كشف الحقيقة

21 3 0
                                    

القائد (سميث): و لكننا نحتاج إلى المزيد من الأدلة , حقيقة أن (هاري) قد أتصل به قبيل وفاته لا تُعد دليلاً على تورطه.

(جيمس) أشار إلى (آنا): و ماذا عن الطبيبة (ميلر) أنها الشاهدة الرئيسية , أليس كذلك؟

صاح غاضباً: مستحيل! ..(ثم أكمل بنبرة منخفضة و غاضبة): لقد تعرضت لهذه المشاكل بسبب شهادتها في المقام الأول, و لن أسمح بتكرار الأمر مجدداً.

نظرت إليه و قالت بنبرة هادئة: ملازم (براون) , إذا كان بأمكاني زج مجرم في السجن عبر الشهادةِ ضده فأنا سأفعل هذا.

تنهد ثم قال لها بنبرة قلقة: لقد أمر بخطفكِ ثم أرسل مجرماً ليُلاحقكِ , و أمر بخطف جدكِ و أمرَ بقتلكما , كل هذا و هو يعتقد بأنكِ لا تتذكرين وجهه , فماذا سيفعل عندما يراكِ واقفة تشهدين ضده؟

أبتسمت و قالت: ماذا بقي ليفعل؟..(عَبَسَ في وجهها فقالت): حسناً ما رأيكَ أن أشهد ضده في حالة عدم وجود أي دليل أخر.

صمت يُفكر قليلاً ثم قال: حسناً , فقط في حالة عدم وجود دليل.

من بعيد كان (جيمس) و (آلان) يجلسان و يُشاهدانهما يتشاجران على الشهادة , فقال الأخير و هو يُحدق بهما و بنبرة ساخرة: لِما لا يتواعدان و يُنهيا الأمر!

(جيمس) بنفس الوضعية: أوافقكَ الرأي!

ثم قال (تشارلز) مبتسماً و هو ينظر إلى الشرطيّ القادم بأتجاه: لن تضطر الطبيبة (ميلر) إلى الشهادة ضده , لأن هنالك دليل بالفعل.

نظر الجميع إليه ينتظرون تكملة حديثه , أخذ المغلف منه ثم أكمل: هذه معلومات الحساب الوهمي .

القائد (ليو): الحساب الوهمي الذي أُرسل من خلاله المال و أُودع في حساب (والتسون)؟ هل عرفتم صاحبه؟

أبتسم (تشارلز): أجل , أنه (جيم والتون), ذات الشخص الذي تحدث معه (هاري توماس) هاتفياً قبيل وفاته , و الذي أمر بقتله.

القائد (سميث): حسناً , سأذهب إلى المفوض و أقدم له الأدلة للموافقة على طلب مذكرة إعتقال.

أنطلق القائد (سميث) و بقية الفريق متوجهين إلى منزل (جيم والتون) للقبض عليه , عَلِمَ بالفعل (جيم والتون) بأن هويته قد كُشفت و أن الشرطة تُلاحقه , و لكن كبرياؤه لم يسمح له بأن يرتعب و يهلع لذا جلسَ في مكتبه داخل منزله يشرب القهوة بكل دمٍ بارد , منتظراً قدومهم.

وصلت الشرطة إلى المنزل و ترجل المحققون من السيارة, فتحت لهم الباب السيدة (والتون) , كانت مرتبكة من كل هؤلاء الرجال و لكنها أبتسمت فور رؤيتها لأبنها الوحيد , رحبت به : بُني مرحباً بك , و لكن من هؤلاء ؟ هل حدثَ شيءٌ ما؟

نظر إلى الداخل بحدة قائلاً: أنا هنا للقبض على السيد (جيم والتون) بتهمة التحريض على القتل .

وضعت يدها على فمها مصدومة و هي تنظر إلى أبنها , أبتعدت والدته فدخل المنزل ثم لحقه البقية متوجهين إلى المكتب حيثُ كان يجلس و يحتسي القهوة.

فتح الباب بقوة مما جعل صداه يتردد في أنحاء المنزل , ثم تقدمَ قائلاً بنبرة حادة: سيد (جيم والتون) أنت رهن الإعتقال لتحريضك على القتل , معنا مذكرة إعتقال بحقك ..(ثم تقدم القائد (ليو) و بيده الأصفاد و هو يقول): يحق لك الإلتزام بالصمت , أي كلمة تقولها يمكن و ستُستخدم ضدك في المحكمة , يُمكنك توكيل محامي و إذا لم تتمكن من تحمل تكلفته ستُعين لكَ المحكمة محامي , هيا بنا!

وُضع المتهم في السيارة و توجهوا عائدين إلى المركز , أمسكت السيدة (والتون) بيد ولدها , ثم قالت له بنبرة قلقة: ما كل هذا يا بُني ؟ هل حقاً قام والدك بفعل هذا؟

نظر إليها قائلاً بنبرة حادة: هو ليس والدي! ..(ثم أكمل بنبرة هادئة): أمي , أحزمي أغراضك و أذهبي إلى جدتي , لا تبقي هنا فهذا المكان كان نذير شؤم منذ البداية , (جيم والتون) ليس سوى مجرم , و سيتلقى العِقاب على أفعاله.

في غرفة الإستجواب بقي (جيم والتون) ملتزماً بالصمت ,قبل الإستجواب أجتمعوا معاً لمناقشة القضية و حالة المتهم .

بدأ القائد (سميث) بسرد تفاصيل القضايا التي أرتكبها المُتهم : أولاً ,قضية الطفلة (آليس والتون) التي سُلمت من قِبل والدها (جيم والتون) إلى (هاري توماس) الذي قتلها بأمرٍ منه, و لدينا الشاهدة على هذه العملية (آنا ميلر) التي تعرضت للإختطاف مع الطفلة أيضاً بأمرٍ منه , و تم أحتجازهما لثلاثة أيام .

عرضَ القضية الثانية و أضاف قائلاً: ثانياً , قضية أختطاف السيد(ميلر)والآنسة (ميلر) و محاولة قتلهما من قِبل (هاري توماس), التي كانت أيضاً بأمرٍ من (جيم والتون).

و عرض ملف القضية الأخيرة قائلاً: و أخيراً , قضية مقتل (هاري توماس) داخل سجن المقاطعة , المجرم الذي أتفق معه على قتل الطفلة(آليس والتون) و الآنسة(آنا ميلر) , كانت هذه القضية أيضاً بأمرٍ من (جيم والتون) حيثُ قام بأيداع مبلغٍ من المال في حساب الحارس الذي يعمل هناك مقابل أن يقوم بقتله.

بعد أن أنتهى , قال القائد (ليو): لديكم أدلة و شهود هذا جيد , و لكن بقدر ما جرائمه بشعة هو فعلياً لم يقم بقتل أحداً هو فقط أمر الآخرين بالقتل.

(جيمس) أومئ برأسه: أجل هذا صحيح , ولكن على الأقل سيُحاكم حتى و إن كانت المدة قصيرة , فقد كان يتعامل مع البشر كأنهم أشياء يُحركهم و يرميهم متى ما يشاء.

(جون): أنا واثق من أن العدالة ستأخذ مجراها.

*****

الأزهـار الحَزيـنةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن