وصلت أمي لسيوول وهي لا زالت لا تعرف شيئاً...
كالعادة اعدّت الكثير من الطعام، لتغذيني وتغذي جنيني
شَعرت بشيء غريب منذ رأت وجهي
ومشيتي الغريبة..كما اني اضع يدي على بطني وانا اتحرك
عيناها تتفحصاني وانا استقبلتها بشكل طبيعي
لكن حينما عدّدت الأطعمة التي اعدتها على مسامعي،
قفزت دموعي من عيني بغزارة..
-جي ها! مابك صغيرتي؟
-أماه..لا فائدة من الطعام الآن!
-ابنتي قلبي قلق عليك..مالذي يحصل
-لقد اجهضت الطفل!
-ماذا!!!!!!! ولما؟
-دمي ودم ابيه لا يتوافقان...
-يا إلهي! ابنتي المسكينة..هذا مالم نحسب له حساب
احب امي حين تدللني، حضنها لي حينها كان شيئاً مختلف
عادت بي الحياة كطفلة ذات اربع اعوام
ابكي واشتكي بحضنها الدافيءوضعت رأسي على حجرها وغفوت قليلاً
متأكدة انها عانت من تخدر ساقها لكنها تركتني انام هناك
ايقظتي حينما جاء هو من العمل...
قامت لتحييه وساقها ثقيل بالكاد تستطيع الوقوف عليه، مسكينة امي.
حضّرت الطعام لوحدها ولا تريد مني التحرك
تركتنا نجلس على الطاولة، ثم انها لم تستطع الصمت مطولاً:
-ليس لكما الحق في المضي بهذا لوحدكما!
ي: أنا اسف!
انا: أماه..ما الفائدة من اثارة القلق هكذا؟
-على الأقل كنت لأساعدك، اقف بجانبك بعد العملية...
ي: من الجيد ان كل شيء مضى بسلام!
-انا أم وقلبي يحترق حينما ارى طفلتي ذابلة هكذا بني!