السابع عشر

2.7K 49 4
                                    

الفصل السابع عشر
______________
الجنون في الحب مطلوب
هو بُهار كل علاقة
هو أن تثق فيمن تحب
حتي لو أعطاك سم
_____________
في شركة الشربيني
كانت تجلس في مكتبها تكمل عملها حتي
دخل هو بدون إستئذان يبدو
إنها إحدي عاداته علمت أنه هو
منذ الوهلة الأولي
فلا شخص آخر يجرؤ على فعلها معها سواه
لذا لم تكلف نفسها عناء أن ترفع نظرها حتي إليه
زفر هو بضيق لتجاهلها إياه
ليجلس علي المقعد أمام مكتبها
ليردف ببرود
ياسر: هتفضلي كدة كتيير
سارة: مظنش إني سمحتلك تدخل
ياسر: سكرتيرتك مش برا فدخلت
سارة: عايز إيه
ياسر بجرأة : انتي
سارة: انت مبتزهش
ياسر: لا
سارة: طب كويس أنا بقي مش فاضيالك خد الباب
في إيدك وانت خارج عشان عندي شغل
ياسر: أظن إن الشغل دا بتاعي
سارة: أنا قلتلك إن أي تعامل هيبقي مع
أدهم مباشرة مش معايا أنا
ياسر بعصبية : إزاي بقي إن شاء الله
سارة بخبث: انت نسيت إنه شريكي ولا إيه
يعني أي قرار لازم يكون هو كمان عارفة
ياسر: متختبريش صبري كتيير
سارة: صبري ميين أنا معرفش حد بالإسم دا
ياسر: بقي كدا
سارة: اهااا
وقف من مكانه ليقترب منها ويميل علي مقعدها
وهو يهمس لها
ياسر: مش مشكلة أديني مستني أنا مش بمل بسرعة
أهم حاجة خدي بالك من نفسك عشاني أنا
دخلت نور في هذه اللحظة لتجده يميل علي مقعدها
ويهمس لها شيئاً لينتبها لها
فيبتعد هو والإبتسامة تغطي ثغره
ثم يخرج من المكتب
نور بإعتذار : أنا آسفة جدا يا أفندم بس الباب كان مفتوح وأنا مكنتش أعرف والله إن في حد هنا
سارة: اهدي محصلش حاجة دا اصلا واحد مجنون
نور: بس بصراحة باين عليه بيحبك
سارة: عملتي إيه في شركة الشريف
نور: المدير المالي بلغني إن الملف مع مستر أدهم وإنه لسه بيشتغل علي شوية حاجات
فيه وأول ما يخلصه هيبعته لحضرتك على طول
سارة: تمام روحي انتي دلوقتي
نور: تؤمري بحاجة تاني
سارة: لا شكرا روحي انتي
خرجت نور لتغلق الباب خلفها
لترجع هي رأسها للخلف وتغمض عيناها
......................
في شركة الشريف
في مكتب إسلام دخلت هنا كإعصار مدمر
اقتحمت مكتبه لتجده يجهز نفسه للخروج
هنا: علي فين العزم إن شاء الله
إسلام ببرود : عندي معاد مهم
هنا: مع مين
إسلام : ملكيش دعوه انتي من امتي وانتي بتدخلي في الشغل
هنا: إسلام انت زعلان منى
إسلام: ليه انتي عملتي حاجة تزعل لا سمح الله
هنا بتوتر: أنا... أنا كنت بهزر معاك
إسلام : في فرق بين الهزار وانك تثقي فيا
هنا: والله العظيم بثق فيك بس..
إسلام: بس....بس إيه انطقي
انتفضت من مكانها من صوته العالي
لتلمع الدموع في عينيها وتهدد بالنزول
نظر إليها فوجدها علي وشك البكاء
هنا ببكاء : أنا.. مش.. قصدي  إسلام بليز متزعلش مني
إسلام: خلاص متعيطيش طيب
هنا: يعني مش زعلان
إسلام: تؤتؤ تؤتؤ
هنا: بجد
إسلام: بحبك
هنا بخجل: وأنا كمان
إسلام: تعالي نروح نتغدي برا
هنا: اوك يلا بينا
خرجا من المكتب لتتذكر هي شيئاً فتردف
هنا: هو إنت مش كان عندك معاد مهم
إسلام بتوتر : هخلي حد غيري يروح يا حبيبتي متقلقيش
هنا: أوم
أثناء خروجهم قابلوا زياد
لتهتف هنا
هنا: زيزو حبيبي
زياد: بتعملي إيه هنا يا بت
هنا: خارجة مع إسلام
زياد: من إمتي دا
اسلام: ملكش فيه
زياد: حبيب قلبي تسلم
هنا: ابقي روح الإجتماع مكان إسلام يا زياد
زياد: إجتماع إيه
هنا: إسلام  كان عنده إجتماع مع عملاء وقالي هيخلي حد يروح مكانه فبقولك انت روح
زياد: بس إحنا معندناش إجتماعات إنهاردة أصلا
هنا: يعني إيه انت بتكدب عليا يا إسلام
اسلاااااااااام
نظرت بجانبها فلم تجده فهو هرب قبل أن تنفجر كقنبلة موقوتة
ليضحك زياد عليهما بشدة
لترحل هنا وهي تضرب الأرض من الغيظ ومن إسلام  الذي اختفي
لتعود إلي بيتها وتقسم ككل مرة ألا تصالحه مرة أخرى ولكنها تعود فهي لا تستطيع الإبتعاد عنه مهما بلغ منها الغضب تجاهه
..........................
في لندن
تغيرت الخطة وطلبوها للحضور
تفاجئت هي في بادئ الأمر ولكنها لم تستطع الرفض
طلب الزعيم فهي تعلم جيداً قدرته علي قتلها
قبل أن يرف جفنه
طلب الزعيم أن  يذهب جورج بنفسه إلي مصر
وإتمام الصفقة بنفسه
والآخر لم يقدر علي الإعتراض حتي
تحدد موعد سفرها يوم الصفقة وهو بعد يوم
لذا جهزت نفسها للسفر غداً
..................
أنهت عملها لتعود إلي بيتها لتجده ساكناً بطريقة غريبة وجدت حسام مازال في عمله وريهام في غرفتها والأطفال ناموا باكراً
لذا حسمت أمرها أن تطمئن علي ريهام
ذهبت إليها وطرقت علي الباب ثم دخلت
لتجدها جالسة علي فراشها
لتفاجئ من مظهرها فعينيها داميتين من البكاء
ووجها متورم من صفعة زوجها له
لتقترب منها بلهفة
سارة: ريهام إيه اللي عمل فيكي كدة
ريهام: سارة اااا...انا....
لتجهش بالبكاء مرة أخري 
فاحتضنتها سارة وهي تواسيها وتربت علي كتفيها
لفترة حتي تعبت من كثرة البكاء فنامت من التعب
قامت بتعديل جسدها لتنام براحة ثم تركتها ونزلت
للأسفل تنتظر عودة حسام وهي غاضبة
.....................
كان في عمله كعادته منذ فترة وهو فاقد لتركيزه
كل ما يشغل عقله فقط هي حتي إنه أهمل عمله
أفاق من شروده علي دخول السكرتيرة الخاصة به
لارا وهي تسير أمامه بدلال يعرفه جيداً
ظنت أنه ينظر إليها ويراقبها فإتسعت ابتسامتها ولكنها لم تدرك أنه كان شارداً وهو يتخيل حبيبته تدخل إليه بكل دلال فيبتسم أثناء شروده
لتتجرأ هي أكثر وتضع يدها علي كتفه
وتجلس أمامه علي مكتبه
ثم تهمس له بدلال تعرفه هي جيداً
لارا: الموظفين كلهم مشيوا يا مستر حسام
واليوم خلص حضرتك هتروح ولا عايز مني حاجة تاني
قام بسحبها ناحيته لتقع عليه وهو مغيب تماماً عن الواقع وما أن هم بالإقتراب منها حتي رن هاتفه ليفيق من غيبوبته ليجدها أمامه غير التي كانت في خياله ليبتعد عنها كالملسوع وهو يرجع شعره للخلف بعصبية ثم أمسك هاتفه فوجدها رسالة من سارة تطلب منه العودة لأمر هام
قام بجمع أشيائه بسرعة وأخذ مفاتيحه ورحل من امامها دون حرف لتنظر هي في إثره بعصبية
......................
لبي ندائها بسرعة ما أن طلبته حتي أجاب بلهفة
كانت تنتظره حتي دخل المنزل
فقامت بمناداته
سارة: حساام... أنا هنا
التفت إليهة وسار بإتجاهها وهو مبتسم
حسام: ساارة حبيبتي... اؤمري
سارة: أخبار ريهام إيه
حسام بدهشة : ريهااام... مالها ريهام
سارة: ممكن أعرف مديت إيدك عليها ليه
حسام بغضب: هي اللي قالتلك
سارة: هي متكلمتش بس لما أشوف أثر الضرب عليها الطبيعي هعرف لوحدي
ممكن بقي تقولي ليه عملت كدة
حسام: خلاف ما بيني وبينها والموضوع اتطور واتعصبت وضربتها
سارة: أول وآخر مرة تمد إيدك عليها يا حساام
انت فاااهم
حسام: ريهام مراتي وأنا حر
سارة: لا مش حر مش معني إنها مراتك تعمل فيها كدة
حسام: سارة انتي عارفة إني مبحبش أزعلك فعشان كدة بقولك متدخليش في أي حاجة تخصني أنا وريهام
سارة: حسام الموضوع ده لو اتكرر تاني أنا  همشي وأسيب البيت وهاخدها معايا
حسام: تمشي.....تمشي ازاي يعني
سارة: دا اللي عندي المرة الجاية هترجع مش هتلاقي حد في البيت
حسام: خلاص يا سارة آخر مرة وأنا هصالحها بطريقتي بس انتي متمشيش
سارة: تصبح على خير يا حسام
حسام: وانتي بخير
انصرفت من أمامه وصعدت غرفتها
بينما هو ظل مكانه يغمض عيناه ليستمتع بعطرها المنتشر بالجو من حوله ثم همس لنفسه
حسام: قريب اوووي هتبقي بتاعتي أنا وبس يا سارة هااانت مش باقي كتيير
..........................
صعدت غرفتها وأغلقت خلفها الباب لتسمع صوت هاتفها يعلن عن وصول رسالة لتفتحها
"ننتظرك بعد غد في لندن"
لتتأفف بضيق
سارة: هو دا وقته اووف أنا زهقت يارب خلصني من الهم دا قريب
...........
في نفس الوقت مكان آخر
كانت نفس الرسالة وصلت إليه تأمره بالسفر ولكن غداً
ليتنهد الاخر: اووووف لازم أسافر  بكرة يعني
إيه القرف دا
.......

اصفاد الماضي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن