الثالث

6.6K 92 2
                                    

الفصل الثالث
___________
عذراً ياقلب
فقد أزف الرحيل
وحان وقت التغيير
لا تحزن ولا تنزعج
فالأرض  تدور والقمر يدور
فكيف لي أن أبقي علي حالي ؟
_______________
بعد مرور عامين
تركت سارة فيها دراسة الطب لأنها  لم تعد تهتم الآن بها بعد أن كانت حلمها والآن أصبح الحلم الجديد هو الإنتقام أصبحت شخصية غامضة وإنطوائية  كالأحجية  لا يمكن حلها في العامين ذهبت سارة إلي لندن لتدرس إدارة أعمال لتدير شركات والدها فهي تمتلك شركات إستيراد وتصدير وشركات هندسية وهي وحدها لا تثق في عمها الخائن كما تدعوه فهو أكبر كاذب لا  تثق إلا في حسام ابن عمها المنعزل عن أبيه بعد أن علم أنه  يعمل في تجارة المخدرات والأسلحة ومنذ ذلك الوقت أسس لنفسه مكتب للهندسة طوره في عامين وأصبح شركة مرموقة لها اسمها في الوسط هي تأمنه  علي ملك صغيرتها التي أصبحت حياتها في العامين تركت الشركات لعمها مع أنها تعلم بسرقته لها  ويستخدمها لعمل صفقاته المشبوهة ولكنها أعطته الوقت حتي تعود فاليوم هو موعد وصول طائرتها  بإنتظارها حسام والصغيرة ملك
تنزل من الطائرة بخطوات واثقة وغرور لا مثيل له تذهب لتنهي أوراقها لتخرج من  فتجد حسام بإنتظارها ممسكًا ملك بيديه ويلوح لها
حسام: سارة يا سارة انتي يا بنتي وحشتيني أوي أوي أوي ايه مكنتيش عايزة ترجعي ولا ايه
سارة: هههههههههه حسام والله واحشني يا عم بس كنت سايبة أبوك يسرق براحته عشان لما أعاقب محدش يزعل
لتنهي كلماتها بنظرة شرسة لم يعتادها حسام منها فهي دائماً كانت بنظرة القطة البريئة والآن أصبحت برية لا تترك حقها ليركبوا بعدها السيارة لمنزل حسام
حسام: شكل كدة جه وقت الحساب
سارة: قرب يا حسام قرب أوي
حسام: عملتي ايه مع البوص
لتزفر بضيق
سارة: عايز يخلص علي مجدي شايفة كارت محروق دلوقتي بعد ما البوليس مسك الصفقتين اللي فاتو وعايزني أنا اللي اخلص عليه
حسام: وانتي هتعملي ايه
سارة: لسه بفكر انت عارف مينفعش أرفض بس هحاول اتصرف من غير دم أنا آسفة يا حسام اني دخلتك معايا في الموضوع ده وانت ملكش فيه
حسام: متقوليش كدة أنا وعدتك اني مش هسيبك بس بلاش دم سارة مش بتقتل بس عايزك توعديني بعد ما كل دا يخلص ترجعي سارة القديمة تاني
لتضحك هي باستهزاء: سارة القديمة دي ماتت  واندفنت من سنتين يا حسام والميت مش بيرجع خلينا نروح عشان ملك نامت ااااه صح هي مكلمتنيش ليه
حسام: أصلها زعلانة منك جامد يا ستي عشان لما سافرتي  مرضيتش تاخديها معاكي فهي متضايقه بقي بس متخافيش لما تصحي ابقي صالحيها وهي تكلمك
سارة: انت عارف إنها أغلي ما عندي بس ما أقدش اضحي بيها واخدها معايا كانت هتبقي أقوي نقطة ضعف
تنهدت بألم لتصمت لحظات ثم تعود لحديثها معه مرة أخري وهي تردف:
ااااه بالمناسبة عايزاك تجيبلي كل المعلومات عن شركة الشريف بتاع الهندسة عشان دي مزعلاهم جامد اوي وعايزينها
حسام: أنا عارف الشركة دي كويس إحنا  لينا تعاملات معاها أصلا في مناقصة هتحصل قريب وشركتهم بتحاول تاخدها واحنا كمان محتاجين المناقصة دي جامد لأن عمك المحترم أهمل شركة الهندسة واهتم بشركة الإستيراد والتصدير بس عشان شغله الشمال
سارة: اوك لما نوصل البيت هاتلي ورق المناقصة دا ادرسه وكمان عايزاك زي ما قولتلك تجيبيلي المعلومات كلها عن الشركة دي واصحابها
حسام: طيب يلا عشان وصلنا خلاص
سارة: اخيرا ايه يا بني انت ساكن خارج حدود مصر ولا ايه دا انا قولت انك خاطفني
حسام بضحك: هههههههههه طيب يلا يا اختي بطلي لماضة خلينا ندخل
وما أن دلف كلاهما  المنزل حتي أقبلت عليهم ريهام زوجة حسام وهي تحمل ابنها الصغير أحمد لترحب بهم وهي تهتف بسعادة
ريهام: ياااه يا سارة اخيرا رجعتي والله وحشاني جدا جدا
سارة بابتسامة فهي تحب ريهام لطيبتها كثيراً : معلش يا ريهام انتي عارفة اللي حصل
واديني رجعت خلاص اهو وممكن ما اسافرش تاني
الا عند الضرورة يعني قاعدالكو
ريهام: طب الحمد لله يلا بقي نتغدي وانت يا حسام طلع ملك اوضتها تنام ولما تصحي انا هغديها
سارة: شكرا ليكي بجد يا ريهام انتي وحسام علي اهتمامكم بملك الفترة دي
ريهام: متقوليش كدة ملك زي بنتي بالظبط ويمكن اكتر
ليذهبوا بعدها لتناول الطعام مابين مزاحهم سوياً وهدوء سارة العجيب الذي يعلمه حسام أنه الهدوء الذي يسبق العاصفة فهو الوحيد الذي يفهمها
لينتهي اليوم ويأتي الذي بعده لتخترق أشعة الشمس وتطل علي تلك الجالسة أمام نافذتها والتي يبدو أنها  مستيقظة منذ وقت نعم فهذه عادتها من زمن أن تستيقظ مبكراً وتستعد للخروج للركض لتأخذ هاتفها بعد أن ارتدت ملابس رياضية ملائمة وجمعت شعرها على شكل  ذيل حصان  لتخرج إلي الشارع وتبدأ
بالركض وهي تضع السماعات في أذنها وتركض غير منتبهه للسيارة خلفها فالساعة الآن السابعة صباحاً لينزل صاحب السيارة غاضباً منها ويمسك بذراعها ليديرها ناحيته وهو يهتف بصوت عالي
أدهم.: انتي يا بت انتي ايه مبتسمعيش
سارة بألم : ااااه ايدي يا حيوان انت
أدهم بعصبية: انتي شكل اهلك معرفوش يربوكي كويس انتي قليلة الادب
سارة بعصبية: سيب ايدي احسنلك وإلا هتندم
أدهم بسخرية: وان مسبتش هتعملي ايه يعني
لتضربه سارة على ساقه لتلوي ذراعه خلفه وهي تضحك بسخرية: هههه مش قلتلك نزل ايدك انت مش قدي احسنلك تبعد عن طريقي
لم تكمل جملتها حيث لف أدهم وقلب الوضع ليمسك هو بذراعها خلف ظهرها
أدهم: بلاش أنا يا قطة احسنلك انتي متعرفيش أنا مين وممكن أعمل فيكي ايه
سارة: انت اللي متعرفش انا مين ولأندمك  علي اللي انت عملته دا ياسمك ايه انت
ليتركها أدهم ويركب سيارته مبتعداً ثم يعود لمكانها مرة أخري ليردف بسخرية
أدهم: اسمي أدهم طاهر الشريف احفظي الإسم دا كويس يا شاطرة هههههههههه
لتنظر للسيارة بدهشة وهي تسبه في سرها لتعود للبيت بعدها وعلي وجها علامات الضيق
..................................................................
عاد أدهم إلي منزله وهو منزعج للغاية ويسب هذه الفتاة التي وقفت أمامه فوجد نفسه يشرد في
ملامحها الطفولية ولمعة عيناها في الشمس التي تغير لونهما فابتسم ثم قطب حاجبيه بسرعة
أدهم: ايه يا أدهم انت اتجننت ولا ايه وبعدين دي بنت قليلة الأدب ومش متربية كويس وأنا لو شفتها تاني هقتلها
انتهي من حديثه مع نفسه  لينام بعدها ساعتين ليستيقظ ويعود مرة أخرى لشركته فهو أصبح دائم التأخير وأيضاً يبقي فيها ويبيت أحياناً أخري بسبب إنشغاله بالمناقصة القادمة فهو يريدها وبشدة فهذه الصفقة ستغير شركته تماماً وترفع إسمها للأعلي أكثر ولكنه لا يدري أن للقدر تدابير أخري
يستيقظ أدهم  ويقوم بروتينه اليومي ويرتدي ملابسه المكونة من بذلة رمادية اللون مع قميص ابيض ويرفع شعرة لأعلي بطريقة رائعة ويضع عطره المفضل ويأخذ ساعته وهاتفة وينزل لأسفل فيجد عائلته ملتفة علي طاولة الطعام ليهتف بمرح
أدهم: ايه دا خياااااااااااااانة بتفطروا من غيري وكمان سي زفت دا بيعمل ايه هنا انت يابني معندكش بيت يلمك
إسلام وهو يلوك الطعام في فمه: وانت مالك انا بفطر في بيتك ولا بيت خالتي دا ايه البرود دا
أدهم وهو يرفع حاجبه لأعلي بنبرة مهددة: بتقول ايه يا إسلام عشان مسمعتكش كويس
إسلام بخوف : ها ولا اي حاجة انا بقول انك حبيبي اه والله
زياد وهنا في نفس الوقت: خاف يا عيد يامي يامي يامي ههههههههههههههههههه
ليضحك عليه الجميع
سلوي: تعالي افطر الأول وبعدين اتخانق معاه وبلاش الألفاظ دي تاني يا أدهم انت الكبير هنا
وبعدين فين صباح الخير
أدهم  وهو يقبل رأس أمه : احم سوري يا ست الكل صباح الخير والفل والياسمين
سلوي:  ايوة يا اخويا كل بعقلي حلاوة عشان أنسي انك أخرت امبارح برا تاني
أدهم : والله كان عندي شغل كتير وابن اختك المحترم بيسيبني ويخلع بدري
سلوي: ماشي بس متكررهاش
أدهم: حاضر
ليتناولو بعدها طعامهم ويذهب كل منهم إلي وجهته فهنا إلي الجامعة وزياد وأدهم وإسلام وطاهر إلي الشركة
في الشركة في مكتب أدهم يجلس شارداً وهو يفكر في تلك الفتاة المجنونة وعينيها الجميلتين حتي إنه لم يشعر بإسلام الذي دخل ويحدثه ليراه شارداً
فيقوم إسلام بمناداة أدهم بالقرب من أذنه
إسلام: أااااااااااااااااااااااااااااااادهم
أدهم  بفزع: ايه في ايه انت مش هتبطل حركاتك دي يا زفت
إسلام: ما انت مش معايا خالص بكلمك وانت ولا انت هنا اعملك ايه يعني بس قولي بتفكر في مين هااااااا
ادهم بهيام : فيها
إسلام: مين دي احكي بقي
قام أدهم بقص كل ما حدث له معها ليبدأ  إسلام نوبة من الضحك
إسلام بضحك : هههههههههه يعني علمت عليك يا كبير لا بس شكلها جامدة الصراحة اللي تعمل كدة تبقي جامدة آخر حاجة
أدهم بعصبية: قوم يا إسلام روح شغلك أحسنلك بدل ما اتعصب وانت عارف
إسلام: لا وعلي ايه أروح اشوف شغلي أحسن يا جدع
ليخرج إسلام ويبقي أدهم في مكتبة ومازال يفكر فيها وعقله يرفض خروجها بسهولة ليهتف في نفسه
أدهم: لا بقي أنا مش فاضيلك انا عندي شغل اطلعي من دماغي بقي
ليكمل أدهم بعدها يومه وتمر عدة أيام علي هذا الحال بدون أي تغيير يذكر

اصفاد الماضي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن