بعيداً بداخل سيارته السوداء رفع الهاتف إلى أذنه هاتفاً :
- مرحباً يا روح الشقية.. أنا على أرض الوطن يا صغيرتي.. –
أغلق الهاتف يراقب تلك البعيدة بتحفز مترقباً ليست المرة الأولى له ولن تكون الأخيرة أبداً..
... أما أمطار أكتوبر فكانت دافئة للغاية..!!
تحبها....؟؟؟؟
ابتسمت..
الخريف تلك المرة يتبارى مع نهاية الصيف فيفرض رياحه القوية أما قطرات مطره فتداعب دفء الجو كما تداعب روحها..
تقف أمام بوابة مدرسة يزيد وورد تحمل كتبها وحقيبتها هي الأخرى بعدما ودعت الصغيرين..
( غزل المنصوري )
وأي طاقة تحمل بحلولها في كل مكان تدخل به رغم بساطة مظهرها الخالية من أي معالم للترف..
تلفت انتباهك بحزم شخصيتها وسيطرتها على الأجواء..
وهنا دور الحياة التي وضعتها بليلة وضحاها مسئولة عن طفلين بلا مأوى بلا سند وبلا مستقبل مضمون العامل الأكبر الذي كون شخصيتها الجامحة..
هيئتها بسيطة فوق ما يتخيل العقل تدور حولها هالة تستوقفك عدة لحظات لتفسر ما يجول بداخل تلك الشخصية الحازمة..!
راقبت الآباء والأمهات الذين يودعون أطفالهم ترفع ذقنها بقليل من الحزم يماثلهم لكن لا يليق بسنها الفتي..
قليل من الأمطار بدأت تتساقط رغم دفء الصيف الذي لم ترحل لمساته الأخيرة بعد..!
مزيج منعش من المطر والدفء سوياً أنعش روحها وتلقائياً كانت تبتسم بانطلاق بعد وداع ورد ويزيد..
ورد الجميلة المدللة والمتذمرة دوماً في الصف الثالث ويزيد يصغرها بعام..
كلما رأت كلاهما ترى فيهما نبتة زرعتها لحالها وتحصد ثمارها برؤية ضحكاتهما..
نبتة أخذت من عمرها أعواماً كان الآخرين في مثل عمرها لا زالوا أطفالاً يتدللون..
تتقاذف الحياة بهما هنا وهناك تقاوم تكابر تحارب وترى الكثير من الأهوال وتتحمل ما لا يمكن لجسدها الفتي تحمله البشر حتى بنت لثلاثتهما ذلك العالم الخاص بهما عالم لهما وحدهما دون غريب..
اتجهت لعملها في ذاك المطعم القريب من جامعتها دائماً تشعر بأعين خفية تترصد خطواتها في كل مكان..!!
وهناك كانت أعين خبيثة حادة وغامضة تفحص كل حركة تصدرها ، وكل نظرة منها تحكي حكاية ،
حكاية لا يسع له سوى أن يكون جزءً منها..
فهو بداخل تلك الحكاية منذ البداية ليس مجرد عابر وإنما هو بطلها الخفي خلف الستائر المغلقة..!!
أنت تقرأ
ولخريف غزله مذاق خاص الجزء الثالث من السلسله خريف عشق للكاتبه Fardiat Sadek
Romanceجميع الحقوق لل كاتبه Fardiat Sadek ولخريف غزله مذاق خاص الجزء الثالث من السلسله خريف عشق