: هل وجدتَ شيئاً ؟ هل وجدتَ جدي؟ هل هو بخير؟

أجابها بصوتٍ أجش و هو يبتسم: نعم بخير و لكن هذا يعتمد عليكِ يا فتاتي الصغيرة .

أتسعت عينيها بدهشة و أبعدت الهاتف لرؤية الرقم ولكنه كان رقم مجهول , أعادت الهاتف إلى أذنها و أكملت بصوتٍ مخنوق: ماذا تُريد؟

أجاب الطرف الآخر: و الأن ظهرت فتاتي المطيعة ... (تغيرت نبرته إلى الحدة و أكمل): أولاً أخرجي من عندكِ فأنا لا يمكنني الإقتراب منكِ بسبب سيارة الشرطة , ثم سأخبركِ إلى أين تذهبين.

أنهى جملته و أقفل الهاتف , تجمدت مكانها و هي تنظر إلى الهاتف, الأن عليها الذهاب إلى ذلك الوحش الذي دمرَّ حياتها بقدميها , لقد عانت كثيراً حتى تتخطى صدمتها , و الأن عليها مواجهته لإنقاذ حياة جدها , قبل الخروج أرسلت رسالة نصية إلى (جون) تقول فيها" ملازم(براون) لقد أتصلَ للتو (هاري توماس) سأذهب لمقابلته , أنا أعرف بأن هذا خطير و ضربٌ من الجنون و لكنني لن أقف مكتوفة الأيدي بينما جدي بخطر , أنت تعلم بأنه عائلتي الوحيدة و أنا لن أفرط به , تعقب هاتفي أرجوك , أتمنى أن تصلوا قبل أن يصل إليّ"ثم نهضت و قامت بتغير ملابسها و خرجت من المنزل , تجنبت السيدة (إديسون) حتى لا تراها و تجنبت سيارة الشرطة التي تقف أمام العيادة و نجحت بالهروب.

******

الأزهـار الحَزيـنةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن