الفصل الثالث والعشرون

10.8K 290 19
                                    


احكي لي قصة يا أبي ، ليكن فيها المطر والثلج وأنا ،

أحكي لي يا أمي عن تلك السمكة والحمامة وأمسكِوا بيدي ، حتى لو غفوت لا تذهبوا وتتركوني وحدي..

احكوا لي قصة الذئاب والحمامة الخائفة.. عن البطل القبيح والساحرة والشبح المخيف صاحب العين المرعبة عن حياتي المفقودة والمرأة الماجنة الذين اتفقوا على جعلها أنا..

احكي لي يا أبي أي طفلة كنت وأمسك بيدي وأخبرني لماذا تخليت عني..! ويا أمي احكي لي عن الخذلان ولأي جرم تتركيني ؟

وأنتَ يا شبحي أخبرني ما ماضينا ولماذا أنت خائف ،

أما عن بطلي وحبي مددت كلا يداي لك وأنت تركتها ، فيدي تلك لن تمد إليك ثانية.

هتفت إحدى الممرضات بالأخرى..

" هذا دكتور فريد إنه يرافق تلك الفتاة في كل أوقات الزيارة المسموحة وأحياناً يتسلل ويدخل لها..!

هل تعلمين الجميع يدعوها الحمامة النائمة تبدو مسالمة وهي نائمة هكذا.."

" لقد كنت أراها هنا بالمشفى معه عدة مرات.. "

بالداخل...

-نوبة صرع وصدمة عصبية أدخلتها بغيبوبة..-

أمسك فريد برأسه وجهه أحمر من الانفعال سوف ينفجر من القهر لا محالة لهذا ، كيف يتحمل رؤيتها كجثة هامدة لا حياة بها هكذا ؟؟

وكأنها انسحبت من الحياة لعالم آخر ليس به سواها..

أقترب عليّ يوسع جفنها يسلط ضوء رفيع على حدقتا عينها فلاحظ أنها تضيق.. هتف بانفعال :

" جيد جداً حدقتا عينها تضيق عند إنارتهما بالضوء ستفيق بنسبة كبيرة دون مضاعفات إذا قاومت معنا.."

تحدث فريد بصوت مكتوم..

" إذن ماذا سنفعل ؟؟ هل تستطيع الشعور بي ؟؟ كيف نجعلها تفيق..؟"

أجاب هذا الطبيب :

" المهاد.. القشرة الدماغية النخاع المستطيل..الضفيرة الظهرية للعمود الفقري..المزيج الروحي من هذه الكلمات ينحصر في كلمة واحدة فقط وهي الروح.. والروح لا تدخل في الغيبوبة..

المرضى المصابون بالغيبوبة ينفعلون تجاه الروائح المميزة حواسهم الشمية يمكن ان تستجيب لبعض المؤثرات الخارجية كذلك بعضهم يستجيب للأصوات سوف نعرضها لكلا المؤثرين ونراقب معدلاتها الحيوية.. سوف نفعل كل ما بوسعنا ولندعو الله أن تفيق سريعاً حتى لا تحدث مضاعفات.."

..

أمسك فريد يدها بقوة.. هتف عليّ :

"سوف نستعمل مقياس غلاسكو للغيبوبة..لنرى مدى عمق الغيبوبة وأنت يا فريد اجعلها تسمع صوتك.."

ولخريف غزله مذاق خاص الجزء الثالث من السلسله خريف عشق  للكاتبه Fardiat Sadekحيث تعيش القصص. اكتشف الآن