وقفت بسرعة ترتدي حقيبتها الخلفية حينما أتى القطار وعلى باب العربة الأولى ترددت قليلاً سمعت ضجيج معترض خلفها ثم أحد ما دفعها للداخل ودخل خلفها نظرت للباب الذي أُغلق آلياً بجذع
" انتظر..! "
لكن القطار كان قد تحرك استدارت بغضب لتجد جميع الأعين تتابعها تراجعت تهتف بصوت مهزوز :
" أريد النزول.."
هتف رجل خمسيني لها..
" لن يفتح الباب سوى في المحطة القادمة.. "
رفعت رأسها بخوف وعدلت حقيبتها وبحثت عن مكان فارغ جلست عليه بحذر كان مقابل لرجل وزوجته وطفلتهما الصغيرة..
وغادر القطار..
ضمت حقيبتها إليها تسمع صوتاً ما آخر ما كانت تريد سمعه الآن.. كان بعيداً لكن يقترب مرة تلو الأخرى صوت مكرر.يتردد حولها من كل مكان يأمرها بغضب أن تغادر القطار بالتو..
( انزلي.. هيا بسرعة.. )
سدت أذنيها بقوة ولم ينفع هذا سوى أن الصوت بدأ يعلو ويعلو بداخل عقلها حتى بدأت تفقد السيطرة على نفسها.
الأنظار كلها تتركز عليها ما بين مشاهد صامت لتلك المجنونة التي تصدر منها حركات غريبة مجنونة وما بين من رأف لحالها لكن لم يتدخل لمعرفة ما بها وما بين متذمر للإزعاج التي تسببه..
وليال لم تعد تدري بشيء فقط الصوت الذي يلازمها ويخترق سمعها..
نهضت بسرعة تغادر تلك العربة من القطار ودخلت في عربة أخرى وجلست بمكان بمفردها لكن الصوت لا زال حاداً صارخاً بعقلها بالمغادرة فوراً..
وحدث..!
حدث ما خافت منه..
نهضت صارخة بهستيريا :
" أريد المغادرة.. أحد ما يوقف هذا القطار "
فنظر الجميع لها وكأنهم ينظرون لمجنونة الهمس بدأ يتزايد حولها.. وهي يزداد رعبها..
شخص واحد هتف لها بصوت محايد :
" اجلسي يا ابنتي القطار سيتوقف في المحطة التالية.. "
ولم يكد يكمل حديثه لها حتى تجمدت وعينيها تجحظ فقد رأت هذا الشبح بجانب هذا الرجل تراجعت للخلف بصدمة..
تضع يدها على اذنيها وفجأة فقدت عقلها وإدراكها حينا بدأ يقترب منها
يقترب ويقترب وهي تتراجع..
( الهلوسة السمعية باتت الآن بصرية..في تلك الحالة أي ما تفعله سيكون بغير إرادتها تفقد السيطرة على قدرتها الإدراكية تسمع أصواتاً غير موجودة وترى خيالات هي وحدها التي تؤمن بوجودها والعقل في تلك الحالة يخدم وينفذ كل ما تراه..)
أنت تقرأ
ولخريف غزله مذاق خاص الجزء الثالث من السلسله خريف عشق للكاتبه Fardiat Sadek
Lãng mạnجميع الحقوق لل كاتبه Fardiat Sadek ولخريف غزله مذاق خاص الجزء الثالث من السلسله خريف عشق